|
في ولادة الوطن
عزيز العرباوي كاتب من المغرب شنقت نفسي على صدإ الجدران . تاهت دمائي بين كل الألوان . صاحت ينابيع الأوردة ، والأعضاء أغرقت في الموت ، فاضت فتحات القلب في الصمت ، هام الملتحون في الكبت ، وعلى الوجه مات الزمان . والحق مات ، وتاه صياد النعام في ظلام المكان . لكن الذين صدموا مواطنيهم على شاشة الحقيقة مسرورين ، وضاحكين ، جلبوا الهوان . علقت والشعب ديواني وقمت أصنع الوقائع والكلمات أحكي قول من زعموا فوق خشبة ، وتقمصوا في غفلتنا زعامة ، وقيادة ، على الرعيان . وأباحوا في وسط النهار عورتنا وأقاموا للذل مسكنا ، حيث الحمام واليمام والسمان . تلك أمانيهم صرخات كل ذاك الوقت غابت ، والمسرح الآن يروي ، شعرا وقصة ومقالا سيان . جفت لعاباتهم ، بعد قتل الحب فيهم ، ودعوا كل ما يوقظ الروح فيهم ، في هذا الزمن المعولم بالمجان . علقت والشعب ديواني ، حيث غصت الأقوال واهتزت في رجة قصائد، وأغان ،وألحان . احترت والشعب في أمري ، لماذا أدعي الآن الصواب ؟ هل اقتربت الساعة أوانها ؟ وغير الحقير كلامه ، وعاد الطرق المعتاد ذاته ، وبات النفاق بلا عنوان . لماذا أعيد سيرة المعذبين ؟ أولئك الذين استبيحت أشياؤهم وبيوتاتهم ، وصاروا في خبر كان . ألأنني صدقت جلساتهم ؟ وصفقت لجرأتهم أمام وسائل النشر ، حيث الأسود يصافح الألوان . لماذا لا أستقر على أمر ؟ وأعيش في جسد حرباء وأقيم صغيرا ، في قشور الرمان . يا وطني الصغير ! لقد صار الآن في الإمكان . أن تزيح الستار عن وجه القرافة الذي تلألأ في ظلمة القبر قبل عقود من الزمان . تبت ما فعلت يدهم ، وتب نهارهم حين يرن ، في هدأة الأحزان . يا وطني الصغير ! تنام وحيدا بين أحضان عطشى ، أظنها فقرك السالف حينا ، وحينا ، أظنها سخرية البلدان . لا يجمع الحب فيها ، بين بني الإنسان . تنام وحيدا ، لا حلم يقض مضجعك لاكتشاف الأزمان . أعرف أن النهار افتراء ، وأن الليل في صمته اشتهاء ، لدفن الأحزان ... وأدرك ما من انتهاء ، يؤدي إلى ابتداء ، أو يزيل الهوان . وقد تتداعى ونتداعى ، بعيدا من الحرب نسقط حمائم وجرحى قصت أجنحتها بيد الإخوان ...!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |