|
القمم العربية .. كيف تصنع الخلافات؟!
معروف درين arabicbloggersunion@googlegroups.com تطالب الشعوب العربية في كثير من الأوقات بعقد قمة عربية طارئة وخصوصا في الظروف العصيبة والحرجة كالتي نعيشها اليوم ولم تغادر سمائنا منذ عقود مضت , بل نسمع بعض القادة العرب يقدمون المبادرات ويدعون الى عقد القمم هنا او هناك , ومع انعقاد كثير من القمم وخطابات القادة المتباينة لم يتغير شيء يذكر فلا تزال الجمعة ا لجمعة والخطبة الخطبة ولا ا بالغ اذا قلت انها تزيد سواءً وليس هناك أي بوادر للانفراج, والمرء في هكذا ظروف يحتار بين تأييد انعقاد القمم تلو القمم وبين اختيار عدم الانعقاد وعدم المطالبة بأي قمة عربية وفي أي ظرف وثمة ما يبرر للطرفين الذي مع اوضد القمم العبثية!! فمن يؤيدون ويد عوون للقمم يعرفون ان لا فائدة ولكنهم على ما يبدو لي متفائلون كثيرا ويقولون لأنفسهم عسى ولعل يكون الفرج قريب ويتغير حال الامة وتستعيد مجدها الضائع (او المزعوم) غير ان الامور تسير من سيء الى سوء والعرب اتفقوا على ان لا يتفقوا (مقولة شهيرة تعبر عن واقع الحال) وبين هذا وذاك تقف امور كثيرة قد لا نعلمها, وكلما تعرض قطر هنا او هناك للاعتداء او للاستعمار والاحتلال كحال فلسطين والعراق وبعض الشعوب الاخرى مع تباين في الأساليب الأنماط من قطر لأخر جددنا الدعوة لعقد قمة عربية, ولكن الواقع يفرض نفسه والحقيقة كذلك.. لأنه ومع نجاح القادة العرب والموافقة على المبادرة اليمنية التي قدمها فخامة رئيس الجمهورية الاخ/ على عبد الله صالح القاضية بضرورة الانعقاد السنوي( الية الانعقاد) فإن الغموض والفشل يغلف معظم القمم المنعقدة والتي لا تلبي مطالب الشارع العربي او لنقل أدناها ولا تراعي مشاكله وهمومه ايضا ,وإلا كيف نفسر معظم القرارات والبيانات التي تخرج بها القمة هذه او تلك , لان المواطن العادي يلاحظ الروح الانهزامية الاستسلامية وليس كما يدعون السلام ,وكلنا نسأل هل استطاعت القمم العربية(معظمها) الخروج بحلول وقرارات مصيرية تتناسب مع الحدث والواقع المرير الذي تمر به الأمة العربية وخصوصا في ا لأونه الاخيرة؟ وهل حلًت بعض الخلافات العربية العربية؟ بكل أسف إن الإجابة على هذه ا لتساء لات. وغيرها سلبية وبكلمة لا تحديدا .. ومع انعقاد قمة الدوحة اوأخر الشهر الجاري وفي ظل ظروف عربية ودولية اكثر صعوبة يتساءل الكثير ما هو جديد هذه القمة؟ وماذا لدى القادة العرب من حلول للعراق, لفلسطين, للسودان ,للصومال للكثير من المشاكل الأخرى وعلى وجه التحديد مشاكلهم أنفسهم(القادة)؟ ومع اني لست متشائم ولا متفائل ايضا ولا انتظر او أعول على نتائج هذه القمة التي تأتي في متغيرات وتحديات دولية وخلافات عربية , وأنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا – أرى أن يتم اجتماع وزراء الخارجية واستخراج البيان الختامي لقمة العام الماضي او الذي قبله لا فرق وربما تكون افضل من هذه القمة المرتقبة وبعد قراءته يتم جلب الصورة التذكارية التي جمعت القادة العرب قبل سنوات, لأنه لا يوجد أي تغيير وإن حدث –لا سمح الله – فإن عزرائيل وحده المسئول عن تغييب احدهم, وعندها يمكن الدعوة لقمة عربية طارئة وعمل صورة جماعية تذكارية للقادة مع نجل الزعيم الراحل!! وباختصار شديد فإن القادة العرب لا يخرجون من قممهم وما أكثرها مقارنة بنتائجها المخيبة للأمال سوى بصور تذكارية وبيان ختامي ضعيف جدا وهذا في احسن الأحوال, لا ن كثير من المشاكل والصراعات هي نتاج القمم العربية وتولد في مؤتمرات القمة وغير بعيد ما حدث بين الوفد العراقي والكويتي وايضا الوفد السعودي والليبي وغيرها من المشاكل التي كان سببها الاول مؤتمر القمة, وفوق هذا وذاك نجد القادة ينقسمون ويتبادلون الاتهامات ويعقدون اكثر من قمة في نفس الوقت دون فائدة غير المزيد من الخلافات العربية, اذا نحن المسئولون عن كل ما يحدث لنا وفي غير مكان من الوطن العربي العاثر-عفوا اقصد الهادر- وهكذا تكون القمم العربية مسئولة عن الخلافات وهي من صنعتها وصدرتها لابناء الامة العربية ليحصدوا ما زرعته قمم الزعماء وتصفيات الحسابات الضيقة والشخصية . فماذا ننتظر اذا من قادتنا وزعمائنا المنقسمون على انفسهم والذين يقفون على طرفي نقيض؟! اسأل الله العلي القدير ان يجنبنا وأيا كم القمم ما ظهر منها وما بطن وان لا يرينا أي مكروه .. قولو معي امين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |