|
تصريحات وزير وطني
د. واثق الزبيدي ان مقاييس الوطنية في العراق تغييرت كثيرا فالوطنية عند المواطن العراقي قبل السقوط تعني ذلك الكتاب التافه الذي يمجد سلطة القتل والعبودية فليس للمواطن سوى ان يعطي ويأخذ المنتفعون او السلاطين الطائفيين متمثلين بصنم واحد يدعى صدام وبعد سقوط صدام وخلال الفترة الاخيرة برز نوع جديد من الوطنية وهي ان يجوع المواطن ليعيش الوزير المعظم هو وابنائه واقاربه من الدرجات المختلفة ومصداق هذه الوطنية هو تصريحا وزير التخطيط علي بابان الذي طالب قبل حوالي اكثر من شهر بتسريح 70% من موظفي الدولة العراقية طبعا ليس الوزراء ولا البرلمانيين وكذلك ليس المفسدين في دوائر الدولة بل طالب بتسريح الموظفيين العاديين الذين يقبضون ادنى المرتبات لانهم يرهقون الخزينة العراقية – على حد قول بابان – وبعد هذه التصريحات صوت البرلمان العراقي على منح ( النواب وطبعا الوزراء جوازات سفر دبلوماسية حتى بعد الممات وقطع اراضي 600 متر ) بالاضافة الى ال 12 مليون دينار رواتبهم وسيارات سنوية من انواع لم نرها من قبل – نحن المساكين والبطالين – لان النواب اموالهم من خزينة السماء ومصاريفهم لا ترهق الدولة ، وكنا نعتقد ان بابان كان يهذي من شدة السخونة رغم الجو الشتائي لكنه قبل يومين اعقب تصريحاته تلك بتصريحات اكبر اسفافا ومزايدة فقد طالب وبتصريح صحفي ان تلغى البطاقة التمونية عن المواطن من منطلق الوطنية ونحن ومن منطلق الوطنية وحرصا على العراق الذي لا نملك فيه ولحد الان قطعة ارض مقدارها متر واحد نقول للسيد الوزير سنتخلى عن البطاقة التمونية التي لا نجني منها الا الفتات ولكن عليكم ياسيدي الوزير ومن منطلق الوطن الذي نعيش فيه ان تتخلوا عن سياراتكم الفارهة وان تلبسوا وكما نلبس بدلات (35000دينار) من شارع السعدون وان تتخلوا عن ملايين الدنانير التي تاخذونها كرواتب وملايين الدولارات التي تسرقونها عن طريق المقاولات التي تعطى لابنائكم الذين لم يبلغوا الحلم او اخوانكم بالاضافة الى الملايين التي تسرقونها تحت عنوان ( نهب وسلب ) كما اننا سنترك البطاقة التي ترهق كاهل العراق المسكين ولكن بشرط ان تاكلوا مما نأكل وتشربوا من ماء الحنفية وليس من ماء القناني وان تحاربوا المفسدين في دوائركم وتحاربوا الايفادات الكاذبة وتغلقوا مشاريعكم في الامارات العربية ومصانعكم في دول الخليج وتتركوا فللكم التي اشتريتموها بعد ان اصبحتم وزراء في شرم الشيخ وشاطيء بيروت وسويتاتكم في (كازا بلانكا ) وان تحاولوا ان تحفظوا اموالكم التي تسرقونها في بنوك عراقية حتى لايختل ميزان الدينار العراقي خيرا من ان تودعونها في بنوك سويسرا ولندن وهنا لنبحث من يرهق الميزانية ؟؟؟ الموظف الذي يتقاضى راتب 550 الف دينار رغم انه اشتغل في وظيفته 38عاما ام الوزير الذي تسنم المنصب بالامس وهو يتقاضى راتبا مقداه 12 مليون دينار ام ذلك الموظف الذي يعمل اليوم براتب 250 الف دينار وهو يحمل شهادة جامعية فيما يقبض برلماني لايملك اي شهادة مبلغ 8ملايين دينار وهذا المبلغ المعلن بالاضافة الى ثمان سيارات حماية من نوع بيك ولاندكروزر وكاسحة وقاتلة وتمساح واسماء اخرى ما انزل الله بها من سلطان بالاضافة الى جيش يسير خلفه بعنوان (بودي) وهل ترهق بطاقة تمونية برخص التراب كاهل الدولة العراقية العظيمة فيما لا ترهق هذه الميزانية الاف السيارات التي وزعت بورقة صغيرة من رئيس الوزراء لشيوخ التسعين والالفين وثمانية وهل ترهق بطاقتنا التمونية كاهل الدولة العراقية العظيمة فيما ينفق السادة الوزراء ملايين الدولارات في فنادق الدول العربية واوربا ذات النجمات فوق الخمس وهل ترهق ميزانية العراق العظيم بطاقة تمونية تافهة المواطن بحاجة لها فيما لاترهقه مخصصات رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهوية ورئاسة الوزراء ورئاسة هيئة النزاهة ورئاسة المخابرات والقضاء وغيرها من دوائر الفساد المالي والاداري التي لا عمل لها سوى سرقة المال العام ومن اوضح النكت على وطنية الوزراء والبرلمانيين انك تجد ان كل البرلمانيين يواضبون على الوصول الى البرلمان يوم الراتب فيما يتاخر اصدار قانون الاستثمار لاكثر من عامين ويتاخر تنصيب رئيس البرلمان لاكثر من ستة اشهر ويتاخر تنصيب وزير للعدل لاكثر من عامين ويتخر صرف حقوق السجناء لاكثر من خمسة اعوام ولا تلغى قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل لاكثر من ست سنوات ولا يعدم مجرموا الانفال لاكثر من عامين ومصائب اخرى امر وامر ضاق العراقيون ذرعا منها .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |