|
الشعب العربي والياباني
جهاد علاونة هل تعلموا أن إمكانيات الأراضي الأردنية َهي أقوى بكثيرٍ من إمكانيات اليابان ,جملة ً وتفصيلا. وأكبر وادي سلكون في العالم مو جودٌ بين الأردن وإسرائيل وهو ثاني أكبر مورد سلكون بعد أمريكيا .. ولا يوجد وادٍ مثله في العالم ,ما عدى الذي ذُكر. وكذلك الفوسفات الأردني ..والزيت الصخري الأردني , إن الأردن دولة أغنى وأقوى من اليابان بكثيرٍ وكثير ْ. ولكن إمكانيات الشعب الأردني غارقة ٌ في الصفر ما دون المِأوي, وكل 3 دقائق تنتجُ اليابان سيارة ً , وكل دقيقة واحدة ًٍ تنتج ُ الشعوب ُ العربية َ دِكتاتوراً جَديداً . وإمكانيات 1000عامل عربي محلي الصنع , لا تعادل قوتها الشرائية عامل أجنبي وافد , فالعُمالُ الأجانبُ أيضا ً يبتزون العُمّالَ المحليي الصُنع. نعمْ,حتى سوريا أيضا ً إمكانياتُها أقوى وأكثرُ بكثير ٍ من إمكانيات اليابان , يابان هيرو هيتو , أضعف بكثير من عراق الشيوعيين أوالبعثيين , ويابان هيرو هيتو أضعف بكثير ٍ من إمكانيات الأراضي العربية من الخليج إلى المُحيط. ولكن إمكانيات الشعب الأردني لا تعادل إمكانيات قرية ً صغيرة في اليابان . إذن الشعوب العربية هي المهزومة , وهزيمتها بسبب موآمرة تقودها وتديرها أجهزة خفية ٌ, ليلا ً ونهاراً وسراً وعلانية ً. واليابان الذي عصفت به قنبلتان نوويتان ما زال مستوى تفكير شعوبه أقوى من مستوى تفكير شعوب ٍ لم تضربه غير قنابل الحكم المستبدة بالإنسان العربي . وليست اليابان , فخذ مثلا ً : هولندا, أيهما أقوى من حيث المواد الخام ؟. هولندا أم البحرين ؟ أو الكويت , أو اليمن ؟ أيهما أقوى من حيث الإمكانيات : إسرائيل ؟ أم السعودية ؟ مسكين الشعب الأردني , ومسكين ٌ أيضا ً الشعب العربي كلهُ: لو حمل السلم بالعرض أو بالطول , النظام السياسي ما بدهوش إياه . والمثقفون والعُمالُ هم ُ الضحايا الأوائلُ اذين يقع الظلم ُ والإجحافُ بحقهم , فالعمالُ والمثقفون همُ من نفس فئة الطبقة الكادحة الأردنية . إنني أكاد أن أجزم بأن مستقبل الأردنيين والعرب سيكونُ في الحزبِ الشيوعي حتى ولو لم يبقى شيوعيا ً واحدا ً في روسيا . لأن غالبية الأردنيين اليوم_ والعربْ_ من طبقة البروليتاريا الكادحة , وهنالك موآمرة تُدار ُ على المواطن الأردني والعربي , وعلى العمال بالذات . فالأردن يستورد سنويا ً أكثر من 1 مليون عامل أجنبي وفي الأردن ما يقربُ من 2 مليون عامل عاطل عن العمل وكذلك معظم ُ الدول ُ العربية ُ.. فما تفسيركُمْ لذلك ؟ ما وجهة نظركم في حكومة تستورد اليد العاملة من الخارج ولديها في الداخل بطالة ؟ إن كنتم لا تعرفون فأنا سأقول ُ لكم : يستورد ُ الأردن والدول العربية العمال من خارج أراضيها من أجل إضعاف العامل االمحلي الصنع , فحين يكثر ُ العرض ويقل الطلب يصبح العامل ضعيفا ً وتبعاً لرب ْ العمل , وذليلاً وخانعا ً له . ويشترك النظام الأردني في هذه الموآمرة مع دول الجوار العربية َ التي أيضا ً من الصعب أن تستقبل اليد العاملة الأردنية , وتستقبلُ عوضا ً عنها اليد العاملة الهندية والبنغالية والسنغالية , في عموم أرجاء الخليج العربي . إن إهدار كرامة المواطن العربي وإضعافه هي موآمرة تديرها أجهزة حكومية , لها قدرة في التحكم بالإقتصاد والسياسة . مشكلة النظام السياسي الأردني هي نفس مشكلته الإجتماعية , وهي نفس مشكلة الدول الشقيقة , وفعلا ً كل العرب إخوان وأشقلء , فهم أبناءُ دكتاتورٍ واحد . وإذا إستمر الوضع على هذه الحال فإنني أتوقع ُ أن يتولد العنف في الشارع السياسي الأردني , لأنه لم يعد هنالك شيئا ً مخبوءاً , (كلشي صار على المكشوفْ). فهذا النظامُ لا يريدُ أحدا ً معه يشاركه في صناعة القرار , ويكادُ أن يتنصل من القضية الفلسطينية لنفس الأسباب التي تتنصلُ منها كلُ دول الجوار مع إختلاف بين وبسيط ,وهو أن الفلسطينيين متعودون على تداول السلطة وإذا ما وقعوا في حوزته وتحت حكمه فهذا لا يعني أن يبقى الشعب الفلسطيني محكوما ً ومقموعا ً لأنه بعد فترة سيطالب أجهزة الدولة والحكومة بتداول السلطة . النظام السياسي العربي تتدخل أجهزته الأمنية في كل مفاصل الحياة وبكل الأعصاب المتحكمة بمؤسساته الرجعية , وهو لا يريدُ لهذه الأعصاب أن تنبتَ في جسدٍ حديث بل يريدها أن تبقى هكذا في أجساد ٍ مًيْتَةٍ, إن النظام السياسي االعربي لا يريدُ أيضا ً شعبا ً مدنيا ً ولا أحزاب سياسية تنبثقُ عنها مؤسسات مجتمع ٍ مدنية ٍ , إنه يكره الحزب ووجوده . إن هذا الشكل من الحكم ليس بعيدا ً عن كل الحكومات والأنظمة السياسية العربية , إن النظام السياسي العربي في أي دولة ٍ عربية ٍ هو الأخ الشقيقُ لأكثر من نظام عربي قمعي وإستبدادي تتدخل ُ به الأجهزة الأمنية بكافة مفاصل المجتمع الأردني . أكلوا البلد إهل الشمال , وأهالي الشمال من أردنيين وفلسطينيين يقولون , يا عمي هاي البلد لأهل الجنوب مش لينا . والمشكلة ُ كل ُ المشكلة ُ في غياب التنمية الشاملة , وامؤسسات المجتمع المدنية وبلقاء الرجعية على حالها قوية وعزيزة على العرب . وفي الواقع لا الفلسطينيين ولا الأردنيين ولا الشماليين ولا الجنوبيين , (ماخذين في الأردن حقهم ), بل هنالك دوائر مغلقة تديرها أجهزة سرية هي التي تتمتع بحقوق المواطن. فالشماليون والجنوبيون والفلسطينيون والأردنيون كلهم مضطهدون . ولكن لماذا ؟ أولا ً : معظم الأردنيين _والعرب_الذين ينتمون لتيارات سياسية هجينة وهشة يأخذون نصيبا وحظا ً أفضل ُ من الذين ينتمون لتيارات فكرية سياسية أو إجتماعية قوية ً , ومعظم الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون أصبحوا في العشر سنوات الأخيرة مليارديرات , بدون سابق إنذار ومعنى هذا , أن عملية إمتلاك الثروة هي عملية إنتقائية , ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا بها ثمنا ً قليلاً ...بعكس اليابان الذين يقولون : هذه من عند المصانع .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |