|
حكّام العرب يخافون من كل شيئ ويطالبون العالم أحترامهم كرجال!
حميد الشاكر صعب جدا أن تعيش في حالة من الهلع والخوف من كل شيئ يتحرك حولك ، ثم بعد ذالك تطالب الاخرين والعالم والانسان ان يبدي لك نوع من الاحترام والتقدير بسبب انك رجل !. كما انه صعب جدا ان تكون كفاءاتك العلمية وقدراتك الذهنية وحالاتك العقلية متدهورة ومتواضعة وغير ناهضة ، ثم بعد ذالك تنتظر من الاخرين ان يعاملوك على اساس انك انسان علم ومن صفّ الموهوبين ذهنيا والمتمتعين بنوع لابأس به عقليا !. والحقيقة ان حالة حكّامنا العرب ، وما يمرون به هذه الايام من ازمات نفسية وعقلية وسياسية واخلاقية واقتصادية .... تشبه حال صاحبينا اؤلئك الذين يفتقدان لكل شيئ ومع ذالك هما يتوقعان ان تأتي ردود الفعل مناسبة لما تتطلع اليه المخيلة الانسانية من احترام وتقدير فائق ومميز وعالمي ومتطّلع . مع ان من يفتقد بعض الصفات والمكاسب الطبيعية التي ترجع به من حالة التقدم الى التأخر هو ايضا أحسن حالا من حكّامنا العرب ، فحكّامنا العرب مضافا الى انهم يفتقدون لاي عنصر من عناصر التمّيز التي تؤهلهم للوصول الى شيئ يُحترم في قاموس الاخرين ، هم كذالك لديهم صفة عظيمة جدا ، هي الاساس في خيبة هذه الطبقة من الحكّام الذين كلما تقدم الزمان كلما اكتشفت الشعوب العربية خيبة حظها العاثر ونصيبها المتردي ، ووضعها المضحك المبكي حقا !. أنها صفة ( الخوف من كلّ شيئ ) تحيط بحاكمنا العربي !. حكّامنا العرب يخافون من شعوبهم ، وكذا هم يخافون من الاقليم المحيط بهم ، وهكذا يخافون من العالم حولهم ، ويخافون ايضا من وضعهم القائم ان ينهار ، ويخافون من الاقدام على الاصلاح فيما هو بحاجة الى الاصلاح قبل فوات الاوان ، وحكّامنا العرب يخافون من اصدقائهم ووزرائهم وجيوشهم واجهزة مخابراتهم ، والحرس الخاص بهم ، ويخافون من اولادهم واخوانهم وعشائرهم ونسائهم ، ويخافون من كوابيس احلامهم ، ومن صاحب المطبخ في قصورهم ، ومن خدمهم وحشمهم وصاحب الملابس في غرف نومهم ، ويخافون من انفسهم اخيرا عندما توسوس لهم بالطمأنينة وعدم الخوف مما هو حولهم وفوقهم وتحتهم وقدّامهم وخلفهم ومن تحت ارجلهم ومن فوق رؤوسهم وعلى شمائلهم وايمانهم ايضا !. مؤسف ومؤلم ان يقال ان هذه هي حقيقة الحاكم العربي في بلادنا العربية اليوم ، لكنّ الغريب العجيب والمذهل المضحك حتى البكاء ، هو ليس اعجوبة ان الحاكم العربي اصبح مسكون بمرض الخوف المزمن كأحد طبائع امور الحُكم عنده ، لابل المذهل حقا والغريب والذي بحاجة الى تأمل فوق الطبيعي عندما يأتي نفس هذا الحاكم او شلّة الحكّام العرب هذه ليتوقعوا ردود فعل من نوع خاص تصدر من العالم حولهم ، فبعد ان طفحت جميع خزّانات الصفات الملكية للحاكم العربي بكل هذه الرائحة ، هو يتوقع من الشعب والاقليم والعالم ........ ان يتعامل معه كرجل شجاع وبطل صنديد ومقاتل مغوار وفارس خلوق ، وملهم مبدع ، وحريص فذّ .... وهكذا !. الواقع وانا امام هذه اللوحة السريالية للحكّام العرب لاادري هل أركز الانتباه على خطوط اللوحة التي تصف خوف الحكّام العرب من كل شيئ وتحولهم الى دمى مضحكة مبكية مقززة لابسط المشاعر الانسانية ؟. أم أدفع بالانتباه الى ردّة فعل المشاهدين للوّحة التي اختلطت على وجوههم جميع تعابير الغرابة والامتعاض والاشمئزاز والتعجب من صورة حكّامنا العرب !. أن من يريد ان يتعامل معه الاخرون كرجل ، لابد ان يتمتع بقليل من الرجولة والشجاعة والانتصار على الخوف ، فهكذا تسير طبائع الامور في مقدماتها والنتائج المرجوة منها ....: هكذا هي الحكمة التي قدمتها السلحفاة العجوز للارنب المشاغب في قصة الغابة الرهيبة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |