|
حكاية الواعظ الزاهد ابن ادهم ... ... هلال آل فخرالدين مما هو مأثور قول ماترك الاوائل للاواخر شيء الا قالوه فحكم ومواعظ القدماء كانت نابعة من محيطهم وثقافة مجتمعاتهم وهي الان بعينها تلك الانماط التي تسري عليها تلك الاحكام والمواعظ والتاريخ يعيد نفسه كمايقال ان ما يدمي القلب ويبعث على الاسى هو مايلف عراق الرسالات والحضارات والخيرات وموئل الائمة ومحط رحال العلماء ومنطلق نهضة الاصلاح المهدوية الكونية الكبرى ان يتردى بمهاوى التقهقر ويتدحرج في اعماق الحضيض يوما بعد يوم ليصبح بؤرة لموجات العنف والتقاطعات السياسية وطغيان الفوضى واستشراء الفساد والنهب وتفشي الجهل والامراض وانتشارالتزويروالامعان بتسيس الدين والتكالب على المصالح والاطماع السياسية ومن عدم التورع من التبعية (للشيطان) وحزبه من اجل التسلط والاستأثاربالحكم حتى بلغ بهم الخواء والهزال من التنازل عن اخر خطوط المبدئية باستعطافهم الذليل للذئاب من جلاوزة صدام الذين رفضوهم ونددوا بهم كل هذا لاجل حشد الاصوات للنهب والتناطح والاستبداد وألا فلماذا لم تتصالحوا وتتوافقوا فيما بينكم ان كانتم صادقين وتضعوا برنامج عمل محدد الاهداف لخدمة المواطن والوطن وبشكل يضمن مصالح العراق الحيوية ...؟لكن هيهات ..فقد خابت الامال واحبطت قواعدكم الجماهيرية لغياب الاصلاح بشكل فاق كل تصور وفي كافة المرافق وفي كافةالاتجاهات واصبح ساسة العراق بفسادهم الريكورد العالمي على قائمة (غيتس) حتى اضحى العراق اقرب الى الاحتضارمنه الى النقاهة وان النارلتستعر لتحت الرماد حيث ان الكارثة تكمن في سريان هذه الافات وتعمقها اساسا واولا وبالذات ليس نابع من الجسد اوعوام الامة بل نابع من النخب المتمثلة بقياداته وكياناته السياسيه وبالخصوص (المتأسلمة )منها المفترض فيها ان تكون مثلا في الحكمة والادارة والنزاهة والكفأة في قيادة المسيرة الجديدة التي ضحى الشعب في سبيلها بكل غالي ونفيس وارخص لها الارواح وبذل الانفس وسالت الدماء انهار حتى غمرة بلاد الرافدين ..لكن ما جناه الناس من هذه التنظيمات هو اشر من سابقه واكثر وطأة على شعب الجياع بتأسيسها للمحاصصة السياسية والفساد الاداري واستقطاب الانتهازيين وهيمنة الاميين على مقدرات البلاد واستشراء كافة مظاهر الانفلات التي تغلغلت وسرت في جسد المؤسسات والدوائرسريان النار في الهشيم رغم عدم تغيرهم لهيكليات تلك الوزارت والمتحكمين فيها لازالوا من رجال النظام السابق وعدم مساسهم بقوانين وتشريعات صدام التي لازالت هي الحاكمة في البلاد وهذا شر مستطير..علما بان الفساد والخراب لاينتقل من الذيل الى الراس بل على العكس فانه يسري من القمة الى الراس فاذا فسد الراس فسد الجسد والناس على دين ملوكها او كما يقول الشاعر: اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة ... ما اكثرالشعارات الطنانة وما اكثرالخطب الحماسية الرنانة التي تزعق متبجحة بخدمة المواطن و المرأة و الطالب والفلاح والعامل والطفل ...والتشديد على اقامة دولة القانون والديمقراطية والتوحد والتوافق والتعددية وما هي في الواقع الا هراء ودجل والضحك على الذقون ولا هم لكل طرف الا الاستفراد بالعملية السياسية والاستبداد بالقرار وجلب الرفاق ونهب الممتلكات العامة والاسراف بالدعاية للاشخاص من خزينة الدولة المنهوكة اصلا وقد لاحظنا ذكاء الشارع العراقي المتعب وكيف انعكست تلك الممارسات سلبا على صناديق الاقتراع لهذه الفئات ورغم ارتدائهم الاقنعة لكون العراقي شديد الحساسية والكره للحزبية والنظرات الضيقة لكن كل طرف يريد ان يجعل من نفسه الحزب(القائد) ..وكانت هذه بادرة تحذيرية للجميع باعادة الحسابات.... فاذا تمادت هذه الجوقات في غيها فسوف لاتحصد في المستقبل اي صوة بل سينقلب عليها كل ماتبقى لها من رصيد حتى ان الامة لترجمهم من جراء افاعيلهم فلا تبكي عليهم السماء ولاتنوح عليهم الارض لكن العراق هو الخاسر الاكبر لتعمق فسادهم واتساعه بحيث يستعصى علاجه .. واذا لم تبادرالمرجعية بسحب البساط من اقدام عصابات (الاسلام السياسي )التي تتخذ من المرجعية جسرا للعبور فستبقى المرجعية تحت رحمتها ويخشى منها عليها وعلى جماهير المعذبين خصوصا اذا صفى لها الجو واستفردت بالسلطة فانها لاتنتهي الا بصراعات جهنمية فيما بينهم ذلك لان الساسة والسياسة تبرر كل وسيلة للوصل الى الهدف وبالخصوص الاسلاميين (بالتبرير الديني) كما قال ابن خلدون في المقدمة ان العراق بحاجة الى ساسة امناء واداريين اكفاء وليس بحاجة الى مردشورية وخطباء وتبقى ظاهرة الدجل والخداع والمماراة والقفز على الموانع وتخطي القواعد مؤشرا خطيرا وشأنا غريبا وطورا عجيبا في منزلقات الامة والشعب فلاعجب ان يعز شفاء الوطن من امراضه والافات السرطانية التي تنخر في كيانه لكون حاقنه بالسموم والاوبئة من يزعم ويدعي انه طبيبه وحكيمه وفي هؤلاء الزعماء المرتزقة وشيوخ الشياطين الذين يقولون مالايفعلون يقول الامام الحسين عنهم :(يديرون الدين ما درت معايشهم ..). وقالوا ان التاريخ يعيد نفسه فقد ذكرو ان العابد الناسك (ابن ادهم ) وفد على دارالسلام (بغداد) في زمن الخليفة هارون الرشيد فادخل الى مجلس هارون وراء ثلة من معممي السلطان الذين تثقل هاماتهم العمائم يحللون له الحرام ويحرمون له الحلال حسب ذوقه وهواه فما تمالك نفسه الا ورفع عقيرته هاتفا باعلى صوته وفي جرأة منقطعة النظير مخاطبا اولئك المعممين الفسقة قائلا :(اما مجالسكم فشيطانية واما مراكبكم فكسرويه واما ملابسكم فقيصرية واما موائدكم ففرعونية واما مساكنكم فسلطانيه.!!!فاين المحمدية ..؟!!!) شيخنا يابن ادهم ليتك اليوم معنا وترى بام عينك ساسة الاسلام السياسي في العراق وهم يعيثون فسادا وطغيانا ونهبا فا فما انت قائل لهم :...وانت تنظرللعراق وقد اصبح فيه كل حفل مأتم ..واني لعلى يقين انك لو تفوهت ببنت شفة وقلت اين المحمدية لوذرت ..؟!! واخير يبقى الشعب الممتحن يتتم اقوالك صارخا بوجه مفترسيه :اين الوطنيه ؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |