القرار الحكومي 184... الأسباب والنتائج

 

المهندس/ جاسم محمد جعفر

وزير الشباب والرياضة

informationiraq_2005@yahoo.com

      ان اسباب اتخاذ القرار الحكومي(184) في 20/5/2008 جاء نتيجة لعدم وجود القوانين والانظمة التي تنظم العمل الرياضي فضلاً على تداعيات كبيرة وخطيرة اصابت الرياضة العراقية ومنها الفوضى العارمة التي إستوجبت إتخاد موقف مناسب لتصحيح مسارها، كونها تعتبر من ابرز المفاصل الحيوية في رسم حركة المجتمع وانتشاله والارتقاء به ليكون معيناً للدولة في إرساء الامن والاستقرار وبناء دولة العراق الجديد .

     ولعل من ابرز هذه التداعيات هي إنتكاسة الرياضة العراقية وعدم وجود آلية واضحة لدراسة وتشخيص الاسباب وإيجاد الحلول الناجعة لها نتيجة لضعف واضح ناجم عن عدم وجود قانون خاص باللجنة الاولمبية العراقية منذ قرار حلها بموجب امر سلطة الائتلاف المؤقتة ( CPA ) في 23/5/2003 .

     ومنذ ذلك الوقت ونتيجة لغياب القانون اعتمدت اللجنة على مسودات وآليات وإجتهادات شخصية لا ينسجم فحواها مع الغايات الاساسية المطلوبة في اعمال اللجان الاولمبية في دول العالم كافة ، ولا تخدم متطلبات واستحقاقات الرياضة العراقية وانما تخدم مصالح شخصية ضيقة لا يمكن لها ان توفر لرياضة العراق ما تستحقه من رعاية واهتمام ، وقد نجم عنها تلاعب في المال العام حيث ان هناك ( 13) قضية فساد احيلت الى القضاء ، وكذلك توزيع المنح بين الاتحادات بشكل غير مخطط له وعقد الاتفاقيات مع جهات اجنبية خارج السياقات الرسمية والاستيرادات التي تمت دون موافقات اصولية والخوض في مسائل لا علاقة لها بالعمل الرياضي الاولمبي  كالبناء والمقاولات والايرادات الناجمة عن الاعلان والدعاية وصولاً الى حد التجرؤ بتقديم شكوى ضد بلدهم وحكومتهم الوطنية المنتخبة للمحافل الدولية واتهامها بالطائفية والعنصرية ، واستغلال كل ذلك لضمان بقائهم في مناصبهم التي جنوا منها الكثير .

      وإذا ما عدنا الى الوراء قليلاً  وتحديداً منذ بداية استيزارنا كانت هناك اطراف متشددة تعمل ضد اللجنة الاولمبية عندما كان يترأسها السيد احمد الحجية ، وكان السيد حيدر علي لازم يتصدر هذه الاطراف حيث كان يهدد الاولمبية بكشف الفساد المالي والاداري والخروقات الاخرى لاعضاء اللجنة ، وتارة اخرى التشهير بارتباط بعض اعضائها بالنظام السابق ومرات عديدة كان يهددها بالمليشيات المسلحة، ولكن بعد حادث الاختطاف الاليم الذي طال الحجية وعدد من زملائه تحول لازم وبقدرة قادر الى قائد مدعوم من القائمين الجدد على الاولمبية .

ان القرار الحكومي (184) قد عاد بالفائدة على الرياضة العراقية بشكل عام من خلال تحريكه للوضع الذي كان راكداً واستثنائياً للرياضة  تمخض عنه اجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة بغض النظر عن نتائجها ، والاهم  من هذا انه فتح الباب للحكومة العراقية لايصال وجهة نظرها الى المؤسسات الرياضية الدولية                            ( نتيجة الجهود المبذولة من قبل الدكتور علي الدباغ ) التي أيدت بشكل أو بآخر اجراء الانتخابات واكدت مصداقية ما ذهبنا اليه بعدم وجود قانون خاص باللجنة الاولمبية العراقية بعد ان كانت تضلل بمعلومات غير دقيقة من قبل المستفيدين من غياب القانون ، وبفضل هذا القرار وبعد اجراء الانتخابات اصبحت لدينا قاعدة بيانات           واضحة ودقيقة للاتحادات الرياضية ووجود لوائح لها لطالما كان الوسط الرياضي يفتقر لها .

     وعلى الرغم من ان نتائج الانتخابات قد افرزت بقاء عدد من رؤساء الاتحادات في مناصبهم ، الا ان القضاء العراقي العادل سيفصل في قضايا الفساد التي اشرنا اليها ، وكم كنا نتمنى وصول العناصر الكفوءة والنزيهة الى المناصب القيادية لكننا نحترم إرادة الهيئات العامة ونتائج الانتخابات، ويبقى القرار الحكومي (184) قراراً ناضجاً في تصحيح مسار الرياضة العراقية التي عانت الكثير .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com