للشامية هذه (القصبة الحمراء) كما وجدت مدون اسمها في الوثائق العثمانيه حين تأسيسها بفرمان من السلطان عبد الحميد... فانتحلت اسمه اولا(الحميديه) لتكون هذه القصبة من اكبر واقدم اقضية العراق مساحة ولتتبع الى لواء الديوانية... وبعد الاحتلال الاول للعراق في الحرب العالمية الاولى عين فيها قائمقام من بيت الشامي ؟ هذا الرجل بدأ في اعمارها وانشاء مستشفى ومدارس ابتدائيه للبنات وللبنين وثانوية  وتبليط شارعيها وتسقيف اسواقها وغير ذلك فأتخذت اسمه وتخليدا له ولمنجزه اصبحت بطلب من أهلها ان يكون اسم القضاء (الشامية)

للشامية غبش الفلاحات وهمة الفلاحين لكونها ارض زراعية اشتهرت بزراعة الرز ذي النكهة المميزه برائحته الطيبة واصبح اسمه ماركة عالمية ونوعيته كذلك(عنبر الشامية) الشامية فتاة فراتية تستلتقي على ضفتي نهرها فرع من الفرات ... نهر كعربيد يشطرها الى صوبين (الكبيروالصغير) فيه (المواطير) والزوارق(اكعوده وأبلامه ...مشاحيف بأنواعها المختلفه) مواخر تنقل الناس ومحاصيلهم واشياء اخرى...وفيه صيادوا السمك وهو في الصيف مسبح للناس (أتكيل) به لتبعد لهيبها وحر(الكيظ) والحر في العراق (أوف العراق ) لذلك ترى العراقيين لايخافون من جهنم...!؟ للشامية غابة من نخيل واهوار وطيور ماء مهاجره ومستوطنه وسنونو(سندوهند) والسمك المواثب مابين الماء وشباك الصياد تارة ينحدر مع مجرى النهر ومرة (يزر) ضد التيار وخاصة حين تكون مياه النهر(خنياب) للشامية في ذاكرتي نوافذ ومطر وحب...عيون بائعات اللبن والقيمر(شكره،زهره،مليحه،كافي،سعده،دغيه،بدريه ) وشارعها الجميل المغسول بالمطر شتاءا والمرشوش بالماء صيفا...(البلداوي) في بدايته الجسروالحديقة وبيت مهدي غلام وشناشيله ومقابله بيت عبد الكاظم مرزوك ونهايته (الفلكه) حديقة جميلة وسينما الشامية ومدرسة القحطانية ... للشامية هذا التلمس باصابع الحنين للنبض حين ترتعش الخواطر ويهزك البعد والغربة والآنين...ماجدوى الذكرى بدون نسغ وعيون(نجفية) وضفتين لنهر الفرات،طفولة نهد،ومدرسة كان فيها قائد لثورة غيرت وجه تاريخ العراق لا بل تاريخ العالم... الشهيد المعلم الزعيم عبد الكريم قاسم... للشامية ذلك القمر المخاتل مابين الصفصاف والنوافذ المشاغبة لشناشيل بيت غلآم وقصر عواد وبيت القائمقام واشجار(النبك) السدر.... للشامية الكتب الممنوعة والمناشير السريه( سلام عادل، بهاء الدين نوري، زكي خيري،محمد الخضري، حسين ابو خبط، عدنان عباس ) واحزان العشب الأخضر والبردي(العكيد ومنه الخريط) للشامية هذه الكلمات المختصره كوشم على الخاصره انها محاولة للملمت شظايا ذكرياتي حيث تتسرب الاحلام  والكلمات من نوافذ جميلة لبيت (الياهو خلاصجي... اليهودي) ثم اشتراه بعد ان هجر صاحبه!؟ فكان للسكافي   وعرف ببيت السكافي لاحقا... بيت فيه النقوش والمقرنصات ومنحوتات حيوانيه وزهور مجسمة وروازين مزينه بزجاج ملون واقواس واعمده محفورة بزخارف نباتيه مختلفه انه بيت  متحف (لو....؟؟)  الآن يمتد قلبي رفوفا من ورق ورائحة عنبر الشامية والورد الجوري من حديقة امام بيتنا وفلاحها (ابو الدوف)  الآن امارس جنون الركض حافي القدمين على ضفتي نهر الشامية... الغافي مابين ساقيها ؟حيث موسم(الصهيود)  نقصان مياهه فيكون النهر(كيش) وتلك قصور لا أصحابها الأقطاعيين...وهذا معمل(الحاج حسين بليبش) للشامية كحل العين وأبتسامة بغنج عذب لريفية تأتي صباحا من بساتين الظلال والعصافير لتبيع ماجنته من رطب (عمراني نص ونص) وأخرى تحمل زنبيلها (كوشر) من ( خلال ابريم) الحلو المذاق وسرب منهن كفاختة الفجر(كوكوكتي) يحملن سلال العنب والتين وبعض الدجاجات... للشامية أناذاك في صوبها الكبير منطقتين (العاليه والنزيزه) والصوب الصغير ثم الملعب والحي الجمهوري بعد الثورة التموزيه الخالده وزعه الشهيد قاسم للفقراء... ومتدت الشامية الآن...؟

الشامية الآن تسكن شغاف القلب.

في منطقة العاليه بيت كبير ملحق معه دار صغيره للعائلة كما هي ابنية زمانذك وباحة كبيره هي الحوش فيه برانية غرفة كبيره لستقبال الناس هذا بيت العلامة والمرجع الديني الكبير السيد تقي القزويني ...بيت  في زقاق ضيق تجاوره قصور لأصحابها وخان كبير لخزن الحبوب بانواعها والتمور ثم شارع موازي لضفة النهر ترابي يؤدي بسالكه الى مناطق جنوب الشامية.... هذا العلامة السيد تقي القزويني أجيز بالفتوة والمرجعيه كان بيته مرجع الى اهل الشامية وضواحيها كان الفرض والفريضه وحلال المشاكل رجل دمث الاخلاق لاتفارقه الابتسامة سمح محب للخير،كريم،معطاء،نصوح دائما حتى مع المسيء له ... بيته ديوان للشامية وهمومها ؟وكذلك اغلب افراحها!؟ مزار لكل الناس شيوخ وفلاحين عمال وفقراء الكل يأكل من ماعونه لا يفرق ...ولكل حسب وجاهته ... هو صاحبهم ؟رجل دينهم؟ وفتوتهم؟ لم يفتي بحرمة حتى الحرام؟...حيث يقول كل المحرمات معروفة؟ كل مايقبله عقلك وانت مقتنع به حلال وعكسه انت تحرمه... والحرام معروف عند اهله فكيف  اعرف المعرف..كان يقول:!؟  وهل اعلم الناس ماهم يعلمون به وحتى اذكرهم وهل هم عن عقولهم غافلون !؟ لكنه كان مع النصيحة والتوجيه والارشاد ومع الاصول ولا يعتني بالفروع الخاصة مع الناس ... هذا سيد تقي القزويني تعرفه أهالي الشامية ولا يمكن لأحد  ان ينساه منا او الذي سبقنا عمرا... بيته للصلاة وللحزب الشيوعي ملاذ... بيته للدين ولشعائره ولعزاء الحسين والتشابيه ومواكبه... وكذلك للفكرة التقدمية والتنويريه وكلها تصب في الثواب ...الكلمة الطيبة صدقة... تدخل الناس وتخرج وكلا حسب مشاربه وحاجاته والكل محتسب لله وشاكرا (سيد تقي) في تلك الايام كانت للشامية سينما صاحبها (الحويزاوي) وكذلك دكانين لبيع المشروبات الروحية اصحابها من المسيحين واليزيدين أخواننا عراقيون ونادي للموظفين عامر بأهله وجميل بحدائقه تأتيه مواكب الناس من كل فج عميق من النجف وحتى الديوانيه ومن مختلف الطبقات زواره...من بيت الدين (سيد تقي) للنادي او من المجسد الكبير  بعد الصلاة الى زيارة الاحبة في حدائقه وليس الشرط ان يشرب زائره بل للضيوف عشاء فاخر طيب لذيذ (حلال) لا مشكله في ذلك لم يفتي السيد...!؟ لم ولن يتدخل كيف يلبس الناس او مايأكلوا او يشربوا؟ عنده العمل الصالح وخدمة أهل الشامية بعضهم مع بعض؟ نعم هي كانت هكذا!؟ ولا اعتداء ولا تجاوز،لاتهميش او اقصاء...صاحب النادي (الراحل القديس... ميخا) نعم له صفحات ناصعات بالانسانيه... سنكتبها لاحقا؟ من سمات السيد تقي الاصلاح والعدل وبقية الامور يقولها كفيلها الانسان المكلف بها !؟ اولاده كلهموا شيوعيون وهم يتصدرون مواكب وشعائر دينيه وحسينيه ؟ توجيها وفكرا رغم وجود اللطم والتطبير؟ المدجن في عقول وجهلاء من الشعب العراقي كعرف!؟ والذي فرضته مرجعيات فارسيه متأسلمه؟ مصالح لادين ولاشعائر ولا هم يحزنون؟ والسيد تقي لايمكن معارضة هذه البدع والخرافات ؟ خوفا من التكفير والتهميش والأقصاء من مراجعنا العظام(ماهي عظمتهم...!؟) وعلى دين الملوك والمرجعيات اغلب الناس تسير وتقلد؟ لم يسمع او يعرف انه افتى سيد تقي بغلق النادي او السينما او محلات بيع المشروبات الروحيه مثلا.... هو مع الثقافة والتنوير مع الفكر الذي يقدم للانسانيه تقدمها وازدهارها ..مع روح الدين واصوله؟ في المحبة والتسامح والأخاء والمساواة ضد التكفير او تهميش الانسان مهما كان هذا الانسان...؟ كان كلامه كلمة ،صادقة،موعظة، حسنه ... حرم كل ما يقف ضد ارادة الانسان وحريته في احترام نفسه واحترام الأخر كما يحب لنفسه..ووقف بشده ضد كل من يتخذ الدين غطاء وساتر لجرائمهم وخبثهم وسرقتهم...؟ فكانوا في جهنم عقول الناس ولعنتهم!؟ وهذا عقاب الله عليهم ولعناته الى يوم الدين...أمين

سيد تقي من بيته تخرج اولاده شيوعيون تقدميون ونالوا أعلى المراتب في التفوق العلمي.... سيد تقي شاهد على كل بيع وشراء يتم في الشامية اراضي ممتلكات مسقفات ومكائن وأخرى(فمهر) ختم السيد هو المبارك في هذه الصفقات التجاريه او غير التجاريه؟ كان يضع خاتمه الفضي الذي يحمل فص من العقيق الاحمر نقش عليه اسمه بالخط الثلثي المركب يمهر به حين يريد الامضاء؟ وهذا السيد هو من المباركين والمشجعين في تشكيل مجلس بلدي في الشامية وبالانتخابات من قبل وجهاء الشامية وشيوخها وكان اول لرئيس للمجلس البلدي في الشاميه هو الحاج محمد غلام الحلي وهذا في أواخر العشرينيات من القرن الماضي...هذا سيد تقي وبيته مرجع الشامية الكبير وكما نلقبه في الشاميه سيد طرف العاليه!؟

اما طرف النزيزه والسيراي ففيه البيت الثاني لموضوعنا بيت السيد صاحب الشرع(ابو حريجه) هذا الوجيه كان بيته(ديوانيته) مكان ومنتجع للناس القادمين وخاصة من فلاحوا أرياف وقرى الشامية ونواحيها .. فبعد بيع منتوجاتهم وتبضعهم وفض مشاغلهم يأتون الى (ديوانية سيد صاحب) يقضون قيلولتهم فيها ويأخذون(كسرة نوم...أغفاءة الظهيره) في انتظار عودتهم بعد الظهر وكان النقل المائي هو الواسطة في نقلهم لعدم وجود شبكة طرق تمتد الى اماكنهم وقراهم الا ما ندر؟ وهذه الرحلات بواسطة (المواطير...والفلك... والمشاحيف..أكعوده) تربط مع المواطير او الفلك وتسحبها حين تغادر الشاميه بعد الظهر تأتي صباحا وتغادر بعد( الظهر العالي) هذا البيت كان منتدى لأهل الشاميه لكون ابناء سيد صاحب من المثقفين والتقدمين ولذلك ترى الشباب تتجمع عصرا في بيتهم وأحاديث وحكايات ونضال وتثقيف وتوعيه دينيه ولا تفرقه ابدا. كان سيد صاحب يتدخل في قضاء بعض مشاكل الناس الروحيه والماديه وكذلك لفظ المنازعات الاجتماعيه والعرفيه والزراعيه بشكل يرضي كل الاطراف المتنازعه لما لسيد صاحب من وجاهه واعتبار اجتماعي وواسطة للخير والمحبه وتميزت هذه الشحصيه قي كسب ود واحترام الجميع وكما قلنا والأخذ بمشورته ونصحه الداعي الى  التألف والمحبه وهو الشخصيه الوطنيه الداعيه الى السلام.....ففي مجلسه العامر ملتقى لمختلف الاوساط الاجتماعيه والدينيه التي كانت تكن له الاحترام والتقدير. في هذه الديوانيه كان الحزب الشيوعي له خلية كبيرة فيها للمرأة دور ومواقف تاريخية وخاصة بعد انقلاب شباط الاسود حيث كانت الرفيقات(شكريه، غنيه،سليمه، فضيله،فريده،صديقه،وحوريه أم محمد وغيرهن) في بيت سيد صاحب وهن حلقة الوصل مابين قيادة التنظيم في الريف واغلب الرفاق في سجن الشاميه وهكذا كانت ديوانية سيد صاحب مدرسة للاجيال بوجود اولاده المناضلين( الشهيد سيد جعفرالشخصيه الوطنيه والشهيد مضر الرفيق المقاتل الشيوعي الذي اعدمهما الطاغيه صدام بعد الانتفاضه الأذاريه 1991 وسيد مرزه وسيد محيي وسيد صالح،) في هذا المنتدى الاجتماعي كان يظم اهل الشامية في المناسبات الدينيه والاجتماعيه وكذلك لليالي المسامره والتعليله في مساءات الشاميه... وكما في بيت سيد تقي القزويني كانت ديوانية سيد صاحب تظم في محفلها  اليهودي مثلا(الياهو اخلاصجي واخوته واقاربه وهو من اكابر التجار العراقيين ومن ملاكي الاراضي في الفرات الاوسط وكان من سكنة الشاميه وكذلك من أهلنا السنه ومن التركمان ومن التبعيه الايرانيه  والكرد والصابئه  والمسيحيون  واليزيديون وكلهم متناغمين متجانسين لا فرق فيما بينهما مطلقا الا حين أتى من ادعى انه وكيل المرجعيه الايرانيه في النجف فأخذ هذا المدعي بالتفرقه والتكفير والتحريم والاسأة لأهل الشاميه في اواسط ستينيات القرن الماضي وكان يضع على رأسه (عمة سوداء) فمثلا أمر بأغلاق السينما في الشاميه واغلق دكاكين اخواننا المسيحيين وهو العجمي الفارسي...؟ ومن الطرائف لهذا المعمم انه أمر بأغلاق حسينية كاظم النصراوي ومنع ان يقرأ فيها الرادود شيخ فاضل والسبب ان هذا الرادود كان تقدمي في قصائده فكريا سياسيا فالمنبر عنده مدرسة من مدارس الشعب للتوعيه والتوجيه وليس للتخدير والتطبيل؟ فلقد كان يلقي قصيدة مطلعها(مادام ديزيد الحكم احكامه/مادام ديزيد الظلم اجرامه/والحكم لو دمر ودام/لابد ما تنتهي ايامه) فأعتبرها هذا انها تمس بالسلطة العارفيه الحاكمه والمرجعيه الفارسيه في النجف وبما ان شيخ فاضل من الشيوعيين والفتوة المشؤمه ضدهم فلقد افتى  المعمم هذا بأغلاق حسينية الشاميه ومنع شيخ فاضل من القراءة الحسينيه لكن شباب الشاميه وضعوا المنبر بباب الحسينيه المغلقه واعتلاه شيخ فاضل بقصيده لازالت تدوي عند اجيالنا في الشاميه ولا ينساها الكبار ومطلعها(طالع امام اجديد بالشاميه/ منع شيخ فاضل وسد الحسينيه) ونرجع الى بيت سيد صاحب فمنه كان البطل سيد محيي الذي كان من الشيوعين الصناديد وهو الذي شهد له التاريخ  وخاصة حين كان المناضل زكي خيري وبهاء الدين نوري ومحمد الخضري ويتذكرهم جيدا ابو خوله باقر ابراهيم وهل ينسى التاريخ النضالي والبطولي للوقفه والتصدي والمقاومة ضد الفاشيه العفلقيه وذيول السفاله العروبيه والقومجيه الناصريه العفنه والرجعية واذناب الاستعمار ومن دول الجوار حين كان انقلاب شباط الاسود الدموي1963 وكيف كانت الكاظميه مدينة الثوار والشيوعيون ووقفتهم المشهودة ومقاومتهم التي دونها التاريخ بحروف من ذهب وهل تنساهم صحائف التاريخ النضالي (الشهيد سعيد متروك ورفاقه وسيد مرزه سيد صاحب والرفيقات) هذا ما قدمه بيت سيد صاحب للتاريخ الوطني المشرف ومن هذا البيت كان سند للانتفاضات الفلاحيه في الشاميه في اواخر الاربعينيات ليوم ثورة تموز الخالده السند والدعم الوطني وللنضال الفلاحي ومطاليبهم ومنها مناصفة الحاصل وحقوقهم في انشاء الجمعيات الفلاحيه ولقد تكللت بالاصلاح الزراعي وقوانينه بعد الثوره التموزيه هكذا كانت بيوتات رجال الدين للاصلاح وللبناء وللمحبة والتآخي ،للمسرة وللفكر النير، ضد الجهل ورجال الظلام وافكارهم ،للوطن شموخا وللناس توارث حضارات... دامة ذاكرة الشاميه وتاريهخا في هذه البيوت... وبيوتات لأهلها كرامة وعزة وشرفا ومزيدا هذه ديوانيات الشاميه هذه بيوتات العراق كل العراق  بيوت الشامية أهلنا وسلام لفانوسنا في الظلام.

العودة الى الصفحة الرئيسية