المرأة العراقية في يوم المرأة العالمي..!

 

باقر الفضلي

 bsa.2005@hotmail.com

حاورت نفسي كثيراً متسائلاً: ماذا سيقول المرء في مثل هذا اليوم الرائع بالنسبة للمرأة العراقية،؛ هل يكرر نفس المقولات ونفس الأفكار، وهل سيعيد التأريخ كل عام لدرجة اللّجاجة، أم يستمر في إجراء المقارنات بين ما عليه أوضاع المرأة في بلدان العالم الأخرى مع ما هي عليه أوضاعها في العراق؛ أم يكتف فقط بإرسال بطاقة تهنئة بالمناسبة..! 

كنت قبل اليوم وبالذات في مناسبة الذكرى عام/ 2006،  قد تحدثت عن واقع المرأة العراقية وأوجزت أحوالها الإجتماعية والإقتصادية والقانونية، وتحدثت عن نضالاتها من أجل المساواة الإنسانية مع الرجل في مختلف الميادين، وبالذات في مجال التمتع بحقوقها السياسية والمدنية، كما تحدثت تأريخياً عن نضالات شقيقتها المرأة العربية في هذه المجالات مع الأمثلة والمقارنات التي ترسم صورة عن واقع المرأة العربية ومثلها العراقية؛ كل ذلك في مقالة طويلة، ومنحتها عنواناً يعكس حقيقة معاناة المرأة بشكل عام والعراقية بشكل خاص، فجاء العنوان معبراً عن حقيقة لا تزال ماثلة أمام أنظار الجميع وهي تعكس مدى مسؤولية الأنظمة الحاكمة سواء في العراق أو في البلدان العربية عن إستمرار معاناة المرأة في مجتمعاتنا العربية، وقصور هذه الأنظمة في ميدان التشريع القانوني ومحاولاتها الألتفاف على أية مكاسب قد تحققها المرأة على ذلك الصعيد، ولذلك جاءت تحت عنوان : ( حقوق المرأة .. ملف مفتوح) (1)  

لم يتقدم حال المرأة العراقية بعد تلك الفترة بإتجاه يوحي بالتفاؤل والتحسن المطلوب رغم كثرة ما جرى من إدعاءات على الصعيد الحكومي حول آفاق تحسن أوضاع المرأة العراقية، ورغم ما تحقق لها من تشكيلات مدنية على شكل منظمات نسوية في نطاق المجتمع المدني، فقد تعرضت المرأة العراقية على عكس ذلك الى أسوء حملة من الإضطهاد والتعسف طالتها حتى في وجودها ككائن بشري، حيث سقط العشرات بل المئات من الضحايا البريئة من النسوة العراقيات صرعى التخلف الإجتماعي والإنتقام وضعف الحماية القانونية والإجرائية، ناهيك عن فتك الإرهاب والصراع المحتدم داخل المجتمع على مختلف مشاربه وشيوع العادات والتقاليد القبلية العشائرية المدعومة بالتوجهات الدينية والإصولية السلفية، على حساب القوانين المدنية..!  

لقد دفعنا ذلك الى معالجة التراجع الملحوظ في حالة المرأة العراقية للكتابة مجدداً وبمناسبة أخرى هي اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار عام/2008 ، وفي مقالة خصصتها لحالة التدهور المريع لأوضاع المرأة في العراق بعد مضي أكثر من أربع سنوات على سير العملية السياسية والتشبث المستمر من قبل كافة الأوساط الحاكمة بمقولة إرساء الديمقراطية، والعمل على مساواة المرأة بالرجل في الحقوق المدنية والسياسية، ولأهمية ما أشرت اليه أثبت مجدداً رابط وعنوان المقالة المذكورة المنشورة بتأريخ 8/3/2008 للمزيد من الإطلاع ولتعلقه بأوضاع المرأة التي لم يطرأ عليها أي جديد. وقد كان العنوان: (رمزية يوم المرأة العالمي) (2)   

ومما يزيد في أحباط المرأة العراقية أن تصل خيبة أمل العاملين على ملف المرأة العراقية من نواب أو مسؤولين وفي مقدمتهم وزيرة المرأة السيدة ( نوال السامرائي)، أن إضطرت الى الإستقالة إحتجاجاً على ما آلت اليه أوضاع المرأة العراقية والتي عبرت عنه خير تعبير حين قالت :[[ " إلى ذلك ، قالت الوزيرة السابقة لشؤون المرأة في العراق نوال السامرائي «إن الأزمات التي مرت بالبلد خلفت جيشا من الأرامل والمطلقات وغير المتزوجات»، مؤكدة عدم قدرة الوزارة على معالجة مشاكل النساء وواصفة وضع المرأة في البلاد بأنه «كارثة». وقالت السامرائي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المرأة العراقية تواجه أزمة الاحتلال والإرهاب وانهيار الاقتصاد ما أدى إلى جيش من الأرامل وعدد كبير من المطلقات والنساء غير المتزوجات والمشردات». ووصفت حال المرأة في العراق بأنه «كارثة». وتابعت أن «المجتمع ينهار وكنت وزيرة في وزارة لا تملك شيئا من مقومات النهوض بالمرأة. ليست هناك صلاحيات أو كوادر أو إمكانات مادية». وأشارت إلى «عدم وجود فروع للوزارة في محافظات البلاد."

وتشير الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية عام 2006 إلى أن ما نسبته 3،49 % من الذكور و 5،47 % من الإناث إما مطلقين أو عزابا». ]] (3)         

والى نفس الحال أشارت النائبة العراقية السيدة (ميسلون الدملوجي) قائلة : إن ما كسبته المرأة العراقية بقي حبراً على ورق، منتقدة في نفس الوقت ما يسمى ب "الأمن السياحي"..! (نفس المصدر أعلاه)  (3)

بمناسبة هذه المناسبة الرائعة أهدي المرأة العراقية كل التهاني مع باقات من الورد العطرة، وأشد على أيديها في نضالها المتواصل والمثابر من أجل تعزيز مكاسبها ومواصلة المسيرة من أجل تحقيق المساواة في الحقوق السياسية والمدنية مع الرجل والى حياة أفضل..!

___________________________________________________________  

(1)   http://www.ahewar.org:80/debat/show.art.asp?aid=59024

(2)   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=127331

(3)http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20090307-65053.html

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com