|
محاولة تهديم المشهد الحسيني والزينبي في مصر
حميد الشاكر لفترة ليست بالقصيرة والمحاولات السلفية التكفيرية تناضل من اجل النيل من تراث ال محمد ص في هذه الحياة الاسلامية ومهما كان شكل هذا التراث المحمدي الاصيل او لونه او صورته او عنوانه .... سواء كان علما مبثوثا في الكتب، او معلما شامخا لضريح شخصية اسلامية مقدسة، او صورة من خلالها يكون ذكرا لال محمد ص الاطهار !. وحتى ان المحاولات التاريخية والى هذه اللحظة لم تدّخر وسيلة ولاوسعا ولااسلوبا في سبيل طمس معالم ال البيت الكرام عليهم السلام في هذا الوجود، وكأنما لم يكتفي الخط الاموي السلفي التاريخي والى يوم الناس هذا بقتل الال الاطهار وسبي ذراريهم وملاحقة كل شاردة وواردة تتصل بخبرهم ....، عاد بعد ذالك وبأسماء متعددة ليمحوا ذكرهم من الوجود تماما، فلارواية عن الدين والاسلام تروى عنهم في كتب الصحاح المرّوج لها سياسيا لاتخاذها كتب رواية الحديث النبوي الشريف، ولامعالم تشهد بفضلهم ينبغي ابقائها قائمة ......، وحتى ذكرهم في الصلاة الواردة على رسول الاسلام محمد ص، فهناك الخط الذي يعمل على تغييب ذكر ال محمد عندما يُصلى على الرسول الاعظم محمد ص بالصلاة البتراء، مع العلم ان كل المسلمين تقريبا يقرّون ان الصلاة البتراء على محمد ص منهيٌ عنها اسلاميا، ولكنّ مع ذالك كأنما هناك استثقال او تعمد لذكر الصيغة الاسلامية الشرعية الاصلية التي تقول : اللهم صلي على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم، ويُكتفى بالقول : صلى الله عليه وسلم في حال ذُكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم !. وكذالك انا لست بحاجة لذكر ايضا ماحصل بعد حادثة ابادة ال البيت المحمدي ص في كربلاء على يد العصابة الاموية، وماعُرف اسلاميا بلمحمة عاشوراء الحسينية، وكيف ان العقيلة زينب بنت فاطمة الزهراء وعلي بن ابي طالب وحفيدة المصطفى محمد ص وقفت في بلاط يزيد بن معاوية لتعلن ليزيد : ان اهل البيت والمسلمين من انصارهم يدركون مخطط ابادتهم من الوجود، ويفهمون ان المخطط يرمي ايضا لرفع ذكرهم من هذه الحياة الاسلامية، فقالت له كلمتها المشهورة :(( اسع سعيك، وكد كيدك، وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا ...)) !. كل هذا جرى بشكل عجيب وبصورة غريبة، لايمكن تصديق مساراتها ان ذُكرت للسامعين !. خطٌ اموي : ملك وخطط، ودبرّ، وفكرّ وقدّر، فقتل كيف قدّر، ثم قُتل كيف قدّر، ثم نظر، ثم عبس وبسر،ثم أدبر وأستكبر، وسفك الدماء، ورشى بالمال، واشترى الضمائر، وافترى الاحاديث، وزوّر الوثائق، واعتدى على الحرمات، وسهر الايام والليالي الطويلات ...... كل هذا على أمل ان يأتي التدبير بثماره في محو ذكر ال محمد ودينهم، الاّ ان النتيجة في النهاية جاءت عكس المتوقع الاموي بالتمام !. وخطٌ اخر محمدي علوي هاشمي : ظُلم، وقُتل، وسُبي، وهُجرّ، ومُنع من الكلام، وحوصر بشعب الجبال، وطورد، وشُوّه، وقيل عنه مالايقال، وسُبّ، وسكت، ولم يفكرّ، ولم يدبّر، ولم يبذل مال، ولادعى منقبةً، ولاقال كلمة، ولاخطط لمستقبل، ولادفع غائلة، وفُعل به كل مامن شأنه ان يمحو ذكر البشر والحجر ...، ومع ذالك جاءت كل النتائج ايجابية وبصالح ال محمد واحترامهم وذكرهم وتقديسهم في هذه الحياة الانسانية الاسلامية عند المسلمين حتى اليوم !. فهل راى احداً بعد هذه المعادلة من عجب عجيب كهذا ؟. واليوم ايضا لم يزل الخط السلفي الاموي نشطا جدا في اعادة احياء المخطط والعمل على التدبير من جديد في كل اماكن المسلمين وديارهم للنيل من ذكر ال محمد ص وانصارهم في هذه الحياة، وكأنما القوم ليس لهم قلوب يعقلون بها ولاعقول يفقهون بها التاريخ والتجربة،ولاحتى عيون يبصرون بها الواقع واين هم ال محمد واين اعدائهم في الغابرين، فعادوا سيرتهم الاولى بحربهم ضد ذكر ال البيت ع والانتقاص من وحيهم المحمدي، فبين سلفي يغرّ السلاطين ويخوفه على سلطانه من دين شيعة اهل البيت الخطر على الظلم والظالمين، وبين سلفي اخر يرمي مدرسة اهل البيت وعلمهم وانصارهم بالبدعة للنيل منهم وتدمير ايمانهم، وهكذا لثالث يتهمهم بالشرك ليسفك دمائهم، واخر بالكفر ليحل اموالهم، واخر ليهدم منازلهم .... وكل هذا على امل ان ينتهي ذكر ال محمد من الوجود ولايسمع صوت لانصارهم، ولايُرى شاهد لاضرحتهم، ولايسمع محاضرة في مناقبهم !. إن آخر هذه الحيل السلفية التكفيرية تطلّ علينا براسها منذ زمن ليس بالبعيد، ولكنّ في مصر هذه المرّة لتطرح التشكيك في وجود التاج الحسيني في المشهد الحسيني المطهر، وكذا التشكيك في الحضرة الزينبية ووجودها الفعلي الحقيقي والتاريخي في هذا المكان المبارك في مصر، مع الدعوة للسلطات المصريّة ( جاءت هذه الدعوة من خلال صحيفة مصريون لكاتب معتوه ) بأتخاذ اللازم والتعامل مع خرافة الوجود بما يرفع من سطوتها على الناس من جهة، وبما يمنع حسب زعمهم من رفع المبررات للتدخلات الشيعية التي تحاول الترويج للتشيّع لال البيت ع من خلال زيارات الاضرحة المقدسة في مصر وغير مصر !. أذن : المحاولة السلفية التكفيرية هذه المرّة وبكل بساطة تشير الى دعوة السلطات المصرية بتهديم المشهد الحسيني والزينبي في مصر بعد ان عجزت الوهابية السلفية بالاقدام على فعل ذالك بنفسها خشية من ردّة فعل المسلمين المحبين لال البيت ع في مصر تحت غطاء عدم وجود رأس للحسين اساسا في هذا المشهد، مضافا له عدم وجود السيدة زينب بنت علي بن ابي طالب في الضريح الزينبي، مضافا لذالك قطع ارجل التشيّع من الدخول لمصر بذريعة زيارة اهل البيت عليهم السلام ومن ثم نشر التشيّع كما يرتعب منه السلفيون الاميون العصريون في هذه الايام في مصر !. والحقيقة ان مثل هذه المحاولات لمحو ذكر ال محمد ص ليس بالجديدة على التمام، وانما هي قديمة قدم الكراهية لال البيت عليهم السلام من قبل الامويين وانصارهم من السلفية، ففي العراق قيل فيما مضى حول ضريح الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع مثل ذالك، وان جسده الطاهر والشريف لم يدفن في النجف الاشرف على الحقيقة، وانما دفن في مكان آخر، وما زيارة الشيعة لمكان في النجف يسمى ضريح الامام علي ع الا خرافة خلقها بعض المنتفعين لنشر التشيع في العراق، وعندما لم تنطلي هذه الحيلة على محبي ال البيت ع، قامت السلفية الوهابية الاموية بعد ذالك بشن الغارات وغزو العصابات التي تهجم من عمق الصحراء النجدية والحجازية العربية لتهديم ضريح الامام علي بن ابي طالب ع وولديه الحسين ابن رسول الله والعباس بن علي بذريعه انها اضرحة تدعو للشرك بعبادة الله سبحانه الواحد القهار !. نعم هكذا هي اليوم محاولة التشكيك التي يرّوج لها مصريا سلفيا وهابيا، وبنفس الاهداف ونوعيه المخطط، فتبدأ العملية والمحاولة بفكرة التشكيك في طهارة المكان وقدسية الموقع الحسيني والزينبي في القاهرة، لتنتهي بعد ذالك بالدعوة الصريحة للسلطات المصرية، ومن ثم القيام بالعمل ارهابيا اذا لم تقم السلطات المصرية بازالة المشهد الحسيني والزينبي، ليقع لهذه الاماكن التي يذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى كثيرا ما وقع للامامين العسكريين من ال البيت في سامراء، الامام الهادي والامام الحسن العسكري من تفجير المرقدين الطاهرين، لتحل الكارثة وتبدأ الفتنة في مصر كما بدأت في العراق من قبل !. ان في مصر كما في العراق الملايين المملينة من محبي اهل البيت من اهل السُنة الكرام، ولايعتقد احدا مطلقا ان محبي اهل البيت في العراق هم مختلفون عن محبي اهل البيت من المصريين سنة وشيعة وصوفية وغير ذالك من اديان اخرى غير اسلامية كالمسيحية ترى في اهل البيت رمزا للانسانية العالية القيمة بشريا، ومن هنا نقول انه مخطئ تماما من يعتقد انه وبسبب ان مصر ليس فيها شيعة كثُر اليوم فيمكن تمرير مخطط هدم ضريحي الحسين وزينب الطاهرة بلا مشاكل ولافتنة بين المسلمين في مصر، بل نقول وبجزم مطلق للسلفية الوهابية الوافدة لمصر من ارض السعودية الوهابية العربية، ان الشعب المصري يحمل من الحب لال البيت، ومن الاحترام والتقديس لذكر الحسين واخته العقيلة زينب مايفوق بكثير حتى حب الشيعة في العالم لاهل البيت ع، وليعلم السلفيون التكفيريون في مصر : ان مثل هذه الدعاوي في تسفيه المشاهد الاسلامية المقدسة في مصر وخصوصا المشهدين الحسيني والزينبي، ودعوة السلطات بشكل غير صريح لهدم المشهدين بدعاوي سخيفة كسخف عقول حامليها، هي دعوة لشق الصف المصري الوطني والاجتماعي ودعوة لتفجير الفتنة بين مجتمعه الذي يحاول التماسك في الزمن الصعب هذا جدا !. ثم بعد ذالك ولأوجه مقالي الآن لاصحاب دعوة محو ذكر ال محمد في اي مكان من العالم الاسلامي : ماهو المبرر لمثل دعواتكم هذه التي تحاول ملاحقة ال البيت اينما وجدوا في الحياة، وتحاول النيل من وجود ذكرهم الاسلامي العبادي والفكري والثقافي والمادي ؟. هل بسبب ان بعض المصادر التاريخية تقول بانه ليس هناك حقيقة لوجود التاج او الراس الحسيني في هذا المكان، وان ليس هناك حقيقة لدفن العقيلة زينب في مصر ؟. وهل ان مصر في الحقيقة هي التي تشرّفت بوجود رأس للحسين ابن رسول الله ص،واخته العقيلة زينب فيها، أم ان الحسين وزينب هم من تشّرف بوجودهم في مصر لتدعون لخلو مصر من راس الحسين وزينب ؟. ان مكة غرفة الحجر المربعة وجسد الرسول الطاهر ص في الدينة يثرب هما من جعلا صحراء نجد والحجاز المجدبة اطهر بقعة في هذه الارض، فقولوا لي ياسلفية وهابية اذا رفعنا من مصر المشهد الحسيني وضريح العقيلة زينب عليهما السلام، فباي شيئ اسلاميا تتميز قاهرة مصر وشعبها الكريم الطيّب ؟. من هنا نقول لكم ايها التافهون السلفيون التكفيريون : ان المشهد الحسيني والزينبي في مصر ثروة اسلامية وشرف عظيم لمصر وتراثها، وليس العكس صحيحا لتدعون للتخلص من ضريحي الحسين وزينب عليهما السلام، لتبقى مصر فرعونية الثقافة والاصول فحسب ؟!. الا تدركون ان ثقافة مصر الاسلامية وشواخصها الحضارية هي متجسدة فحسب بمشهدي الحسين وزينب في هوية مصر اليوم، فكيف وانتم تدعون ليل نهار الى العودة لحكم الاسلام، وبنفس الوقت تطالبون الدولة والحكومة بتهديم الحضارة او هوية الحضارة الاسلامية في مصر عندما تدعونها لازالة المشهدين الاسلاميين العظيمين الذان يثبتان هوية مصر الاسلامية ؟. وهل هذا الا فعل من يريد ازالة الهوية الاسلامية الاصيلة عن مصر وتراثها وعمقها الحضاري الاسلامي ؟. فكيف جاءت الدعوة على النقيض تماما لدعوة السلفية باحياء معالم الاسلام وحكمه ؟. صحيح انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور !. ثم وبغض النظر ان مصر تتشرف بوجود ال البيت او بقايا من ال البيت المطهر عليهم السلام على ترابها الوطني، وبغض النظر ان كان هناك وجود حقيقي او وجود رمزي اراد المصريون ان يكون بين اضلعهم ذكر للحسين بن علي بن ابي طالب سيد شباب اهل الجنة وابن رسول الله ص وزينب بنت الزهراء سيدة نساء العالمين فبنوا لهم المشاهد ليتشرفوا بذكر ال محمد ص بينهم، بغض النظر عن ذالك : من قال ان هذه الاضرحة المقدسة هي التي تصلح ان تكون مبررا للتمدد الشيعي، وعلى هذا المبنى تطالب السلفية الوهابية المصرية بازالة هذه الاضرحة المباركة لقطع ذريعة تكاثر الشيعة والتشيّع بمصر ؟. وقولوا لي ياسلفية برب الحسين وزينب عليهم السلام : هل ان المراقد الشريفة لاهل البيت هي التي اوجدت الشيعة في كل مكان ؟. أم ان المؤمنين باهل البيت ومحبيهم هم من اوجد وبنى وشيّد هذه المشاهد الاسلامية المقدسة في كل مكان ؟. ان القوم من السلفية الوهابية المصرية اعماهم الحقد والكراهية عن رؤية الواقع كما هو عليه في الحقيقة فبدأو يخلطون بين المقدمة والنتيجة وبدلا من ان يروا ان الانسان هو من يبني الحجر اعتقدوا ان الحجر هو من يوجد الانسان، لذالك هم اليوم يدعون السلطة والدولة والحكومة لتهديم جميع مراقد اهل البيت في مصر اعتقادا منهم انها هي من تنشر التشيّع العلوي وهي من تكثّر عددهم وهي من تفتن عقولهم وهي من تدعوهم للشرك بزعمهم، فذهبوا للمطالبة بوجوب ازالة الاضرحة الشريفة اعتقادا منهم ان في هدمها ومحو اثرها من الوجود سيعود جميع المسلمين امويين سلفيين الهوى والمنهج والديانة .... وهكذا !. الايعلم هؤلاء كم مرّة هدم المرقد الشريف للامام الحسين عليه السلام في كربلاء العراق في زمن المتوكل وغيره، وكيف ان السلطة تركت المياه اربعين يوما تغمر منطقة الضريح لدرسها تماما مع الارض وغياب اثرها، ثم عاد المؤمنون باهل بيت الرسول محمد ص لاعادة بناء الضريح الحسيني من جديد وباسلوب ورونق اعظم ؟. فهل كان الباني عندئذ هو الانسان ام الحجر الموجود على الاضرحة المقدسة ؟. وعليه فما مبرر دعوة السلطات المصرية من قبل السلفية المصرية الاموية او محاولة تهديم الاضرحة الرسالية لاهل البيت المقدسة إن كان المحرك الحقيقي والفاعل الاساس هو الانسان المؤمن وليس الحجر القائم ؟. ثم نسأل سلفية مصر الجدد بالقول : هل ان المصريين قبل الاف السنين هم من بنى المشهد الحسيني والزينبي في القاهرة ؟. أم ان المشاهد المقدسة هي من اوجدت المصريين في القاهرة ؟. فعليكم امام هذه الحسبة وان اردتم التخلص من محبة اهل البيت والتشيّع لهم او تمدد التشيّع لهم ان تطالبوا باعدام كل محب لاهل البيت في مصر، وكل عاشق للحرية عشق الحسين، وكل محبة وامرأة مصرية رأت في زينب امها واختها وسندها وقوتها في هذه الحياة الاسلامية !. لا ان تطالبوا السلطات المصرية بازالة المشاهد الحسينية والزينبية وهي بناء سوف يعود المحبين المصريين لاهل البيت كما اعاد العراقيون مرارا بناء المشاهد المقدسة في العراق بعدما هدمها اسلافكم الطالحون من قبل !. اخيرا : فليعلم سلفيي الخط الاموي المصري المناهض لاهل البيت عليهم السلام في كل مكان : ان ليس هناك اي مخطط من اي جهة شيعية او غير شيعية تهدف الى نشر التشيّع لاهل البيت ع في البلدان الاسلامية السنية، كما انه ليس هناك اي تدبير ماعدى التدبير الالهي العظيم الذي كتب في قرانه الكريم ليغلبن هو وعباده الصالحون، وليس ايضا هناك اي قوّة على وجه هذه الكرة الارضية بامكانها محو ذكر ال البيت وتضحياتهم ووحيهم وعلومهم وحبهم من هذه الحياة، وما يزيد ال البيت امثال دعواتكم ايها السلفيون الاقوة ومتانة وتقدم في هذه الحياة، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |