اصلاح البيت خير من رمي الاخرين بالحجر

 

علي الياسي

 arabicbloggersunion@googlegroups.com

لست متأمركا ولا متصهينا عندما اقول ان النظام المتبع في هاتين الدولتين يوفر مساحة واسعة للمواطن بالمشاركة  في صنع القرار على مستوى الدولة, وليس عسيرا على المتابع العربي معرفة مزاج الشارع الاميركي على سبيل المثال من خلال شخص الرئيس المنتخب. ولو رجعنا الى انتخابات الرئاسة الاميركية عام  الفين وواحد عندما خسر الحزب الديمقراطي هذا المنصب بعد ثمان سنوات متوالية من حكم الرئيس كلنتون للبلاد, فان الفضيحة المدوية للتحرش الجنسي بموظفة البيت البيضاوي آنذاك مونيكا لوينسكي قد يكون لها الاثر في العزوف عن انتخاب مرشح ديمقراطي آخر وكان الخيار من الحزب الجمهوري المحافظ لتاتي حقبة جديدة بزعامة جورج بوش الابن . ولا نريد الخوض في تفاصيل الاحداث التي رافقت حكمه باسهاب ولكن لا بأس بالتنويه لمسألتين مهمتين وقعتا خلال تلك الفترة ؛ الاولى هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والتي غيرت الكثير في اولويات المجتمع الامريكي وبات الحفاظ على الامن الداخلي في مقدمة مطالبه وقد تكون اعطت المبررات لشن العمليات العسكرية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان فيما كان الغزو الاميركي على العراق ربيع الفين واربعة تحت ذريعة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وما يمكن ان يسببه نظام صدا حسين من خطر كبير على الامن داخل الولايات المتحدة عبر دعم الجماعات المتطرفة ومدها بالاسلحة الكيمياوية او البيلوجية الامر الذي جعل من الرئيس بوش يحظى بدعم وتاييد شريحة واسعة داخل المجتمع الامريكي وكان ما كان . الا ان الحال تغير خلال الانتخابات الرئاسية عام في يناير عام الفين وخمسة عندما فاز بوش بفارق ضئيل  عن منافسه جونكيري عن الحزب الديمقراطي , اما اسباب الفوز فكانت وطبقا لا ستطلاع للرأي اجرته وكالة الاسوشييتد بريس في حينها هو ان المواطن الاميركي كان لازال يضع ملف العراق والارهاب الدولي بمثابة البوصلة القادرة على توجيه ورقة الاقتراع نحو الرئيس المقبل في حين حل الملف الاقتصادي ثانيا في جدول اهتماماته  .

فيما كانت نتائج انتخابات يناير 2009 بمثابة ضربة قاسية للحزب الجمهوري بعد ما مني بخسارة كبيرة في الانتخابات الرئاسية ليبزغ نجم الديمقراطي باراك اوباما كاول رئيس من اصول افريقية يتولى هذا المنصب وهي نتيجة متوقعة لسياسة بوش الخاطئة .

وخلال الانتخابات الاخيرة التي جرت في اسرائيل فانها اظهرت هي الاخرى ميول الناخب الاسرائيلي نحو الجناح اليميني الذي يترأسه نتنياهو في رد فعل على التيار الاسلامي المتشدد والمتمثل بحركة حماس في قطاع غزة , ولست هنا في معرض تبرير العمليات العسكرية التي شنها الجانب الاسرائيلي على غزة فهو بالتاكيد امر مستهجن ومرفوض جملة وتفصيلا الا انني اقول ان الشارع هو من يحدد هوية حكومته باسلوب ديمقراطي بعيد عن عمليات التزوير او التسويف كحال الانظمة الدكتاتورية التي ابتليت بها شعوبنا عندما تحاول ان تسوق انظمتها بشكل ممجوج ومالوف في البلدان العربية وعلى قاعدة الفوز الكاسح بنسبة 99 %  .

للاسف اقول ان اغلب الانظمة العربية ما زالت تتعامل مع شعوبها بعقلية مخابراتية تغيب ارادة المواطن العربي المزكوم برائحة ملوكه ورؤساءه الذين تعفن قفاهم من كثرة تشبثهم بكراسي الحكم .

وخلاصة القول فقد يكون الانسب للعقلية العربية ان تتوجه نحو بناء بيتها الداخلي قبل الشروع في كيل الاتهامات الى الاخرين في محاولة للهروب من حالة اليأس التي اصابته في امكانية احداث تغيير فعلي في نمطية الحكم داخل الانظمة العربية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com