كامل شياع .. الدم المضاع

محمد علي محيي الدين
abu.zahid1@yahoo.com

نشرت طريق الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي افتتاحية أوردت فيها الكثير من الملابسات التي أحاطت باغتيال شهيد الثقافة العراقية المفكر المبدع كامل شياع وما توصلت إليه التحقيقات بصدد اغتياله من قبل العصابات الإجرامية المدعومة من الخارج ،وبين المقال بطء التحقيق ومحاولات البعض إسدال الستار على خلفياته لتمييع القضية أسوة بالقضايا المماثلة التي راح ضحيتها الكثير من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي والتي لم تكلف الحكومة العراقية نفسها عناء التحقيق فيها وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل.

فأين هي نتائج التحقيق في اغتيال عضو المكتب السياسي وضاح حسن عبد الأمير عضو الجمعية الوطنية وشهيد القضية العراقية وأسد كردستان الذي طوق جيد الكورد بإعماله الباهرة في العمليات القتالية في كردستان عندما قاد فصائل الأنصار الباسلة في معاركها لإسقاط النظام المقبور ،وترك في كل سفح وواد آثار لا زلت غرة في جبين الكفاح المسلح للعراقيين،فقد تناساه الجميع وأسدل الستار على اغتياله ولم نسمع مطالبة بتحقيق أو معرفة نتائج،(ومحد ابد شالته الغيره ،وظلوا الما عدهم عشيرة).

وعندما اختطف مستشار الجمعية الوطنية الرفيق الدجيلي أنهد الرفاق والأصدقاء والشرفاء لمعرفة مصيره ومطالبة الحكومة السورية بكشف ملابسات اختطافه ولكن ما من مجيب فقد صمت أسماعها عن نداء داعي الحق ولا زال مصيره مجهولا من رفاق الغدر السوري ومافيات العصابات الإجرامية التي تعمل لإنهاء كل ما هو شريف،ولم اسمع للحكومة العراقية موقفا واضحا من الأمر في الوقت الذي تراكض أزلام السلطة لإنقاذ مختطفة بريطانية أو سري لانكية متناسين رفيق النضال واحد رجال المعارضة والمشاركين بالعملية السياسية التي لم نجني منها ما جنا الآخرون فكان لنا التراب ولهم الذهب التيزاب .

وقامت عصابات داعرة من بقايا السنافرة بقتل رفاق الحزب الشيوعي في مدينة الثورة وإحراق مقر الناصرية ولم تجشم السلطة الوطنية نفسها عناء التحقيق وسجلت القضايا ضد مجهول رغم المعرفة الكاملة بالأيادي القذرة التي قامت بهذا العمل الجبان.

وكثيرة هي الأمثلة التي لا يسع المجال لإيرادها من أعمال جبانة قامت بها جهات معروفة لها اجنداتها الخارجية المفضوحة ولكن ما من لسان نطق أو بيت احترق ولم نسمع برد فاعل يناسب الحدث ليكون رادعا لهؤلاء المخانيث الذين تقاسموا الفيء وهيمنوا على كل شيء ،فهل تبقى الأيدي مغلولة أم يكون الرد الحاسم جزاءا وفاقا لهؤلاء المتنمرين،والى متى السكوت عن المهازل التي تجري في العراق الجديد ونحن نحاول التغاضي عن الأخطاء التي تجاوزت الحدود أليس الأولى بنا أن نقول كلمة الحق ونضع النقاط على الحروف ليعرف الشعب حقيقة ما يجري من وراء الستار.

الم يكن الحزب راعيا للعملية السياسية ومساهما فاعلا فيها ومحاولا تجنيبها المزالق والمهاوي يقدم النصح ويرشد إلى الطريق السليم.

أما آن لهذا الفارس أن يقولها كلمة تغني عن ألف ويلقي حبلها على غاربها ليعرف الآخرون إن في السويدا رجال.

وهل نبقى نعتصم بالهمسات بدلا من أن نعلنها غضبة مضرية تشعل أوار النقمة على أشباه الرجال.

لقد وصل السيل الزبى وجاوز الحزام الطبين وما عاد السكوت لائقا بنا نحن الذين علمنا الناس كيف تكون مظلوما فتنتصر وتقتص من الظالم وتقطع اليد الموغلة بالجريمة فإذا كان السكوت من فضة فأن الكلام من ذهب .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com