|
نـــزار حيدر لقناة (الكوثر) الفضائية: تغافل الحكام عن شعوبهم، فتح الباب امام التدخل الخارجي
نزار حيدر اعتبر نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، ان السبب الحقيقي وراء التدخلات الخارجية بشؤون المنطقة والعالمين العربي والاسلامي، هو تغافل الحكام عن شعوبهم، عما تعانيه من فقر وتخلف وظلم ومرض وتهميش وسحق منظم للحقوق وغياب الكرامة. واضاف نزار حيدر، الذي استضافته على الهواء مباشرة، قناة (الكوثر) الفضائية، في برنامجها الاسبوعي (قضية ساخنة): ان الحكام في بلداننا يعيشون في واد، والشعوب في واد آخر، فهم يعيشون في ابراج عاجية، حتى لا يسمعوا انات الشعوب التي تتضور من آلام الحياة القاسية بسبب السياسات العنصرية والطائفية، التي تنتهجها هذه الانظمة، والمعبأة باقسى انواع النظم الاستبدادية، الوراثية والديكتاتورية العسكرية الشمولية. لقد صادرت الانظمة الحاكمة في بلداننا، حقوق الانسان، فكممت افواه المعارضة، وحجرت على حرية الراي، واستحوذت على مصادر الخيرات التي تنعم بها بلداننا، فعم الفقر والامية والبطالة والمرض، شعوبنا المستضعفة، ما وسع الفجوة بين الحكام والشعوب، الامر الذي حولها الى دمى ضعيفة بيد القوى الكبرى الناهبة، فباعت راس المال العربي لعواصم الكبار من خلال ايداعها في البنوك العالمية، وحرمان شعوبنا من ريعها، كما باعت البترول بابخس الاثمان، للشركات العالمية، التي احتكرت اسعاره وسيطرت على مساراته في هذا العالم، ما حرم شعوبنا كذلك، من خيرات هذه النعمة التي انعمها الله تعالى عليها. كما ان هذه الانظمة سحقت حقوق الانسان، فصادرت كرامة شعوبنا، فلم يعد المواطن عندنا قادر على ان ينبس ببنت شقة ازاء السياسات الهوجاء والخطيرة للنظام الحاكم واجهزته القمعية، كما لم يعد المواطن عندنا قادر على ان يعبر عن رايه، باي شكل من الاشكال القانونية السلمية، ولعل ما جرى مؤخرا في المدينة المنورة من قمع واضطهاد لزوار مسجد وقبر رسول الله (ص) شاهد حي على ما نذهب اليه. والغريب في الامر، قال نـــزار حيدر، ان الحكام انشغلوا ببعضهم البعض الاخر، فالمهاترات تسيطر على اعلامهم، والتهم تتوزع يمينا وشمالا، فيما تسعى القوى العظمى الى التحكم باتجاهات هذه الصراعات، فتغذيها تارة، وتهدئ منها تارة اخرى، وهكذا. واستنتج نـــــزار حيدر، بالقول: اذا ارادت دول المنطقة ان تكون فاعلة ومؤثرة في السياسات الجديدة للادارة الاميركية، خدمة للصالح العام، فان عليها: اولا؛ ان تعترف بمشاكل شعوبها، فتستوعبها وتهتهم بها، وتبذل كل جهدها من اجل حلها، او على الاقل التقليل منها، وتقلع عن طريقتها القديمة القاضية بتعليق اية مشكلة داخلية بنظرية المؤامرة او العامل الخارجي او العمالة لهذه الدولة او تلك، كما تفعله اليوم المملكة العربية السعودية ازاء انتفاضة المدينة المنورة، واتهام المنتفضين بالارتباط بالجارة ايران او ما الى ذلك من التهم السخيفة التي لم تعد تنطلي حتى على انفسهم، فكيف بالشعوب الواعية؟. يكفي الحكام سياسة القمع والتجاهل التي تنتهجها مع شعوبها، كما يكفيها الاستئثار بكل شئ، وترك الشعوب تتضور الما، والا فان عالمنا العربي مقبل على متغيرات كبيرة بعد ان امتدت سياسات التهميش وانتشرت الامراض الاجتماعية بدرجة كبيرة، فالشعوب ان تصبر وقتا على الضيم والحيف، فانها لن تصبر كل الوقت، وان من مصلحة الحكام ان يبادروا الى التغيير قبل ان تاخذ الشعوب بزمام المبادرة. ثانيا؛ ان يعيد محور الانظمة الاميركية في المنطقة (السعودية ومصر والاردن) ومن يدور في فلكها من الانظمة الهامشية، النظر في سياساته ازاء محور ما يسميه البعض بمحور الاقتدار، وهي دول (العراق وايران وتركيا وسوريا) اذ ان عليها اولا، ان تعترف بهذا المحور، وان لم يكتمل تشكله بشكل واضح بعد، لتتعامل معه بشكل ايجابي، فان ذلك يصب في مصلحة المنطقة وشعوبها وامنها واستقرارها على المستوى البعيد. ان امن المنطقة واستقرارها لايمكن استيراده حتى من اعظم الدول قوة وهيمنة، لانه صناعة محلية، قد يساعد المجتمع الدولي على تحقيقه اذا ما شعر بتماسك الموقف الاقليمي، الا انه لا يمكن ان يصدره لنا ابدا، بل العكس هو الصحيح، فلقد اثبتت التجارب بان الامن الدولي من امن منطقتنا، اذ لا يمكن ان نتصور الاستقرار في هذا العالم، قبل ان تستقر منطقتنا ولو بشكل نسبي. كما ان على دول المحور الاخير، ان تتحلى بحكمة اكثر وثقة اكبر، فتقرا الرسائل الاميركية ورسائل المجتمع الدولي بشكل صحيح، لتكون طرفا فاعلا وايجابيا في السياسات الاميركية الجديدة، التي يحاول الرئيس اوباما وادارته ان ينتهجها ازاء الملفات التي تخص المنطقة على وجه التحديد، اذ ان مما لا شك فيه، فان الادارة الاميركية الجديدة تسعى للاستفادة من اخطاء الادارة السابقة، وهذا ما يشير الى امكانية ان نشهد تغييرا في السياسات الاميركية ازاء دول المنطقة تحديدا وقضاياها الساخنة، وان من لا يحاول ان يتلمس مثل هذا التغيير، انما يعبر عن جهله بواقع السياسة العالمية بشكل عام، والاميركية بشكل خاص. يجب ان نكون مؤثرين في هذه السياسات، من خلال تواجدنا الفاعل، بعد ان نثق بانفسنا اولا، وان لا نمر على مراجعة السياسات الدولية بلا ابالية، وكأن الامر لم يعنينا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |