|
هيفاء الحسيني ضريبة صوت الفيحاء الحر
ناجي الغزي رسالة الاعلام عندما تتبنى المؤسسات الاعلامية المستقلة مواقف أنسانية جريئة بالتأكيد ستدفع ضريبة تلك المواقف وبالذات أذا كانت تلك المواقف تتقاطع مع سياسات بعض الدول. أو ربما تحرك تلك المواقف الرأي العام وتهيج المشاعر وتثير الضمائر باتجاه تلك القضايا الانسانية. وفي ظل الثورة المعلوماتية وعصر تكنلوجيا الاتصال تجاوز الاعلام كل الحدود الجغرافية وكشف المحضور والمستور والغى محاولات الانغلاق والتستر داخل المجتمعات مهما كانت طبيعتها. والاعلام وسيلة اتصال وتفاعل مهمة بين الحدث والجمهور, وكذلك وسيلة أستقطاب سريعه تؤثر في ثقافة المشاهد والمستمع من خلال تغطية الاحداث والاخبار وإنتاج البرامج اليومية والاسبوعية. مما تعكس تلك المشاهدات على سلوك وممارسات المواطن اليومية. وبما(الفضائيات) لها نصيبها الاكبر من الجمهور في استقاء المعلومات مقارنتا بالوسائل الاعلامية الاخرى, لذلك هي تلعب دورا كبيرا في تحريك الكثيرمن الظواهر الانسانية والسياسية والاجتماعية والعقائدية, مثل اختراق حقوق الانسان أو زج المعارضين بالسجون أو إبعاد فئة معينة من البشر خارج البلاد أو محاربة المراءة واقصاءها أو أهمال خدمات معينة أو التجاوز على معتقدات الاقليات الدينية والتعامل مع تلك الاحداث باخلاقيات العمل الاعلامي المهني والحرفي هو السبيل الواضح لكسب ثقة الجمهور والرائ العام.
ضريبة الفيحاء والفيحاء هي احدى الوسائل الاعلامية التي دب نبضها في الشارع العربي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة. وقد أستطاعت الفيحاء أن تنقل الكثير من الحقائق والاحداث الانسانية والسياسية في كل مكان, سوى داخل الدول العربية أو داخل العراق أو في أُُوربا. وقد إتسعت قاعدتها الجماهيرية من مشاهدين ومهتمين, وقد حازت على اجماع وطني داخل الصف الشعبي العراقي وقد سميت قناة الفقراء. والفيحاء دفعت ضريبة مواقفها الوطنية عندما كانت في دولة الامارات العربية, ونتيجة لما قدمته من تحقيقات صحفية مع عشرات الارهابيين الذين فتكوا بالعراق وأهله, بالتعاون مع وزارة الداخلية والامن الوطني. مما اثار غضب ممولين الارهاب والحاضنين له فقد استطاعوا رجال الفكر التكفيري بالتأثير على السلطات الحكومية المسؤلة عن منح الترخيص في دولة الامارات, وقد اغلقوا القناة في دبي على الرغم من وجود سقفاً للحرية هناك . واليوم تدفع الفيحاء ضريبة أخرى نتيجة مواقفها الوطنية إتجاه قضايا شعبنا العراقي ورفع مظلوميته وكشف الكثير من الحقائق الانسانية والسياسية والعقائدية التي تطال أبناء العراق في السجون والمعتقلات العربية. وأن نقل تلك الظواهر بصورة مكثفة وواسعة من أجل المساهمة الفعالة والجادة للتقليل من الممارسات الغير إنسانية التي ترتكب بحق المعتقلين العراقيين في سجون السلطات السعودية. وتلك المهمة الانسانية جزء هام من الرسالة الاعلامية التي عملت من أجلها الفيحاء. وأن حملات الاعتصامات التي جابت عواصم أوربا في " بريطانيا والمانيا وهولندا " أمام سفارات السلطات السعودية. وتسليط الضوء على الارهاب والارهابيين المتسللين والمتدربين عن طريق الحدود السورية الى العراق بأعتراف الارهابيين. جعلها تدفع الثمن في اعتقال مديرة مكتب الفيحاء الاعلامية المهذبة هيفاء الحسيني واغلاق مكتب الفيحاء وزجها في سجون ومعتقلات المخابرات السورية دون أي مبرر جرمي أو قانوني . وعلى الرغم من أطلاق سراح الاعلامية هيفاء الحسيني, إلا إن تجاوز المخابرات السورية على حقوق الاعلامية وعلى حرمة مكتب الفيحاء, ماهي الا رسالة الى الفيحاء من حديد لتكميم الكلمة الحرة والموقف الشجاع . وهذا العمل الغير قانوني هو تجاوز على مواثيق حماية الاعلام والصحفيين وحقوق الانسان والاعراف الدولية . ويجب على السلطات العربية إدراك حقيقة العالم المتحضر الذي أصبح اليوم قرية صغيرة متقاربة. لايحتمل فيها الأعتقالات والسجون وتكميم الافواه, بل على العكس أصبح غسيل الشرق يشر على حبال الغرب والعكس صحيح. لم يصبح اليوم شئ يخفي على مسامع وعلى عيون الاعلام والواسع الانتشار. وبالتالي لايمكن لاي جهة ان تعطل مسيرة صوت الفيحاء ولا تثني عزيمتها في الدفاع عن حقوق العراقيين المظلومين في اي بقعة من بقاع العالم . وستبقى الفيحاء منبراً حراً لكل عراقي فقير ومستضعف , وستواصل رسالتها الاعلامية بمهنية عالية دون تردد. ألف مبروك للأخت الاعلامية هيفاء الحسيني الحرية والحياة والتألق الاعلامي والى مدير الفيحاء وكادرها الموقر .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |