|
أزدواجية شخصية الفرد العراقي مصطلح علي الوردي الغامض
حميد الشاكر
ولا ان نرى ماهي الاسباب التي تفرض المعادلة الاولى على الفرد العراقي في تقديس الصدق فكريا ،واحتقاره سلوكيا ولماذ ؟. وهل هناك التقاء بين قديم تقليدي وجديد مدرسي اوربي في المضامين والمصطلحات ؟. أم ان هناك عبقرية اكتشاف جديدة تميّز فكر الوردي عن ماذُكر تقليديا وتاريخيا لتوصيف الظواهر الاجتماعية ؟. **************** ( النفاق ازدواجية الفرد الارتدادية ) لاريب ان هناك فرق بين ان نقول : ان الفرد يؤمن بافكار اخلاقية عالية القيمة كالعدالة والصدق وحب الخيّر الا انه يضطرّ لمخالفة ذالك سلوكيا وحياتيا ومعيشيا او انه يرغب بتلك المخالفة لحسابات معينة ؟!. الاول هو ما اطلق عليه الدكتور علي الوردي انه انسان مزدوج او واقع تحت مرض الازدواجية في الشخصية !. أما الثاني فهو النفاق كما اطلقه القرءان الكريم والاسلام العظيم على فئة من الناس تؤمن بالسوء وتضمر الكفر والشرّ ، ولكنها تضطّر مجاراة للمجتمع وقوته وسطوته ان تنساق وتنسجم وتتشبه بسلوك المجتمع الخيّر !. وهناك ايضا لطيفة ربما لم يلتفت اليها الكثير ممن قرأ فكر الوردي بنوع من الانفعالية الزائدة ، هو : ان فكرة ومضمون الازدواجية التي رفعها الوردي كشعار او كمبضع لتشريح جثة الشخصية الفردية العراقية ، هي فكرة قريبة جدا للمصطلح الاسلامي الكبير والتي تسمى اسلاميا بالعموم وشيعيا بالخصوص بفكرة ( التقيّة ) فالتقية وعندما نريد الوصول الى مضمونها الفكري هي نفس فكرة الازدواجية ومضمونها ، في حال يؤمن الفرد والمجتمع بقوة بفكرة الايمان والخير وحب الصدق والتطلع الى العدالة ، ولكنّ دناءة المجتمع وظروفه السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية الظالمة والقاسية هي التي تفرض معادلتها سلوكيا على الفرد وتضطرّه للعيش بحياة اخرى غير الذي يؤمن بها هذا الفرد او هذا المجتمع !. وهكذا هي التقية من الظالمين ( مثلا ) في الاسلام ، حيث يكون الفرد خائف او مضطرٌ لاظهار سلوكيات ظاهرية تشعر الظالم انه تعبير عن الودّ والحب الا انها لاتنسجم مع ما يبطن من افكار وتصورات ايمانية وكراهية للظلم والظالمين ، ولكن ليس على صورته السلبية في فكرة النفاق ، بل على صورته الايجابية في العكس المرتد في الايمان بالخير واظهار الشرّ عندما يكون قانون الشر والكذب والظلم هو الطاغي على ظواهر المجتمع وحركته !. أذن الدكتور علي الوردي ومصطلحه العلمي ( الازدواجية ) الذي دوّخ العراقيين وآرق نومهم في كثير من الاحيان هو مصطلح يعيش بمضمون ديني تقليدي قديم قريب ومشترك ومشابه لمصطلح ( التقية في جانبها الايجابي ، والنفاق في جانبه السلبي ) الا انه بلباس جديد وحديث ومترجم ومدرّس في المدارس الاوربية ،ولايحمل صدمات المصطلحات الدينية العنيفة ، كما ويستعمل على اساس انه مرض سلوكي يصيب المجتمع او الفرد ليفصل في شخصيته ويربك حركته وانسجامه في هذا العالم !. نعم علينا عندئذ ان نتسائل وفي هذا المفصل : هل كانت الازدواجية التي تحدث حولها الدكتور علي الوردي بسلبية مطلقة فعلا هي تمثل سلبية عندما تطلق على سلوك الفرد العراقي ؟. أم ان المدرسة التي انتمى لها فكريا الدكتور علي الوردي واجتماعيا هي مدرسة لايمكن اسقاط رؤيتها الاجتماعية واهدافها التربوية على مجتمع وفرد كالمجتمع والفرد العراقي ؟. بمعنى آخر بغض النظر ان رؤيتنا لما اسماه الدكتور علي الوردي بالازدواجية او التناقضية او التضاربية في شخصة الانسان العراقي على اساس انها ظواهر سلبية بينما نحن نرى انها هي في الحقيقة ظواهر حضارية طبيعية بل وهي ايجابية على المستوى الحضاري البعيد لحركة الفرد وصراعه الدائم الذي يخلق له مع نفسه ومجتمعه دينامية الصراع والجدلية المستمرة ، بغض النظر عن ذالك : لماذا كان الدكتور على الوردي دائما ينظر للفكرة وللمصطلح من جانبها السلبي فحسب ؟. ولماذا لم يكن الدكتور علي الوردي يمتلك الافق الواسع في طرح فكره الاجتماعي ، بحيث انه بقي مصرّا على وجهة نظر واحدة سلبية في كل كتاباته التي ترى الازدواجية السبب الاصلي في التراجعية والتناقضية والتصادمية المدمرة في شخصية هذا الفرد المعقد ؟. *************** ( الازدواجية باعتبارها ظاهرة ايجابية ) نعم الازدواجية في الشخصية العراقية عندما تطرح على اساس انها كذب الانسان على نفسه ، بالفعل تصبح مرضا اجتماعيا ونفسيا ويجب التعامل معه طبيّا للتخلص من اعراضه المرضية الاجتماعية ، ولكن علي الوردي لم يجرأ في كل ماكتب ان يصرّح انه يهدف الى القول : بأن الفرد العراقي يكذب على نفسه !. بل لمّح كثيرا واشار من بعيد الى : ان هناك مشكلة ما في شخصية الفرد العراقي تدفعه الى تقمص الازدواجية في تعاملاته الفردية والاجتماعية ، ثم بعد ذالك لم يوضح لنا الدكتور على الوردي من خلال كتاباته اي طريق او طريقة من خلالها نعالج هذه الظاهرة ، بل اكتفى بالقول ان هناك ظاهرة ، واشار الى انها سلبية ، وترك الباقي يقرره الفرد والمجتمع العراقي في كيفية الاليات واختراع السبل التي من خلالها ينتصر الانسان العراقي على ازدواجيته !. أما لماذا لم يشر على الوردي للاسباب (الجوهرية وليست الهامشية والعرضية ) التي تفرض على الفرد العراقي الايمان بشيئ هو نقيض لما يمارسه بالحياة ؟. فهذا راجع ربما لاكتفاء على الوردي برصد بعض الظواهر الجغرافية كصراع الصحراء مع الخضرة ، والانسانية كصراع البداوة مع الحضارة ، وطبيعية كسبب البرودة مع الحرارة الشديدة في الجو............. وتأثير كل ذالك على المزاج و خلق شخصية الازدواج لدى الفرد العراقي ، وغض نظره عن الاسباب الحقيقية السياسية والاقتصادية والعقائدية ....... وراء كل الظاهرة لعدم سماح الظرف السياسي القائم في العراق منذ الاف السنين من تناول علي الوردي وغيره لاسباب بعض الظواهر الاجتماعية العراقية بصراحة وشفافية وشجاعة علمية !. تمام : قلنا ان علي الوردي صاحب الانبهار بالمرجعية الثقافية الغربية ، وصاحب الدراسة التي لقنته ان الصدق هو ان ينسجم عمل الانسان مع ايمانه ، وان العدل هو ان يكون الفرد قادرٌ على التعبير عن ذاته بعيدا عن رؤية الاخر الاجتماعي ...، كل هذا هو مادفع علي الوردي ان يرى في ظواهر السلوك الاجتماعية والفردية العراقية على اساس انها ظواهر اجتماعية سلبية !. لكنّ لو سألنا : هذه الظواهر الاجتماعية والفردية التي رصدها الوردي على اساس انها سلبية ، هي سلبية حسب اي معيارية اخلاقية وقيمية فكرية ؟. وهل هي ازدواجية سلبية بالفعل ان ارجعنا ظواهرها للمدرسة الاجتماعية الاسلامية مثلا ؟. أم انها سلبية حسب مقاييس ومعايير وقيم المدارس الاجتماعية الغربية التي درسها الاستاذ علي الوردي ؟. بمعنى اخر : نعم في السلوك الغربي عندما يريد الاب ان يمارس الجنس ( مثلا ) مع صديقته في غرفة النوم العائلية ، فهو لايحمل الاعتقاد انه يقوم بفعل يناقض تماما ايمانه الفكري بحرية الفرد او الثقافي او الديني بالحياء او صدقه مع ذاته ، ولهذا فالاب الغربي لايرى حرجا او تناقضا يذكر ولامساسا بالاخلاقية الاسرية عندما يشرح لابنته مايقوم به من فعل وما يماسه من تصرفات ، وربما ينشأ الطفل او الطفلة الاوربية والغربية على هذا النمط من الاخلاقية الانسانية فلا ترى في سلوكها اي تعارض عندما تكبر وبنفس المنطق تصارح والدها بانها بحاجة الى نصف ساعة لتأجير غرفة والدها للنوم مع صديقها لممارسة اللذة !. ففي مثل هذه الظواهر نحن لانرى واجتماعيا اي ازدواجية تذكر بين ايمان الفرد الغربي وسلوكه ، من منطلق ان الانسان الغربي قد حسم قراره انه يترك كل مامن شأنه ان يعيق رغباته الطبيعية السلوكية او يقف في طريقها ، ولهذا هو لايحب الكذب ولايكذب ، ليس لان مفهوم الكذب والصدق هو نفسه مايحمله الانسان الشرقي ، لا ولكن مفهوم الكذب والصدق مختلف في الثقافة الغربية عن ثقافتنا الشرقية وخاصة العربية والاسلامية !. نعم : الفرد الاوربي يرى انه غير مضطر لادينيا ولا اخلاقيا ان يتنازل عن رغباته الفردية، وعندما لايعجبه امر يعبر عنه بصراحة ومهما كان مردود ذالك السلوك على المجتمع ، بسبب ان الفرد الاوربي يعيش حياة الفرد ويتحرك داخل نظام الفرد وينسجم مع الحرية الفردية التي منحتها القيمية الغربية والاوربية بعد ان قررت ان الحياة يديرها الفرد وليس الجماعة !. أما الجانب الاخر من المعادلة الشرقية والعربية والاسلامية فهي معادلة مختلفة تماما عن الجانب الغربي ، بل وهي معادلة قائمة على القيمية والمعيارية والنظامية الاجتماعية اولا وقب الفردية ، ولكنّ هذا الاختلاف هو مالم يراه الدكتور علي الوردي وغيره في ارائهم ودراساتهم الاجتماعية ، ومن هنا اعتقد هو وغيره ان موضوعة ( القيمية الاجتماعية والمعيارية الاخلاقية وكذا القانونية الثقافية ) هي شيئ طارئ على منظومة المجتمعات الانسانية وبالامكان تجاوزها او استبدال مفاعيلها بين ليلة واخرى لنرى منظومة القيم الغربية الفردية صالحة للمجتمع الشرقي العربي الاجتماعي والعكس ايضا صحيح !. ان هذه الرؤية هي التي تفسر لنا لماذا يرى الدكتور على الوردي وغيره ان الازدواجية في شخصية الفرد والمجتمع العراقي هي ظاهرة مرضية وسلبية ، ومن نفس ذاك المنطق الذي ذكرناه حاول علي الوردي ان يرى سلوك الفرد الغربي مقارنة بسلوك الفرد العراقي فخرج بنتيجة الانسجام في الاول والازدواج في الاخر !. والحقيقة اننا عندما نريد ان نكون موضوعيين في طرحنا لفكر الدكتور علي الوردي الاجتماعي لابد ان نشير الى ان الرجل كان يعتقد انه في طريق اصلاح اجتماعي ورصد لظواهر سلبية وثقافية للمجتمع والفرد العراقي ، تعيق من تطوّر الفرد العراقي ونهضة مجتمعه الداخلية والخارجية ، ولكننا الان ليس بصدد اظهار حسن النوايا لهذا الكاتب الاجتماعي العراقي او ذاك تجاه اصلاح الظواهر المجتمعية والثقافية العراقية ، وانما نحن بصدد دراسة اليات ومناهج فكرية اجتماعية درسها الدكتور علي الوردي في المدارس الاوربية واراد نقلها ربما نقول بلا وعي لحقيقة ان النظم الاجتماعية هي بطبيعتها مختلفة عن المصانع الالية ، فاعتقد الدكتور علي الوردي مثل ما ان المصنع الامريكي بالامكان تفكيكه من ارضه واعادة تركيبه في العراق ، كذالك هي مناهج التربية الاجتماعية بالامكان دراستها في الولايات المتحدة ونقل الياتها ومكائنها الى المجتمع العراقي لتعمل بنفس الكفاءة وعلى اعلى المستويات في الانتاج واعادة الانتاج ، لكنّ مافات الدكتور ان في الامر اختلاف عظيم !. صحيح : على حسب رأي دعوة الدكتور على الوردي : يجب ان تنسجم حركة الفرد والمجتمع العراقي السلوكية مع مبادئها الثقافية وايمانها الاخلاقي ، وبما اننا في العراق مجتمع صاحب قيم اسلامية ومعيارية عربية ، وقوانين دينية ، فينبغي عندئذ وان اردنا ان نعيش الحياة الاجتماعية الصحّية ان نحوّل نظامنا السياسي والثقافي والاقتصادي من نظمها المستوردة والغريبة والعلمانية الاوربية ، الى النظام الاسلامي الاخلاقي صاحب صفة العربية بكل ماتحمل هذه الكلمة من قيّم واساليب وسلوك حضاري شرقي ، وعندها سنخلق نفس الانسان الذي يؤمن بالصدق في المسجد هو نفسه الذي سنجده صاحب التجارة الصادقة في السوق والبيع والشراء ، وهكذا ان اردنا ان نرفع نوع الازدواجية المرضية من سلوك الفرد والمجتمع العراقي ، فعلينا ان نغير نمط الحياة الاجتماعية من واقعها الذي يظلم بعضه البعض الاخر الى نمطية العدل الذي يؤمن به الانسان العراقي ثقافيا ودينيا وعقديا ... وهكذا !. فهل هذا ما كان يريده الدكتور علي الوردي في اطروحاته الاجتماعية التي تنتقد ازدواجية الفرد العراقي ولماذا هي بالاساس موجودة ؟. أم ان الدكتور علي الوردي رحمة الله عليه اراد شيئ اخر تماما من كل اطروحاته الاجتماعية في الازدواجية ، بل اراد ان يترك الفرد العراقي ايمانه لينسجم مع واقع القيم الذي فرضتها الحياة على الانسان العراقي !؟. نعتقد انه هنا مكمن الجدلية المعقدة والمضكة والمبكية في فكر الدكتور علي الوردي ورؤيته الاصلاحية في نمطية الحياة الاجتماعية والفردية العراقية !. ان الدكتور علي الوردي وهو يذكر نموذج الفرد الاوربي الاعلى في بعض كتبه الاجتماعية حول شخصية الفرد العراقي نسي او ربما تناسى او لعله لم يخطر بباله ابدا : ان نموذجه الغربي الفردي الذي بشرّ به في بعض كتبه الاجتماعية ، انتصر اخيرا على ازدواجيته الاوربية والغربية بعدما قرر ان ينحاز للحياتي الدنيوي بالمطلق على حساب الفكري والديني والاخلاقي والثقافي في هذا المجال !؟. وليس ان الفرد الاوربي انحاز للمعنوي والفكري والاخلاقي الثقافي في حالة صراعه القديمة على حساب المادي والدنيوي واللاخلاقي ...، ليعتقد الدكتور على الوردي انه النموذج الاكثر صحية بين البشر ، ومن ثم لينتخبه ليكون النموذج المشرف ليحتذي به الانسان العراقي !. وعليه انا شخصيا لااعتقد ، ومهما كانت ميول الدكتور علي الوردي العلمانية والغربية والمادية هي تدعو الفرد العراقي في سبيل التخلص من ازدواجيته ان يرتمي كالانسان الاوربي في احضان الدنيوي ليتخلص من الايمان وافكار الصدق والعدالة والحبّ والخير ، ليصوغ فيما بعد معادلته البراغماتية العراقية الغير مزدوجة التي ترى الاخلاق من خلال المنفعة المادية ، ولاترى المنفعة المادية من خلال الاخلاق ، ليصبح الصدق مانفع ، والكذب ما اضرّ بالفرد ، وليس للصدق والكذب والعدالة والظلم والرذيلة والفضيلة اي معايير منفصلة عن المنفعة ؟!. أما ان كان الدكتور علي الوردي رحمه الله واعيا لهذه المعادلة وهو مع ان يتمرد الفرد العراقي على كل المثل الاخلاقية والقيم الايمانية المعنوية التي يحملها فكريا وذهنيا وثقافيا ليتخلص من عقدة الازدواجية ويميل الى الايمان فقط بالبراغماتية النفعية في ايمانه وثقافته ، أما ان كان هذا هو مشروع الدكتور علي الوردي فلاحول ولاقوّة الابالله العلي العظيم !. نعم ان الازدواجية في معناها الجدلي التي تصارع فيه الفكرة السلوك في الواقع الفاسد ولاتريد الاعتراف به حتى وان اضطرّ الفرد العراقي لمجارات هذا الواقع الاجتماعي ، والتماهي معه سلوكيا لاغير ، ان مثل هذه الازدواجية هي طبيعة انسانية وحضاريا مضافا اليها انها نعمة ايمانية تحاول الانتصار للمعنوي على المادي حتى وان كان في ذالك تمزق نفسي للفرد هنا وهناك !. والعكس من وجهة النظر الاسلامية الاجتماعية هي النكبة وهي الانتكاسة الفردية عندما يستسلم الفرد للواقع الاجتماعي الغير سوّي واللاخلاقي في سبيل التخلص من الازدواجية باعتبار انها حالة صراع فردية لاغير ، فما قيمة ان يفقد الفرد والمجتمع بوصلة القيم الاخلاقية الرفيعة والمبادئ الانسانية المثلى والمعايير الاجتماعية العالية التي يحملها فكريا وروحيا ، في سبيل ان يربح الايمان فقط والانسجام مع واقعه وبين افكاره وسلوكه !. ثم ان هذه الازدواجية التي تبدو من رائحتها في فكر الوردي على اساس انها امر سلبي ، هي بالفعل الجذوّة المعقدة التي تديم حركة الحياة الفعلية في صراعها بين الخير الذهني والعدالة الانسانية الروحية من جهة ، وبين الظلم والكذب والفساد الاجتماعي الذي يستولي على المجتمع بين الفينة والاخرى ، ومن هنا ان كان مصطلح الازدواجية هو عبارة عن حالة صراع ، وادامة جدلية ، ومعركة مستمرة بين الانسان وداخله وخارجه ، فاهلا بمثل هذه الازدواجية في الفرد العراقي التي لولاها لما كان ابداع للفن وشهادة للبطولة ومطالبة بالحركة والتغيير وتمرد على الواقع وغير ذالك !. أما ان كانت الازدواجية هي نفاق وتخاتل ، وقول بلا عمل ، فيجب عندئذ ايجاد المخرج والعودة الى ترتيب الحياة وتنظيمها بشكل يكون الانسان وايمانه وافكاره ومعتقداته منسجما مع ماهو قائم في المجتمع ويدير الناس ويرتب شؤونهم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية !. بلغة اخرى من يريد ان لايرى ازدواجية في سلوك الفرد العراقي عليه ان لايفرض نمط حياة ونظام سياسة وحركة اقتصاد هي بالضد ممايحمله هذا الفرد من عقيدة وايمان ومقدسات دينية ( كما اشار لذالك الامام محمد باقر الصدر رض في اطروحاته الفلسفية والفكرية والاقتصادية ) واذا كان الفرد الاوربي تخلص من الازدواجية عندما تمرد على الاله المعنوي ليعيش حياته متمتعا بالاخلاق البرغماتية النفعية ، فالفرد العراقي يطرح المعادلة ولكن بشكلها العكسي ليتمرد على المادي في سبيل انتصار المعنوي عليه !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |