|
موظف المرحلة .. نوزاد هادي نموذجا
حكيم نديم الداوودي أذا أراد المراقب أن يكتب عن الموظف المسيئ فيجد أمامه عشرات الآلاف من الأسماء في هذا البلد . إذا أريد الكتابة عن الموظف النزيه الذي عادة ما يترك اثرا حميدا من بعده، فعلينا الأتيان بنماذج ليس إلاّ ،والنماذج مع الشديد الأسف قليلة. ويعّدون بعدد أصابع اليدين. فمن حيث أن مهمة الكاتب هي التمييز بين الرديء والجيد، والغث والسمين،فهو ضمير الشعب بلا أدنى شك فعليه تسليط الضوء على مكامن الظلام. فبدلا من ذكر النماذج السّيئة في الإدارة العراقية والكوردستانية سنمّر هنا سريعا على ما تركته يد أمينة في مدينة كوردستانية طالما وقعت تحت مظلات التعتيم والإهمال وعدم الإكتراث بالعمران والبناء عبثا من قبل سلسلة طويلة من الحكومات المتعاقبة على العراق. تلك المدينة هي مدينة أربيل الحبيبة واما اليد التي نعنيها هنا هي يد الموظف نوزاد هادي. الذي خصه زميلنا الكاتب قيس قرداغي بمقال حول ما أنجزه في أرض أربيل.في بحر السنوات القليله التي مسك فيها منصب محافظ أربيل. فحينما نكتب عن موظف دون سواه . فإننا لانعني أن نخصّه بالتطبيل والتمجيد والمديح بلا طائل ،إننا نود ان نضع أصبع الشهادة على مآثر مدينة عشنا فيها سابقا ولاحقا. أي أربيل ما قبل الهادي وما بعد الهادي. فقد كنا في أربيل قبل الهادي وجدناها أرضا يبابا. غير إننا عندما حملتنا أجنحة الشتات والمنافي الى مشارق الأرض ومغاربها. وعدنا بعدئذ في سفرات خاطفة الى تلك المدينة وجدنا فيها طبع لأصابع وفّية. فتلك هي أصابع د. نيجيرفان بارزاني واضحة وضوح الشمس في كل لون جديد أضفيت على تلك المدينة المهملة، وهي أصابع محافظ أربيل الأستاذ نوزاد هادي. وهو من الطاقم المختار لرئيس الحكومة،نجدها في كل صوب وحدب سواء داخل المدينة التي ترنوا للزائر وكأنها مرتدية حُلة العيد بزهو أبدي. وسواء في الأقضية والنواحي التي تديرها طواقم شابة تحاول جاهدا أن تنحى نحو الهادي وتحذو حذوه.فما أحوجنا الى مثل هؤلاء في زمن ردئ يحاول البعض الفاسد فيه إشباع منافع الذات على حساب حقوق الأرض والفرد وكذلك حقوق المؤنفل والشهيد والسجين السابق وكل من يحتاج. ومن حقه أن يطلب ومن حق الموظف أن يأمن تلك الأحتياجات للمواطن ولكنه حريص على ملأ كل الفراغات في الجيوب الطويلة العريضة ويأبه أن يملا الفراغات التي تحتاج الى ملئها بالشوارع والملاهي والمتنزهات والطرق المعبدة والبساتين والجزرات الملونة والمعامل والمصانع........... أنا لا أعرف لماذالا يفسر مثل هؤلاء حتمية التاريخ التي تمّيز يوماً من الأيام بين المسيء والمجد، والمنتفع والمضحي ،وبين الأمين والسارق، وبين الصادق والكاذب ، وبين المستِغل والمستغَل. ترى لا يعرف هؤلاء أنهم يسيئون الى أنفسهم والى الأحزاب التي قذفتهم الى تلك المناصب. والقادة الذين يحسبون عليهم. إننا نضع الهادي نوزاد عنوانا للجيدين ولكننا يقينا نقصد بذكره لوم الفاسدين وتنبيه القادة على المماطلين ، وكل ما نرجوه أن يفكر قادتنا بغربلة مؤسساتنا من الشوائب التي جيئت بهم في غفلة من الزمن والتي أثقلت كاهل مؤسساتنا وأسدلت ستارا داكنا من الروتين والبيروقرطية مما أحجبت الرؤيا وتعذر وضوح الرؤية لمستقبل مدننا وقرانا . يا سادة يا كرام ،إننا نمّر بمرحلة إنتقالية خطيرة جدا. فتتحتم علينا أن نفكر بملأ كافة مناصب الدولة بأمثال الهادي وأمنحوا البارزاني نيجرفان حرية اختيار طواقم العمل في كل جزء من أجزاء كوردستان. ولا تنسوا رجاء كرميان تلك المنطقة التي أبدا كانت محرقة للثورات الكوردية المتسلسلة ،ولكنها في يوم الحصاد خرجت مع الأسف من المولد بلا حمص.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |