|
معايير الإنسحاب من العراق بقلم دانييل بليتكا*
ترجمة: سهيل أحمد بهجت كانت مفاجأة للبعض أن انتخابات السنة الماضية لم تتمحور حول العراق. والآن التحدي الذي تواجهه إدارة أوباما أن تكون انتخابات 2012 كذلك. في 27 فبراير أعلن الرئيس أوباما خطته للإنسحاب من العراق "كيفية إنهاء الحرب في العراق" وذلك في معسكر ليجون. خطط الرئيس لانسحاب انتقالي سوف "ينهي" العمليات القتالية بحلول 31 أوغسطس 2010 وترك "بقية" القوات التي تتراوح من 35000 إلى 50000 والتي من شأنها توفير الحماية، مكافح الإرهاب، وتدريب القوات العراقية حتى نهاية عام 2011 وهوموعد مغادرة كل القوات. البعض انتقد وتيرة الانسحاب وحجم "المتبقي" من القوات. وبالفعل، بعد اجتماع خاص مع الرئيس، راح الديمقراطيون يصفون الخطة بما هوسيء. في مقابل ذلك، قدم الجمهوريون، ومن ضمنهم جون مكاين، دعمهم العلني للخطة. وفي واشنطن حظيت بموافقة المعارضين من الحزبين بتحفظ وفي أوساط المؤيدين للحرب في العراق. شكلت إدانة الناطقة باسم مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد تأكيدا على سلامة خطة أوباما. لكن الخطة تستحق أن يحكم عليها من خلال الوقائع الموضوعية، يجب أن تراعي المكتسبات الشرسة وتسهم في تثبيت الاستقرار طويل الأمد ويخدم مصالح الولايات المتحدة وهوما لم يتوضح إلى الآن. انخفض العنف في العراق إلى أدنى مستوياته خلال أربعة أعوام، وهناك مجاملة واضحة بين الأحزاب الطائفية والقومية داخل الحكومة وفي المناطق القلقة سابقا في هذا البلد. والقوات العراقية ارتفع ملاكها المسلح 463000 عنصر إلى 618000 خلال السنة الماضية. وفي حين أن القاعدة لم تتبخر كليا من العراق إلا أن البيئة السنية لم تعد تتسامح معها في حرية العمل. وفي حين يعاني الاقتصاد العراقي، ككل الدول المنتجة للنفط، من انخفاض أسعار النفط إلا أنه يعود للظهور ببطء مع توقعات متفائلة للنموإجمالي الناتج المحلي 7 ونصف بالمائة هذا العام. يعود الفضل في هذا التحول الكلي تقريبا إلى تدفق القوات إلى العراق في 2007 وإلى العاملين والعاملات في العراق وقادتهم ـ خصوصا ـ الجنرالات دافيد بيترايوس وراي أوديرنوالذين صمموا ونفذوا الخطة الاستراتيجية وإلى شركاءهم في الجيش العراقي الذين صعدوا إلى الواجهة. استراتيجية مكافحة التمرد هي قلب النجاح الأمريكي في العراق وهي ستراتيجية كان يعارضها السيناتور "آنذاك" أوباما وزملائه في مجلس النواب مستندين في ذلك على الفهم القائل بأن الانتصار في المعارك لا يؤكد الاحتفاظ بالأرض والأمن للعراقيين وأنه لا يحصل إلا على مكاسب سريعة الزوال أمام عدومرن. وخطاب معسكر ليجون لا يوضح ـ "لماذا" العائدة للنجاح ـ أنه قد تم فهم هذا الدرس من قبل الإدارة الجديدة. في الواقع، بدا الرئيس أوباما بدلا من أن يكون جاهز لتكذيب مصداقية فكرة أن ضعف العراقيين كان الدافع الأساسي للإحباط الأمريكي و"سحب رجال ونساء الولايات المتحدة المرتدين للزي العسكري, كذلك حاربتم عائقا تلوالعائق ومحافظة تلوالمحافظة وسنة بعد سنة، لإعطاء العراقيين الفرصة لاختيار مستقبل أفضل" إلى أن ردّد قائلا:" الآن يجب أن نطلب من العراقيين أن ينتهزوا الفرصة". صحيح أنه وفي نهاية المطاف فإن مصير العراقيين يجب أن يكون في أيديهم، إلا أن الولايات المتحدة إذا لم تمتلك مصالح في العراق فلماذا البقاء هناك سنة أخرى؟ في الواقع، الولايات المتحدة لديها مصالح قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل في العراق. كما أقر الرئيس بذلك, العراق لا زال غير مستقر. هناك نقاط ساخنة في الموصل وكركوك ـ تحديدا بين العرب والأكراد ـ تحوي طاقات كامنة لاضطرابات خطيرة في مناطق مهمة منتجة للنفط. حيث مات سبعة جنود أمريكيين جراء العنف في الموصل في الشهر الماضي وحده. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الولايات المتحدة وجود قوي ويعمل على الحد من الزحف الإيراني، لتقييد الطموحات الأقليمية الإيرانية ، ويضعف الجهود المبذولة لإعادة الميليشيات الشيعية. أخيرا، السؤال الأكثر ديمومة بشأن الشراكة الاستراتيجة مع العراق يجب أن لا يكون محدودا. قد لا يتضمن حضور قوات أساسية، الفكرة القائلة بأن لا مصالح أمريكية إقليمية والحضور العسكري الأمريكي سيفعل هذه المصالح هومن السذاجة. النجاح في العراق ما زال مستمرا من قبل قواتنا والرائع نوعية القادة والدبلوماسيين على الأرض. السفير رايان كروكر قد غادر الآن العراق، وتم ترشيح مبعوث بديل لم يسبق له أن خدم في الشرق الأوسط ولا يتكلم العربية في التناوب المتوفر. ومن المقرر أن يغادر أوديرنوفي 2010. نعم كل هذا عمل على استقرار العراق ونعم لأمريكا أولويات ملحة، لكن تأمين النصر المكتسب بصعوبة يبقى الأولوية وقد حذر قادتنا من التسابق إلى الخروج وعودة مخاطر العنف. كان لدى الرئيس السابق جورج بوش العديد من الأخطاء، لكنه امتلك الشجاعة للاستماع إلى القادة العسكريين وللالتفاف على الاستراتيجية القذرة في العراق. أمريكا بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب بشكل لائق، وهذا سيتطلب قائدا أعلى آخر للقوات المسلحة على استعداد للاستماع، كان ينبغي عليه عدم إعداد ألعاب نارية لسنة 2008 قد تشتعل عام 2012. *نائبة رئيس الدراسات الدفاعية والخارجية في معهد إنتربرايز يمكن قراءة المقال باللغة الإنكليزية على الرابط:
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |