نصف المجتمع = نصف الحل

 

د. فرح الزبيدي

 news2@alhashimi.org

"عندما يكون نصف الحل لديك ونصفه لدي يجب أن أكون شريكا لك كي نحل المشكلة".

لسنا ننادي بمساواة مطلقة كما يفعل أنصاف الواعين، ولا نرضى المكوث في القاع إلى ما لا نهاية، بل نريد أن نقوم بدورنا في صناعة الحياة.

فحين خلق الله سبحانه وتعالى الرجل والمرأة أعطى لكل منهما دوره في الحياة. نحن لا نختلف مع الذين يقولون أن تربية الجيل الجديد بكل ما تعنيه التربية هي من أولى واجبات المرأة، لكن يجب أن يعي الرجل دوره في التربية كذلك فلا يمكن أن ينشأ الجيل بمستوى الطموح ما لم يتعاون على تربيته الرجل والمرأة في الوقت ذاته.

لكننا لا نتفق مطلقا مع من يعطل دور المرأة في الجوانب الأخرى من الحياة كالعمل والبناء والتعليم والصناعة والتجارة وغيرها من التخصصات المختلفة، حيث يمكن للمرأة أن تقدم الكثير الكثير في مختلف المجالات، وبالتأكيد فإن ذلك كله يكون ضمن حدود إمكاناتها وطبيعتها الفطرية كامرأة ، فلا يمكن للمرأة أن تقصر في تربية الجيل تحت مبرر مزاولة الأعمال، ولا يمكن لها أن تقعد عن المساهمة في الحياة تحت مبرر الانشغال التام بتربية الجيل بل أمر بين أمرين.

والمرأة المؤهلة قادرة على أن توفق بين الأمرين، وبناء على ذلك تُطرح التساؤلات الآتية:

من هي المرأة المؤهلة؟، وكيف يتم تأهيلها؟.

المرأة المؤهلة هي تلك التي تكون على استعداد تام لأداء الدور الذي يناط بها، أما تأهيلها فهو من مسؤولية المجتمع الذي تعيش فيه ككل ، فهو دور متكامل ابتداء من دور الزوج ومروراً بدور المسؤولين وليس انتهاء بدور المثقفين ودعاة الديمقرطية وحقوق الإنسان وبُناة العراق الجديد، وهي أدوار متكاملة لا يمكن فصل بعضها عن بعض.

غير أننا نخاطب قبل أولئك كلهم المرأة نفسها، فإن لم تبادر المرأة للتغيير، إن لم تغير نفسها فعند ذلك لا ينفعها تحرك المجتمع كافة لتطويرها وتأهيلها.المرأة يجب أن تكون هي من ترفع راية التغيير، التغيير الذي لا ينكر شيئا من الأخلاق الفاضلة، ولا يمس بعفتها ومكانتها، التغيير الذي يصنع منها شعلة مضيئة في بيتها ومكان عملها ومجتمعها، التغيير الذي يجعل منها إنسانا يحمل هم وطنه، إنسانا نافعا أينما كان.

إن تأهيل المرأة سيسهم بلا أدنى شك في إحداث قفزة نوعية في مجال التنمية والبناء، والعراق لا يمكنه بأية حال أن يقفز قفزة كتطوير وتأهيل المرأة، نحن بانتظار الأفكار والإبداعات الجديدة، والمرأة العراقية أهل لذلك.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com