الأنتفاضة العراقية الشعبانية بداية النهاية للطغاة في العراق

 

رزاق الكيتب

candid2004@hotmail.com

بعد الأعلان عن توقف إطلاق النار مابين العراق وإيران صيف عام 1988 ,والتي دامت اكثر من ثلاثة ألاف يوما من الدمار والقتل والتهجير والتركة الثقيلة لكى البلدين من جراء الأعتداء على دول الجوار من قبل المشنوق صدام وزمره اللعينة ,عاد وبعد مرور أقل من عام على توقف الحرب مع إيران ليحتل دولة جارة أخرى الكويت.وبعد تدخل الدول العربية لأقناع المشنوق صدام بالخروج من دولة الكويت رفض كل ذلك بعد ما تدخلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ودول أخرى أيضا رفض الخروج وكانت النتيجة تدميرا كاملا للجيش العراقي من قبل دول الأئتلاف وبدء القصف للمدن والمنشأت العراقية ولكل البنية التحتية للعراق من بشر وبناء وغيره!سياسة المقبور إتضحت للعالم بأسره حيث بدءها بقتل العلماء والمثقفين والأبرياء من الشعب العراقي بدء توليه السلطة في نهاية 1979 حتى عام 2003 بعد ما تدخل العالم وخلص الشعب العراقي من الجرثومة القاتلة له. الشعب والجيش العراقيين قد سئما مثل هذه السياسة الجوفاء والمعادية من قبل اللانظام المباد, حيث بعد ما أخرجوه من الكويت وأنسحب الجيش العراقي تحت نيران دول التحالف بدء الجيش العراقي يتذمر مما حصل عليه بسبب قيادته الغير شرعية وقد انتفضوا الجميع وكانت البداية من سفوان عندما رشقوا صور المشنوق بالحجر والأحذية إنضم الشعب العراقي مع إخوانهم من الجيش وكانت البداية ,حيث أمتدت الأنتفاضة المباركة الى داخل مدن البصرة الفيحاء والى محافظات العراق وقد اسقطوا اربعة عشر محافظة عراقية ماعدى اربعة محافظات والسبب معروف للجميع!نعم كانت إنتفاضة عظيمة وعفوية بمعنى الكلمة !حيث لم تكن منتظمة ومخطط لها من قبل وهي ليست ثورة ولابد الأشارة هنا الى أن هناك فرق مابين الأنتفاضة والثورة ,حيث أسلفت وذكرت بأنها إنتفاضة شعبية أشترك بها الجميع ولم يشترك بها الا القليل جدا ,لن ولم يشترك في الأنتفاضة عامل خارجي كما يدعي البعض ممن أستفاد من أسم الأنتفاضة وقد وصل الى ما هو عليه الأن من منصب وأصحاب الأنتفاضة الحقيقيون أما في الخارج الأن و منذ ذلك التأريخ ,أو مهمشين من قبل أطراف عديدة للأسف. يؤسفني ويحزنني عندما أسمع من بعض إخواننا العراقيين بأن يحسبوننا نحن لسنا مثل ما هو موجود في داخل العراق ويذهب البعض للأسف بأننا تركنا العراق للسياحة والعمل !! كلا نحن إنتفضنا وقدمنا الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن , ولا زلنا نعيش اجساداً في المهجر وشعورا وإحساسا مع شعبنا المقهور, وقد قام اللانظام بإعدام أهلنا وشعبنا البريء وقد شاهد العالم محاكمة أزلام النظام حول ما قام به من إعدامات بعد فشل الأنتفاضة المباركة. بودي أن أنقل للقاريء الكريم صورة رائعة من داخل أحد مدن العراق وبأختصار ألا وهي مدينة الرميثة ,حيث عشنا اكثر من ثلاثة أسابيع أحرارا بعد ما هزمنا الصداميون والمجرمون من مدينتنا حيث كانت الأجواء هادئة وقد خصصنا رواتب لكل أصناف الجيش وقد أمنا البريد والبلدية ومصرف الرافدين وغيرها من الدوائر الحكومية تعمل بكل أنسيابية كما كانت,لن تحدث في الرميثة حادثة واحدة تذكر من قتل حيث كانت المدينة تسودها علاقات حميمة جدا وأحترامات وتقاليد عشائرية كل هذه الأسباب جعلت من مدينة الرميثة مثالا يحذى بها و بجهود الخيريين من أهالي الرميثة أمثال المرحوم الشيخ ياسين الرميثي والسيد صالح الشرع وكل من الشهداء الحاج موسى الجوهر والشقيقن محمود و محمد الكيتب والسيد نعمة شبر والبطل الرائد حميد علوان أبو أسامة الذي استشهد في النجف الأشرف على يد الجيش العراقي وكثيريون من النجباء والمخلصين لله والوطن.

في الحقيقة من أهم أسباب فشل الأنتفاضة وإن نجحت مستقبلاً هي ,أولا تدخل بعض الدول العربية من أنجاح الأنتفاضة بحجة أنها كانت شيعية ,ثانيا الكثير من المنتفضين رفعوا شعارات وصور لرموز دينية شيعية مما أثار خوف دول الجوار,ثالثا عدم دعمها من قبل أخواننا في العاصمة بغداد,ثالثا من كانوا مستفيدين من اللانظام لم يقفوا مع الأغلبية الساحقة من المنتفضين وبالتالي ليس من حق المشنوق يحكم شعب انتفض عليه, رابعا القرار الأمركي بوقف الزحف نحو بغداد وعلى اثره استقال قائد القوات الأمريكية شوارزكوف بعد تلقي الأوامر من حكومته ! وهناك أسباب كثيرة يعتذر ذكرها لأسباب كثيرة منها للمصلحة العراقية العليا كما يرى الكاتب.هناك أكثر من ستين الف عراقي هاجر الى دول الجوار ,وقد لجؤوا الكثير منهم الى المملكة العربية السعودية وإيران والكويت وتركيا وسوريا ,حيث بعد مرور عامين بدأت المنظمات تنهال على معسكر رفحاء والأرطاوية حيث الكثير منا وافق على اللجوء بسبب تعامل السلطات السعودية وظروف كثيرة منها السكن والحالة النفسية التي كنا نعاني كثيرا.وبعد مرور عام على وجودنا في العالم كنا نخرج مظاهرات تندد باللانظام البائد ونتحدث للصحافة والمنظمات الدولية ونكتب لفضح كل سياسة المشنوق وكنا نحصل على صور ومستمسكات ندين بها سياسة المشنوق ,وبالتالي أدرك العالم خطورة الطاغي على الشعب العراقي وجاء وقت التغيير في 09042004 .نعم هناك دروس وعبر والحياة مدرسة كبيرة علينا أن نتعلم منها وأن نصحح أخطائنا لكي نبني عراقا واحدا مستقرا وندعم كل من يريد له الخير وعاش العراق حرا أبيا قويا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com