|
للكاتب التركي: أحمد آلتان ترجمة: م . نصرالدين النفاق يسبب لي الضجر تكاد المراوغة تصيبني بالإختناق. لنتكلم بصراحة. ولنسأل كل منتسبي حزب العدالة والتنمية وكل اخوتنا المتدينين هذا السؤال الواضح والمحدد هل ان الذي يغضبكم في غزة هومقتل الاطفال المسلمين بوحشية أم كون القتلة يهودا؟ أم أن ما تدعونه هوأنكم ضد قتل الاطفال بغض النظر عن كونهم مسلمين، مسيحيين، يهود، مجوس، أم بوذيين؟ لأن ما تقولونه ليس مفهوما. إن ردود الفعل التي أظهرها أبناء هذا البلد للمجازر المرتكبه بحق أطفال غزة الصغار، هي دليل على ان ضمير هذا المجتمع ضمير حي. إن وقفة رئيس الوزراء في دافوس لاجل هؤلاء الاطفال، والتي تجاهل فيها كل المفاهيم الدبلوماسية، أكسبته تأييدا جماهيريا واسعا في تركيا والعالم. تلك كانت وقفة صائبة وقد إستحق عليها التصفيق. حسنا ماذا حدث لرئيس الوزراء البطل " فاتح دافوس " ؟ لماذا إلتزم الصمت في موضوع دارفور؟ عدد القتلى في دارفوربلغ ثلاثمائة ألف إنسان. بضمن هؤلاء الآلاف من الاطفال. ولم يقتلوالاطفال فحسب . بل إغتصبوهم قبل الإجهاز عليهم. أين ضميركم الذي تفجر كالصاعقة. هل سبب صمتكم كون القتلة في دارفور مسلمين؟ هل تلتزمون الصمت عندما يقتل المسلمون المسلمين؟ توقفوا للحظة واحدة. وإسألوا أنفسكم. لوكان مغتصبووقتلة أطفال دارفور يهودا، ليسوا مسلمين، هل كنتم تلتزمون الصمت أيضا؟ أجيبوأنفسكم. كلنا نعرف الجواب الحقيقي، اليس كذلك؟ نعرف أن لولم يكن القتلة في دارفور مسلمين لكنا جعلنا الأرض والسماء تئن. حسنا، أليس هذا نفاقا؟ وهل يمكن أن يكون هناك ضمير منافق؟ أين موقف رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب، وكل من أيد رئيس الوزراء وكل المتدينين الذين إنتفضوا لاجل أطفال غزة، أم لم يكن في حقيقة الامر لأجل أطفال غزة؟ هل كان الأطفال حجة؟ يقول رئيس المجلس، كوكسال توبتان؛ الرئيس السوداني رئيس منتخب. ثم ماذا؟ هل يسمح لرئيس منتخب ان يشكل ميلشيات مسلحة لغزوالقرى الآمنة وقتل البشر بإسناد من الجيش. هل يعطي الإنتخاب حرية إرتكاب الجرائم للإنسان؟ هل يجوز لك قتل من تشاء بمجرد أن تكون رئيسا منتخبا؟ هل للمنتخبين حرية إغتصاب الفتيات الصغيرات؟ أيُ دفاع هذا؟ قولوا لي بالله عليكم، لماذا يقف بجانب الظالمين في دارفور اولئك الذين وقفوبجانب المظلومين في غزة؟ في السودان المسلمون العرب يقتلون المسلمين الأفارقة. ولهذا الغرض تشكل ميليشيات الجنجويد، هذه الميليشيات تغزوالقرى الأفريقية، تغتصب وتقتل الأطفال، وتحرق بيوتهم. هذا هوما يفعله الأناس الذين تساندونهم. وهل حقا تؤيدون كل ما يفعله هؤلاء؟ لكي يغتصبون الأطفال؟ لكي يحرقون البيوت؟ لوكانت كل هذه الجرائم ترتكب من قبل اليهود هل كنتم تؤيدونهم؟ هل أن الحكم الذي يصدره ضميركم يتغير وفقا لدين الظالم؟ تلعنون الظالم اليهودي وتصفقون للظالم المسلم؟ حسنا وماذا بشأن الأطفال المقتولين؟ أطفال غزة بحاجة إلى المساعدة. وكذلك أطفال دارفور. إن الدفاع عن الرئيس السوداني عمر البشير يعني قتل المزيد من الأطفال في دارفور. لماذا يدافع رئيس الوزراء عن الرجل الذي يقتل الأطفال في دارفور ويحاول إنقاذ أطفال غزة؟ هل هناك جواب منطقي لهذا؟ أم ان هناك جواب منطقي جدا، منطقي إلى حد الخجل؟ الصين أيضا، والتي لها مصالح في السودان، وبحسابات منطقية تدعم البشير. ألا يثير هذا المنطق إمتعاضكم؟ إذا كان الذين يدافعون عن الأطفال في غزة، يدافعون عن قتلة الأطفال في دارفور، إذن علينا أن لا نتحدث عن الضمير بل عن الحسابات والمصالح. أم أننا نستخدم الأطفال لبلوغ أهدافنا ومصالحنا؟ لماذا نفعل هذا؟ أعتقد ان ألإنسان الصادق والذي يملك ضميرا حيا هوأفضل من الآخر ذي حسابات ومخططات. الحسابات الدقيقة تجعل من الإنسان صاحب منصب ومقام، أما الضمير فيجعل الإنسان إنسانا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |