وهل جزاء الاحسان التنكيل وأيذاء الشعب العراقي؟

 

احمد مهدي الياسري

alyassiriyahmed@yahoo.com

سيكون كلامي هنا موجها لكل الاطراف الدولية والعربية والاقليمية التي اعتدى عليها الطاغية المقبور صدام وزمرته الباغية والتي يناور بعضها ممتنعا عن اسقاط مايسمى بالديون المترتبة على تلك الاعتدائات التي اقترفها المقبور على دولهم كالكويت وايران  احتل الطاغية بلادهم واجزاء منها وايضا سيكون المعني بهذا الكلام كل من يستخدم واستخدم تلك الاعتدائات والمغامرات الفاسدة  لسرقة خيرات العراق  وساسمي تلك الاطراف والدول باسمائها كمصر والاردن وباقي الدول الاخرى التي بنت عواصمها باموال العراق وبسمسرة تجارة بيع وشراء ونقل الاسلحة لقتل شعبنا وشعوب المنطقة ..

ساثبت قبل البدأ في حديثي اننا في العراق وكشعب مغلوب على امره محاصر في سجن كبير يديره جلاوزة وزبانية تقزمت اعتى  الطغاة امام ساديتهم وتلذذهم بامتصاص دماء الابرياء وطوال الحقب التي حكمت العراق آخرها حقبة الظلم والطغيان الصدامية لا ولم نستشر كشعب عراقي مقهور بطريقة وكيفية التعاطي السياسي والعسكري والاقتصادي لتلك الانظمة وابرزها والمعني بالحديث هنا تلك الفترة التي حكم عراقنا العزيز الطاغية المقبور الجاهل الجلف صدام ابن العوجة مع احترامي للارض كارض لادخل لها في اختيار من عليها..

ان مااثارني للكتابة في هذا الموضوع هو خبرين نشرا في وسائل الاعلام اليوم ويقول عنوانيهم "جهود حثيثة لاستعادة طائرتين عراقيتين احتجزتهما الكويت بكندا" او العنوان الذي يقول  " وزير النقل يدعو إيران الى معالجة مسألة الطائرات العراقية والقطع البحرية "  اضافة الى ما كان من حراك سابق وجهود مضنية لحكومتنا العراقية المنتخبة شرعيا من قبل شعبنا العراقي العزيز واجتماعات ومباحثات مارثونية مضنية من اجل اطفاء مايسمى بالديون التي ترتبت نتيجة تلك الحماقات البعثوصدامية واكرر للمرة المليون لم يكن لشعبنا الخيار في تلك المغامرات التي كان حينما يتعكر مزاج الطاغية ليلا نجلس في الصباح لنسمع عن حماقة او كارثة او مصيبة جديدة وقد حلت على عراقنا وشعبنا العزيز ..

ليست هي الكويت لوحدها المعنية بحديثي بل كل من يطالبنا كشعب مظلوم لادخل لنا ولاخيار بما جرى عليهم من ظلم واعتداء وان كان هناك ثمة جريمة قد اقترفت بحق احد فهي جريمة اغلب تلك الاطراف بحق الشعب العراقي وهي تلك الجريمة الكبرى من قبل دول كالكويت والخليج وغالبية الدول العربية والدول الاخرى الكبرى منها والمتوسطة والصغرى ممن قال عنهم القيادي في مجلس قيادة الثورة البعثية صلاح عمر العلي والذي اعترف لقناة الجزيرة قائلا انه كان محظوظا أي الطاغية صدام واضاف انه لم يطلع في التاريخ ان هناك شخصية سياسية حاكمة استطاعت ان تنال دعم الشرق والغرب والشمال والجنوب وغالبية العرب ماعدا سوريا مثلما نال صدام من دعم ابان حربه مع ايران وهي ظاهرة تحتاج الى ان تسجل له كامتياز ..

تذكرت ابان غزو الطاغية  للكويت والتي كانت احد الاطراف الداعمة للطاغية في تلك الحرب القذرة والتي اعترف صدام وبالصورة الموثقة وبالصوت ان العرب والغرب والدول التي اخرجته من الكويت هم من حرضوه عليها وهم من اطال امدها وبطرق خبيثة واترككم مع التسجيل الصوتي لهذا الاعتراف اضافة الى اعتراف صلاح عمر العلي والذي قال فيه ان صدام هو من غدر بايران وهو من خدع وزير خارجيتها وقتذاك وانه من بدا الحرب :

الرابط الاول لاعتراف الطاغية بتورط العرب والخليج والغرب باطالة واشعال تلك الحرب القذرة :

http://www.youtube.com/watch?v=IO96Xya3qT4

والرابط الثاني للقاء الذي اعترف به عضو مجلس قيادة الثورة البعثية صلاح عمر العلي :

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AF0CF7C2-5E1E-4954-97A8-A8A3C6805C56.htm

ووضعت هذين الدليلين الهامين لكي استطيع ان اتحدث بموضوعية وكالعادة التي احاول ان تكون كتاباتي موثقة اما بالصوت والصورة معا او بالصورة او بالوثيقة المتاحة  وحينما يكون أي رابط او صورة اضعها قد الغيت او سحبت او حذفت فانا احتفظ بصور لها استطيع تزويد أي باحث عن الحقيقة بها ..

المعادلة تقول ان صدام هو المعتدي على الشعب العراقي اولا وعلى الجيران ثانيا وعلى الانسانية ثالثا ..

والمعادلة تقول ان العالم كل العالم ماعدا ايران وسوريا وقتها  والعرب خصوصا والخليج  ومصر والاردن وبالاخص الكويت منهم ساعدوا الطاغية في استهتاره وطغيانه ومغامراته الحمقاء  وبكل الامكانات المادية والسياسية  والعكرية واللوجستية والاعلامية ووووو ..

والمعادلة تقول ايضا ان المعتدي ومن اعانه بالاعتداء وسانده شركاء في الجريمة ..

وبخصوص ايران اقول ان الطاغية اعترف بلسانه بانه المعتدي واعترف بعد غزو الكويت بتحمل تبعات تلك الحرب في رسالته الموجهة الى ايران مقابل ان لاتتحرك ايران ضده عسكريا وهو بحاجة الى قواته على حدودها  وهو مشغول بالحرب  في الكويت وبالطبع من حق ايران ان تثبت ذلك دوليا وتقاضي الدول الداعمة له ولكن نقولها ونذكر الايرانيين اننا في العراق وكشعب عراقي لم نقرر تلك الحرب ولم  نشجعه عليها واعدم منا عشرات الآلاف وهاجر منا الملايين ورفض غالبية شعبنا تلك الحرب القذرة والغير محترمة ودفعنا غالي الدماء من اجل ذلك الرفض وهنا نقول ان مطالبة الشعب العراقي بدفع التعويضات يشكل غصة الم قاسية ووجع لايطاق نتمنى بعد تثبيت الجرم على الطاغية وحكه وحده ايقاف المطالبة بتلك الاموال من قبل الشعب العراقي  لانها ستكون بمثابة لقمة تسلب من افواه اليتامى والثكالى الرافضين لطيش الطاغية واستهتاره ومغامراته ..

أذن ان كان ولابد من دفع التعويضات فهي من قبل الاطراف المعتدية واهمها الطاغية نفسه نال جزائه ولم ينل باقي الحثالات المتفسخة عقابهم بعد وهم الجوقة التي  ساعدته في الحكم الجائر بكل دنائة وخسة وايضا تلك الاطراف الدولية والعربية والتي يحق للشعب العراقي ان يرفع اليوم صوته والدعاوى الدولية يطالبون من خلالها تلك الدول بدفع تعويضات عن الاضرار الجسيمة التي تسببوا بها للشعب العراقي ومستقبل اجياله ..

