المعجزة .. والسماوات المفتوحة .. والمصلح العالمي ....

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

كان الانبياء في السابق تصاحبهم المعجزات وترافقهم الخوارق ادلة على صحة دعواهم وصدق رسالتهم .

فهل تعد المعجزة في عصرنا الحاضر دليلا على النبوة اودعوى المصلح المنتظر ؟

فنحن في عصر المعجزات تتعاقب كل يوم . فمعجزة الكهرباء والاشعات والقنبلة الذرية والهيدروجينية وغزوالفضاء والكمبيوتر والاتصالات والهندسة الوراثية والطفرات التكنولوجية والمعرفية والمعلوماتية الرهيبة المتصاعدة في افاق السماوات ..الخ فكل ما يظهر في ساعة ماضية اصبح قديما في هذه الساعة . الساعة القادمة كفيلة بان تطلع علينا بمعجزة جديدة يستقبلها الناس بالعجب لحظة ثم يعتادونها وينصرفون عنها وينتظرون غيرها في الساعة التالية .. وهكذا دواليك .. لم يعد عالمنا الحاضر يطالب النبي بمعجزة فلواتى بها لادخلها العلم معامل بحثه كلا في اختصاصه دون ان يعتبرها برهانا على انه مرسل من الله !

عصرنا الحاضر خليق ان يعفي النبي من المعجزة التي تثبت شخصيته فلماذا لا يظهر المتنبي والمصلح الاكبر اذن وقد ازيلت من طريقه العقبة الكبرى ؟...

لا يظهر لانه سيطالب باصعب معجزة وهي ( الشريعة )!..

فالخلاصة ان التقدم العلمي والتطور التكنولوجي والطفرات الصناعيه وعصر الفضاء والحاسوب والمعلومات وارتفاع مستوى المعارف والعلوم والصحه والتعليم والتوسع الاقتصادي ووو.الخ . فيما لوظهر اليوم ( المنقذ) واطلع على مظاهر مدنيتنا القائمة !.. اتراه ملقيا علينا اسئلة تحتاج الى اجوبة خليقة بفكره النادر .. اسئلة عن خطواتنا الثابتة الظافرة في مختلف ميادين النشاط البشري .. سيسألنا - بالطبع أول ما يسألنا- ان الهكم عظيم ولكن نبيه في نظركم هو(الذهب) ما اجله وفي سبيل قرابينه دمر كل شيئ !!!..ورسالته في هواكم هي (الغاية تبرر الواسطة ) استحواذ .. بتلاع كل شيء.. واصبح كتابكم المقدس (شريعة الغاب)بما تترنمون به من مجازر لاجل الهيمنة واستبدلتم شعارات حقوق الانسان والحرية وووبابادة الانسانية والظلم الجماعي للبشرية وحتكاركم حتى الدواء للاثراء الفاحش...واعدام الطعام الفائض ....لكي لايسد الجياع رمقهم..!!

وعما فعلناه في ميادين الاخلاق والاجتماع والاقتصاد والسياسة ..السياسة ..السياسة ..!.. في ظل الدعوة الجامحة الى (العولمة ) اي كسب انساني ظفرنا به في تلك النواحي ؟.. فبماذا يمكن ان نجيب ؟لاشيء !.. ما من شيء قد تم بعد فكل حقول تجاربنا وكل مجالات خيالاتنا وكل مثلنا العليا واكاذيبنا تتقدم في وسائلها ونتائجها عما كانت عليه في العهود الماضية وبطفرات رهيبة وارهابية .. ما خلا شيء واحد تحقق مبطنا بالنفاق والرياء -هوالغاء الرقيق !.. صحيح !.. ان الرقيق الغي في الافراد ولكنه مباح في الشعوب والجماعات !!.. اذا كان من حق الفرد اليوم ان يعيش حرا - فانه ليس من حق بعض الشعوب والجماعات ان تعيش حرة !.. الم يكف اذن مرور اكثر من الفين من الاعوام لتقليل فرعونيه الهيمنه وتخفيف وتيرة النهب ومحوهذا الظلم الانساني في ابسط صوره !.. عن..

 واذا سألنا عن الثقافة والفكروالادب . صحيح ان هذه الثورة في العرض والاعلام المسموع والمرئي وسائل ناجعة في الاصلاح والتربية والتمازج .. ماذا تقدمتم بها وما قدمتموه في مجال الكمال والسموا والالفة الانسانيه والسلام ...؟؟..ياللفظاعة ما ترتكب باسم الثقافة والفكروالاحساس

واذا سألنا عن تطورنا العلمي والتكنولوجي. فانه سيدهش حقا وسينظر بعين العجب لكل هذه الاجهزة والالات والوسائل والمصنوعات ...

ويتسائل ما الذي يمكن ان يضيفه كل هذا الى ملكات الانسان الروحيه ؟ ..

انه على حق فكل هذه المخترعات والمبتكرات قد يسرت لنا سبل الحياة المادية انها ليست حضارة انها(المدنية الالية الصاخبة)!! . كما سيصاب بالغضب لدمارنا للطبيعة والبيئة والحياة!!.. .ونحن نفتخر باننا اخضعنا (المادة) ولكننا ننسى ان المادة هي التي طوعتنا وجعلتنا لها عبيد !.. ولم توفر لنا الروح المتألقة والثقافة المهذبة والفكر السامي والقيم الفاضلة واحترام الاخر

ومادام للروح السامية قيمة في ذاتها بما لها من عظمة الشخصية ورفيع التهذيب وسموا الاخلاق . فالانسان العظيم قدير على الاحتفاظ بمقامه وفكره ورسالته في كل زمان ومكان مهما تتجدد المعارف ويقفز العلم وتتعدد الاكتشافات وتتغيرالظروف والاحداث !..

 ان الروح السامية ثابته والعلم والمادة متغيره .. جوهر الحضارة انبلج مع الفجر مع بزوغ الشمس من قديم في ارض امة !! .. يبزغ ايمان واحاسيس قبل ان تظهر وسائل وماديات .. انه الاحساس الاول الذي لايقايظ بروح الله في اعاليه وفي الكائنات !.. انه ذلك الوحي الذي يجعل من الانسان انسانا !.. انه ذلك الذي يشعر الانسان بانسانيته .

هذا دليل على ان الرسالة الروح والقيم- لا العلم والمادة - هي مصدر الخلود !.

فهل امدتنا مدنيتنا العنقاء بانتشالنا من مستنقع مانحن فيه .؟

وهل ساعدتنا مدنيتنا الرعناء على تخفيف معاناتنا في العيش الكريم .؟

وهل سدت الهوة بين الجبابرة والمستضعفين وردمت الفجوة بين المترفين والمحرومين وضيقت المسافة بين المتعلمين والاميين وقاربت بين المتخمين والمدقعين ...؟

سراب المدنية ..انفجار الظلم .. وطأة الفقر ...وتائر الفساد ..انتشار الفضائح ..

 كل الاطروحات المزركشه وكل الافكار البراقة وكل المواقف ...ماهي الا زيف للاجهاظ على الضحايا وقمع الجياع ..ابادة ..شلالات الدماء ..اكداس الاشلاء .. مشاهد يومية ووقائع مفجعه ..تصيح وتصرخ بان الهمجية والجاهلية ووو..القوة الباطشة ...هي السائدة..وهي الحاكمة ..وهي المهيمنة ...

 لم ولن تستطع (المدنية المادية) ابدا ان تشعرالبشريه بالهناء والامن والسلام وان ينعم بها الانسان بالسعادة والطمأنينة والانس والحياة الكريمة .؟

 اذن فما قيمة مدنيتكم الفتاكة المدمرة الهوجاء المفسده لكل شيء المقفرة من الضمير المجدبة من الانسانية المتعالية المتغطرسة ...الشيطانية في كل منحى ..

 أليس صحيح انه كان في منطقة معينة من الشمال قبيلة (فايكونك) همجية تستبيح كل شيء والان الشمال كله اهمج من فايكونك الماضي ..؟

أليس صحيح انه كان في منطقة محددة من الجنوب قبيلة جاهلية تغير وتغدر لكن الان كل سلفي وهابي جاهلي ارهابي مدمر فاتك..؟

فالدنيا لم تكن في اي وقت منه احوج الى رسالة روحية وشريعة انسانية ومصلح هادي مهدي منها الان بعد ان ملئتها (المدنيةالمادية ) ظلما وجوراووو..ولكل تواق وتتوق البشرية كل البشرية ببزوغ فجر المصلح العالمي لنشر(معجزة) ..الحياة.. ..شريعة سمحاء تمليء الارض قسطا وعدلا وسلاما وتسامحا ......

ذلك المصلح العظيم تحمل كل معانات المرسلين وهموم المصالحين وعذاب الناس اجمعين وماتحملته الارض من كوارث مكر الشياطين .. ان نفس المصلح المنتظر تحملت مالم يتحمله كافة البشر وما اوذي قط مثله احد ..لكنه يهب الرحمة ...والنور .. والهدى

وتلك الشريعة السماوية الانسانية التي تصلح للناس كافة ويكون فيها صلاح الناس كافة في اخرتهم ودنياهم في سمائهم وارضهم ! .. كيف تنزل هذه الشريعة دون تكرار لما سبقها من شرائع ؟..

لابد اذن من شيئ جديد ..جديد ..جديد !.. ولابد امن يكون الله قد اراد ذلك فعلا ..

ولعلك تنتظر بلهفة وبفارغ الصبر ما اول مايقوم به ذالك المصلح الموعود ....

وأول مايبادر اليه المصلح المنتظراراحة البشرية بتنظيف الارض من مقذرتها (مرتزقة المعممين) محرفي الشرائع ليقطع دابراعوان ابليس ...

كل معجزات الارض قليل الى جنب(( المعجزة العظمى )) وهي ((الشريعة )) التي يفجرها الله من نوره فيتبعها افواج البشر مبهورين شاعرين انها سكبت في شرايينهم ومزجت بدمائهم فيها أمانيهم ..وتفجر طاقاتهم ..وارضهم تبز خيراتها ...واخيرا((ليظهرهوا على الدين كله)) لهدايتهم ومباركتهم وسعادتهم الى يوم الدين !..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com