ابن العلقمي .. 4

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

تساؤلات: و85عاما على زوال الخلافة (العثمانية).. حقائق ..وابن العلقمي ..؟

وفي العصر الحديث يشن امام السنة الشيخ محمد عبدة حربا شعواء على اولئك الخلفاء الذين سخروا الدين لمطامعهم ونزواتهم  بقوله :( ان الايمان بالله  يرفع الخضوع والاستعباد للرؤساء الذين استذلوا البشر  بالسلطة الدينية  وهي دعوى القداسة والوساطة عند الله ودعوى التشريع  والقول على الله  بدون اذن الله  او السلطة الدنيوية وهي سلطة الملك والاستبداد  فالمؤمن لايرضى ان يكون عبدا لبشر مثله )الاعمال الكاملة ج3 ص430

 ويبين دور الرسول(ص) في الامة بقوله: (ان الرسول (ص) كان مبلغا مذكرا لامهيمنا ولا مسيطرا وليس لمسلم مهما علا  كعبه في الاسلام على اخر مهما انحطت  منزلته الا حق النصح والارشاد )يؤكد عبده على احقية دورالامة في خلع وتنصيب الحاكم لقطع دابر استبداد الخلفاء :(والامة هي صاحبة الحق في السيطرة على  الحاكم وهي تخلعه متى رات ذلك في مصلحتها فهو حاكم  مدني من جميع الوجوه) المرجع السابق ج3 ص85

ويواكب هذا المنهج  المفكر المصلح السني الشيخ الكواكبي بشن هجوم لاذع على الحكام المتفرعنين  فيقول :( فلايوجد في الاسلام نفوذ ديني مطلق في غير مسائل اقامة شعائر الدين)طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ص39 وقد ضمن العلامة الكواكبي افكاره التي تصب بالتنديد والاستنكار لمقام الخليفة في (طبائع الاستبداد ) و(ام القرى).

كما كانت بادرة الشيخ علي عبد الرزاق السني جريئة وفريدة بتسفيه الخلافة وقداسة الخليفة في كتابه (الاسلام واصول الحكم) الذي صدر في سنة 1925 ميلادية التي طرح فيها ممارسات نظام الخلافة  (مدرسة السقيفة) ويرى الشيخ علي عبد الرزاق ان كلا من الحاكم والحكومة والقضاء والادارة ومراكز الدولة هي  جميعا :( خطط دنيويه صرفه لا شان للدين بها. فهو لم  يعرفها ولم ينكرها ولا امر بها ولا نهى عنها وانما تركها لنا لنرجع فيها الى احكام العقل وتجارب الامم وقواعد السياسة )وقد وذهب عبد الرزاق الى ابعد من ذلك بتفنيد نظرية الخلافة ببصيرة وموضوعيه الباحث حول ماقيل قداسة الخلافةوالخلاف حولها وعن شهوة الحكم  التي تسلطت على الخلفاء حتى جعلت ( الخلافة )لاتقوم الا على القهر والظلم :( واذا كان في الحياة الدنيا  شيء  يدفع  المرء  الى  الاستبداد  والظلم  ويسهل  عليه العدوان والبغي  فهو مقام الخليفة وقد رايت انه اشهى ما تتعلق  به النفوس وا هم ما تغار عليه  واذا اجتمع الحب البالغ  وامدته القوة البالغة فلا شىء الا العسف ولا حكم الا السيف )الاسلام واصول الحكم ص ..وشن الشيخ على عبد الرزاق هجوما عنيفا على فكرة الخلافة كنظام  سياسي في الحكم ونفي وجود سنة  لها من القران او سنة النبي (ص)  وندد بدورها في التاريخ الاسلامي مؤكدا: ( ان شعائر الله  تعالى  ومظاهر  دينه  الكريم  لا تتوقف على ذلك  النوع  من الحكومة الذي  يسميها الفقهاء خلافة واولئك  الذين يسميهم  الناس خلفاء  فليس من  حاجة  الى تلك الخلافة لامور ديننا  ولا لامور  دنيانا  ولو شئنا لقلنا اكثر من ذلك فانما  كانت الخلافه و لم تزل  نكبة على الاسلام  المسلمين ينبوع  شر وفساد )ص10  كما وتعرض لجبروت الخلفاء  قائلا :(وان التاريخ لا يذكر لنا خليفةالا واقترن في اذهاننا  بتلك الرهبة المسلحه  التي تحوطه والقوة القاهرة التي  تظله والسيوف المصلته التي  تذود عنه ويردف قائلا:( ان التاريخ الاسلامي لا يكاد يعرف خليفة الا عليه خارج ولا جيل من الاجيال مضي دون  ان نشاهد مصرعا من مصارع الخلفاء وانه على الرغم من ان الخلافة- من الناحية النظرية تقوم عند المسلمين على اساس  البيعة الاختيارية الا انها من الواقع لم ترتكز الا على اساس القوة والرهبة وحد السيف ...)ويتابع الشيخ عبد الرزاق :( ان المسلمين ليست بهم حاجة الى تلك الخلافة وان ينزه الله سبحانه وتعالى  عن ان يجعل صلاح المسلمين وفسادهم رهنا بالخلافة او تحت رحمة الخلفاء وانما ترك  الله للمسلمين الحرية في اختيار النظم السياسية التي  تهدي اليها عقولهم وعلومهم ومصالحهم ) ..وهذه شذرات من طعون أئمة السنة وعلمائهم ومفكريهم بخلافة السقيفة .وفي خضم بحوث مشايخ مدرسة السقيفة ولم نعثر لابن العلقمي كلام طعن قط فيها. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com