حينما اطلعت على الخبر"جهود حثيثة لاستعادة طائرتين عراقيتين احتجزتهما الكويت بكندا"  او العنوان الذي يقول  " وزير النقل يدعو إيران الى معالجة مسألة الطائرات العراقية والقطع البحرية " عدت بذاكرتي الى الوراء المرير الذي نتمنى نسيانه ولانستطيع  وبالتحديد  اثناء وبعد غزو الطاغية للكويت وشاهدنا واطلعنا عن كثب كيف قامت قطعان البعث الصدامية وازلام الطغمة الباغية والمنحرفين ممن لا اخلاق لهم بسلب ونهب تلك الدولة والبيوت العائدة للشعب الكويتي فضلا عن الابنية الحكومية والقصور الاميرية ونقلت تلك الكنوز والبنوك والامتعة والاثاث والسيارات وكل شئ الى داخل العراق  واتذكر وقتها كعينة من العينات اسوقها للتذكير وللتاريخ ورغم بساطتها الى انها تشي بطبيعة واخلاق شعبنا ومرجعياتنا العظيمة في خلقها الانساني والاسلامي  كان سعر سيارة الكابرس او التيوتا او الشوفر بحدود مابين الثمانية آلاف دينار عراقي والاثنى عشر الف دينار وكل سيارة وموديلها ونوعها ودرجة نظافتها  وبعد احتلال الكويت لم يتحمل شعبها والامة وجود الطاغية وازلامه فيها لاشهر معدودات ويلوموننا اليوم اننا لم نتحمله لاكثر من خمسة وثلاثين عاما سوداء عجاف وكانت السيارات المنهوبة من الكويت ومعارضها واسواقها والبيوت والكراجات تنقل الى داخل العراق بواسطة اسطول الشاحنات للمقبورين عدي وقصي وحسين كامل وعلي الكيمياوي وغيرهم كل له حصته في تلك الدولة وخيراتها واتذكر كانت السيارات من حصة المهووس الاحمق المقبور عدي وقام ازلام النظام ومن سرق تلك السيارات ببيعها في داخل العراق وباسعار زهيدة للغاية رغم ارتفاع اسعار مثيلاتها في العراق والدليل على نبل شعبنا وقياداته المرجعية الانسانية بكل اطيافها معهم اسوياء هذا الشعب الكريم والشهم ان هذا التفاوت في الاسعار بقي مستمرا حتى انتهت تلك المهزلة البشعة واتذكر ان اسعار تلك السيارات كان يتراوح بين الالف دينار والفين واقل من ذلك علما ان الدينار وقتها كان بثلاثة دولارات او اقل قليلا  أي انها ارخص بكثير من السوق العراقية والذي يهمني هنا هو ما حصل من قبل شعبنا ومرجعياتنا تجاه هذه السرقات الغير اخلاقية والتي شارك الفلسطينيون والاردنيون والمصريون والسودانيون والعرب المقيمين في الكويت  بها حيث قامو بنهب ماخف حمله وغلا ثمنه من المسروقات  مع امتعتهم الخاصة واتو بها للعراق على امل ايصالها الى بلدانهم كعادتهم في نهب خيرات العراق كتجار حروب ومصاصين للدماء او بيعها في العراق وتحويلها نقد ودولار وكما قلت كانت اسعارها مغرية ورخيصة للغاية مقارنة بالسوق العراقية المثيلة وكان هناك بروز للخلق العراقي والاسلامي العريق حيث افتى علمائنا بحرمة بيع وشراء أي منهوب من الكويت وتسببت هذه الفتاوى من قبل مرجعياتنا بكساد المسروقات وبوارها ولبى الشعب العراقي واخص منهم الشرفاء والاسوياء واصحاب الخلق القويم  غالبية احرار العراق تلك التعليمات وكان العراقي يشتري التلفاز والسيارة بعشرة اضعاف سعرها من سوقه الخاص ولايشتري المسروق الكويتي  بابخس الاثمان وعمت الحكايات التي تقول باحتراق بيوت من نهب او اشترى من تلك المواد امور وحكايات يتداولها البسطاء بعضها اشيعت بقصد افهامهم بمخاطروعواقب الحرام كبسطاء من ابناء مجتمعاتنا الطيبون  وكان ازلام الطاغية يطلعون على كل شئ ولكن لايستطيعون فعل شئ لارادة العراقي وبالطبع كان هناك استثناء لمن يعرف ان صاحب الحاجة المباعة هو صاحبها الاصلي ولانه بحاجة للمال فهناك شرعية بالشراء منه على ان يراعى عدم استغلال مصيبته وبخس ثمن حاجياته وكان لهذه الفتاوى الاثر الكبير في مكافحة الاجرام والفساد البعثوصدامي وافراغ تلك المسروقات من قيمتها المادية ..

هذا الفعل العراقي النبيل  والاخلاقي وغيره كعدم التحاق آلاف العراقيين بوحداتهم ونالوا الشهادة فيما بعد على ايدي جلاوزة القمع الصدامية كان من بينهم كمثل قريب الى روحي اخي ونور عيني الشهيد الغالي امين مهدي الياسري ترك وحدته واتذكر قالها لي وقتها  لن اعود لتلك المحرقة الاجرامية  وكان يحكي لي كيف انه كان يزور بيوت اصدقاء العائلة  ومعارفهم في الكويت وكيف ساعدهم  في جلب المواد الغذائية لهم وكيف كان يتعرض لخطورة الاعدام نتيجة شهامته تلك رحمه الله وكيف عمل مع الاخوة وبعض الشباب في المقاومة الكويتية ونقل رسائل لاهليهم في العراق  وحين عاد للعراق والجيش الصدامي كان محتلا للكويت وحالما اندلعت الانتفاضة اعدم وسقط كاول شهيد في مدينة النجف الاشرف  في شارع الخورنق ودعته والدماء دمائه لما تزل اتحسسها بيدي شهدت مصرعه امام عيوني ..

تلك التضحيات وغيرها الآلاف سقطت نتيجة رفضنا واستنكارنا لما فعله الطاغية من استهتار بحق القيم الانسانية ودول الجوار والكويت احدهم  وبسبب تلك الحماقات الغادرة دفعنا في الانتفاضة الشعبانية الآذارية  لوحدها تمر ذكراها هذه الايام عشرات الآلاف من ابناء شعبنا نساء واطفال وشيوخ وشباب والقصة معروفة للجميع فضلا عن الممتلكات والمستقبل الذي تحطم نتيجة تلك الجرائم وموقف الشعب العراقي منها ..

جريمة اخرى رأينا كيف ان العرب والغرب ساعد الطاغية على التغطية على جرائمه وشاهدنا كيف ان دول الخليج وحتى الكويت مع الاسف الشديد فضلت الطاغية على ان يحل هذا الشعب محله وقبرت الآلاف من الثوار في مقابر جماعية وهجر الملايين من احرار العراق رمي الكثير منهم في صحراء رفحاء ككرم عربي واسلامي مميز وجزاءاً سنماريا  لموقفنا تجاه تلك الجرائم التي جندت ذات الدول العربية ملياراتها وبلادها  من اجل تحرير الكويت من اقذر احتلال صدامي احتل العراق قرابة النصف قرن ولابواكي علينا ..

جوزينا على كل ذلك بالغدر ونكران الجميل وقلنا لنعض على الجراح ولولا طيبة شعبنا ونعمة النسيان  والخلق والاسلام الحقيقي والذي يحكم حركتنا واخلاقنا خصوصا تجاه الاسائة  لشاهدوا واطلعوا منا هؤلاء  على مالايسرهم من انواع الانتقام  وتحملنا كل شئ وعبرنا المحن بصبر وتضحيات جسام ..

 المؤلم والمقزز ان الامم الباغية  قررت بمجموعها  فرض عقوبات على الشعب العراقي وسُمح لحثالات الاعراب ومرتزقة السحت ومن لفضته الانسانية وازلام كوبونات النفط واللفط  بنهب خيراتنا واموالنا وقامت القوى الدولية باستقطاع المليارات لاعطائها الى من اسمتهم ضحايا الطيش الصدامي اكرر لادخل لشعبنا بتلك الافعال والجرائم ..

الخلاصة اريد القول للكويت وغيرها وكل من يطالبنا بمايسموه بالديون اننا في العراق كشعب سنحاسبكم على كل دعم وقفتموه مع الطاغية وسنقاضيكم في المحاكم الدولية لانكم اجرمتم بحقنا ثلاثة  مرات مرة حينما دعمتم الطاغية لقتلنا واخرى حينما دعمتموه حينما انتفضنا من اجلكم ومن اجل الحق وساهمتم بتشريدنا وقتلنا وخسارتنا لكل شئ ومرة ثالثة لانكم اليوم تريدون سلب اموالنا باسم التعويضات ..

سالت سعوديا مدافعا عن نظامه في حوار في احدى الندوات المباشرة وقلت له الم تدعموا الطاغية صدام في حرب الثمان سنوات ضد ايران ؟؟  فلم يجب بسرعة  وتردد وتلعثم وفكر وتاخر بالاجابة وكنت انتظر أي الاجابتين سيجيب ان قال دعمناه او قال لا لم ندعمه فللاثنين عندي لهما الرد المناسب  وحينما احرج قال وقفنا معه نعم كواجب قومي واسلامي ودعمناه لاجل العراق .. فقلت له وهل من يدعم من اجل الشرف القومي والعروبي يجب ان يطالب بالثمن واعتبار الدعم ديناً يطالبنا به اليوم ؟؟ ولو اجاب اننا لم ندعم مغامراته لقلت له لم اذن تطالبون بالديون ؟؟ ونتمنى من حكومتنا والمفاوضين من اجل انهاء مهزلة مايسمى بالديون المترتبة على عدوان الطاغية ان تواجه الامة العربية بهذا السؤال وهو هل دعمتموه؟ ومن اجل ماذا ؟؟ واي اجابة تكون سيكون ردنا عليهم دعمتم الطاغية على الظلم فانتم شركاء في الجريمة ام انكم تنكرون دعمه فلماذا تطالبوننا بالديون ..؟ واخيرا نقول ان كان اسلامكم وعروبتكم  يبيحون لكم الظلم والتنكيل بشعب دفع السيئة بالاحسان والدماء والرفض وقال لا لمن ظلمكم وظلمنا  وانتم كنتم معه في خندق واحد فهنا اقول لكم عليكم بمراجعة عروبتكم واسلامكم . 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com