|
الشيخ الرفسنجاني باني ايران بعد الحرب ومعمّر مدنها
حميد الشاكر بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الشيخ هاشمي رفسنجاني للعراق، وما يتمتع بها هذا القيادي من الصف الاول الايراني لابد علينا كعراقيين ان نستحضر كل ماهو ايجابي في هذه الشخصية الايرانية المرموقة، بالاضافة الى ماهو ايجابي للزيارة السياسية الايرانية العراقية نفسها على مستوى العلاقات بين البلدين !. والحقيقة ان مايميز شخصية اية الله الهاشمي الرفسنجاني على الصعيد الذاتي انه من الكوادر الاولى للثورة الايرانية الاسلامية التي قادها السيد روح الله الخميني رحمة الله عليه، وهو صاحب شأن عظيم في بناء النظام الايراني القائم اليوم، لاسيما انه هو مَن هو في نضاله ضد الطاغوت الشاهنشاهي البائد وهو ايضا من هو حيث قاد اكثر من موقع في جمهورية ايران الاسلامية من قيادته لمجلس الشورى الثوري ابان بدايات الثورة الايرانية في نهاية سبعينات القرن المنصرم وبدايات الثمانين فيه، وحتى قيادته للبرلمان الايراني ومن ثم لشغله منصب رئيس الجمهورية الايرانية الاسلامية لدورتين، وفيما بعد عند مطافه الاخير في رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام اليوم في القيادة الايرانية !. والى هنا يبدو الرجل على مستوى عالٍ جدا في الجمهورية الاسلامية الايرانية، اي انه رجل يتمتع بصلاحيات التخطيط للجمهورية الاسلامية اليوم التي تبدو الاقوى في المنطقة والاكثر نهوضا للتطلع للمستقبل، مضافا لذالك انه احد الاركان الاولى لواضعي السياسات العامة للجمهورية الايرانية صاحبت المؤسسات التي بناها الكادر الذي عاصر الشيخ الرفسنجاني في رحلته الطويلة في النضال والذي لم يتبقى منه من الصف الاول للامام الخميني في ثورته على الطاغوت الشاهنشاهي الآن الاّ مجموعة معروفة بعدما قضت مجموعة من قيادات الثورة نحبهم كاية الله بهشتي والعلامة المتأله مرتضى المطهري وغيرهم وبقي البعض الاخر ينتظر كالسيد علي خامنئي والشيخ الرفسنجاني ... وهكذا !. ان كل ماذكر انفا عن شخصية الشيخ الرفسنجاني الايرانية المرموقة هي ليست كل قصة سياسيي ايران اليوم وضرورة معرفتهم عن قرب لرجال السياسة العراقية الجدد، فأن الشيخ الرفسنجاني بالذات هو شخصية مختلفة بالنسبة للتجربة العراقية الجديدة، وهذا ليس لانه صاحب تجربة ثورية ثرّية وطويلة وغنية فحسب، وليس لانه رجل دولة ومخطط سياسة وقيادي أول لاغير !. لا كل هذا يذكر في سجل هذا الرجل السياسي الايراني الكبير بالفعل، لكنّ مايميز الشيخ الرفسنجاني بالنسبة للتجربة العراقية الجديدة مابعد اسقاط الطاغوت الصدامي، هو ان هذا الرجل بالذات هو صاحب مشروع (( اعادة اعمار ايران بعد الحرب )) ومثل هذه الكفاءة او هذه التجربة الفريدة هي مايحتاج للاطلاع عليها سياسيي العراق الجديد، لاسيما ان هذا الكادر العراقي السياسي الجديد لم يزل يراوح في مكانه منذ اكثر من سنة من استتباب الوضع الامني نسبيا بلا سماع لاي مشروع لهذه الحكومة يُناقش لدراسة مسألة الاعمار الشاملة في العراق وليس الجزئية والمحدودة والغير مؤثرة نهضويا في عملية اعادة اعمار العراق من جديد . نعم ان التجربة التي قادها الشيخ الرفسنجاني لاعادة اعمار ايران بعد الحرب هي التجربة الاكثر واقعية وانسجاما مع الوضع في العراق المتدهور اعماريا اليوم، وفي حال حضور الشيخ الرفسنجاني بذاته لزيارة العراق اليوم، فنحن في العراق يجب ان ندرك اننا امام عقلية خططت بعناية وذكاء وكفاءة واخلاص وهمة عالية جدا لاعمار ايران بمواردها المحدودة وايضا بظروف الحصار الاقتصادي المضروب على ايران، وهذا يعني ان هذا الرجل يمتلك الالية والرؤية التي تمكن اي دولة بمواردها الذاتية اليوم كالعراق من ان تستفيد من التجربة الايرانية التي كانت في يوم من الايام مدمرة تماما الا انه وفي غضون سنين معدودة استطاعت لجنة اعادة اعمار ايران من ابراز كفائتها واخلاصها وهمتها في اعادة ماهدمته الحرب وافسدته خطط محاصرة ايران الاقتصادية !؟ ان ايران اليوم هي من الدول التي لابأس بصورتها الاعمارية الناهضة يوما بعد يوم، بل ان طهران التي استطاع نفر قليل من مخلصي وخدّام الشعب الايراني ان يحيوا عاصمتهم السياسية ويعيدوا بناءها على طراز حديث، هي ثمرة من مشروع اعادة اعمار ايران الكبير، حتى ان اجمل تعبير سمعته على الاطلاق عن ايران وحالة الاعمار فيها جاء على لسان الجنرال اللبناني ميشيل عون بعد زيارته لايران السنة الماضية، عندما سأله احد الصحفيين : ماذا رايت في طهران ؟. فاجاب الجنرال ميشيل عون انه : رايت عاصمة لاتنظّف بالليل لعدم وجود شعب يرمي فيها الاوساخ في النهار ؟. وهذا الصورة وان كانت صورت جمالية للشعب الايراني اكثر منها صورة للعمران والبناء، الا انه لولا جمال الاعمار لما حافظ الشعب الايراني على نظافة مدنه وعاصمته في طهران !. نرجو نحن في العراق في يوم من الايام ان يمرّ الزائر في بغداد او في ذي قار او البصرة ليرى اعماراً ومدنا بُنيت بسواعد العراقيين المخلصين والامناء والشرفاء واصحاب الهمّة العالية بحيث ان جمال اعمارها يدفع مواطني هذا البلد المنكوب لعدم الاساءة لجمال مدنهم المعمّرة!. في النهاية اقول ان زيارة الشيخ الرفسنجاني للعراق هي فرصة نسترجع من خلالها اعادة اعمار العراق ونحن نستقبل رجل اعمار ايران المحنك الهاشمي الرفسنجاني !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |