الملا عبد المحمد النجفي نجومية اجتماعية محببة عبد الاله الصائغ الفرزة الاولى  .. 1878 - 1969

 

 

ذياب مهدي ال غلام

thiab11@yahoo.com

اسهم في هذه الفرزة متفضلين الاساتذة وحسب ورود ديباجة كل منهم : فرزدق زهير زاهد وحيدر التميمي وذياب مهدي آل غلام .

استاذ الجيل وشيخ النقاد وصاحب القلم الجميل كذوقك الاخاذ الدكتور الصائغ تحية العشاق وقبلات المشتاق على قدر الفراق وعلى طول وعرض العراق المبتلى دائما بالرفاق طبعا لااقصد السجع فلست سجاعا ولا شاعرا لكني احب الشعراء الغاوين منهم والمؤمنين معا لانهم التضاد الذي اميز في فضائه جدلية الخير والشر والحكمة والخرافة التي لاتزال تختلط في بلدي كما يختلط ماء دجلة بدماء ضحايا الارهاب والتطرف الملا عبد المحمد فنحن نسعى الى ان نجد اكثر من كاتب يتحدث عن اسراره غير المعروفة في ندوة نقيمها بمنتدانا في النجف وسارسل لك الوقائع كاملة.

الاستاذ عبد الاله الصائغ

مر زمان طويل وانا احبك كما كنت اعتقد من طرف واحد ويوم سالني الدكتور ابراهيم الجعفري عنك و كنت مستشاره لشؤؤن التعليم العالي سمع مني قصيدة غزل فيه وفيك فكان موقفه المشرف ذاك هديتي التي لا ازال اعتز بها!

دع روحك الشفافة تمرح مع جنوني وانا اسرد لك ان ليال طويلة كنت اسمع حكايات عشق لك من السيد محمد حسن الطالقاني واعتزازه بك! . لقد كان رحمه الله يحبك ويحكي عنك الكثيرمن السجايا ايها الحاضر في الوجدان اما عبد المحمد فنحن نسعى الى ان نجد اكثر من واحد يتحدث عن اسراره غير المعروفة في ندوة نقيمها في منتدانا في النجف وسارسل لك الوقائع كاملة، دمت عزيزا حبيبا ذواقا ليبراليا يسكرك الجمال والوفاء وتستنهض قواك شهامة الهاشمي النقي دمت عزيزا حبيبا ذواقا ليبراليا يسكرك الجمال والوفاء وتستنهض قواك شهامة الهاشمي النقي

اخوكم أ . د. عبد الامير كاظم زاهد

النجف الاشرف

مدخل :

هل ثمة غرابة في ان ترصد فرزاتنا النجفية العلماني هادي مواش والروحاني محمد رضا المظفر ؟ وما القاسم المشترك فيما نختاره ونصبو اليه ؟! هل ثمة غلط منهجي ونحن تجمع بين سوق اليهود وسوق الكتب!؟ وحتى لا نستطرد سوف نبادر الى القول ان الجامع بين هذا وذاك وهذه وتلك هو القاسم الحضاري المشترك! والحضارة كما وفق ادورد تايلور هي الكل المعقد من الرغبات والرهبات والحرف والفنون والمعتقدات والتقاليد وكل ما يمنع الانسان من التلف! اذن الحضارة ليست مقصورة على ايماناتك ومحظورة على ايمانات غريمك! والديموقراطية وفق ألفرد إيمانويل ليست حريتك اولا وحرية غريمك ثانيا! العكس هو ما تصبو اليه الديموقراطية! نحن في فرزاتنا نحتاج الى تظهير رجل الدين المتنور كما نحتاج الى تاشير رجل الدنيا المتنور! واحيانا وفي اختلاط الاوراق وسيادة الكذب على المخلوق والخالق باسم الدين تكون حاجتنا الى خطاب رجل الدين المتنور قبل حاجتنا الى رجل الدنيا المتنور! والحق ان العقل يدعونا الى تكريس الحياة وعدم الانجرار وراء مزاعم انها السبيل الى الفناء وان اعدامها مؤد الى الفردوس! ان الدين هذه الايام لم يعد لله كما لم يعد الوطن للجميع فقد اصبح الدين اللون السائد العام لحياتنا هذه واضحى الوطن اللون المغرق في الخصوصية والمحاصصة! وهكذا نجد الفرزات التي تعبق بالفكر الديني التنويري جديرة بالتكريس وفي هذه الاشارة ما يكفي اللبيب!

الملا عبد المحمد -------------------------------------------------------------------------------

حين نعي الملا عبد المحمد الى الدكتور الشيخ احمد الوائلي وضع وجهه بين كفيه واجهش بالبكاء! ويقول ناقل النعي السيد الدكتور حسين مجيد المرعب وهو صديق الوائلي وتربه ( والله لم ار الشيخ الوائلي باكيا منتحبا جزوعا كمثل يوم انهيت اليه وفاة شيخه عبد المحمد وكان يردد انا لله وانا اليه راجعون اللهم لا تبغضني اليك كيف لايجزع ابن لموت ابيه كيف لايتلوع تلميذ رزء بفقد معلمه ؟! انا لله وانا اليه راجعون ) .

وفي مجلس رثاء الشيخ عبد المحمد نادى عريف الحفل على الشيخ احمد الوائلي وقد جاء دوره في الرثاء! فنهض الوائلي مرتجفا! محمر العينين وكان يبدو عليه المرض من جهة صفرة الوجه وشرخ الحنجرة! وقف الوائلي متلعثما وهو عميد الخطباء! وبكى وهو يقول رب لا اعتراض على حكمك ولكن لو كان من احد يفدى لفديت شيخي عبد المحمد بروحي وانشد الوائلي وسط ذهول الناس قصيدة رثاء في الملا عبد المحمد :

لك مهما طال الزمان وأبعـدْ صورة في خيالنـا لا تُبـدّدْ

قسماتٌ فيها شحوب وحـزنٌ وجبين من السجـود مُسجّـدْ

وجفـونٌ تقرّحـتْ وليالـي المتّقين الأبرار جفن مُسهّـدْ

وزفيرٌ فـي آهـة ودمـوعٌ في مصاب ابن فاطم ليس تنفدْ

كلّ هذا عبدَ المحمّد ذُخـرٌ أنتَ فيه على المـدى تتجـدّدْ

وسيحييك كلّما هـلّ عاشـو رُ صدىً في نواح آل محمّـدْ

وهديرُ الصوت الأجشّ ونبرٌ كم لآل النبـيّ نـاحَ وغـرّدْ

شُدَّ منه يوم السرائر تُبلَـى ساعة الحشر والجوارح تشهدْ

وتقبّل هـذي المشاعـر والإ كبار من خادم المنابر أحمـدْ

في اربعينات القرن العشرين كانت النجف الاشرف في عاشوراء مسرحا ترى من خلاله افانين التعبير عن عشق الفضيلة والحرية والمروءة وكلها متجلية في سيد الشهداء وابن الشهداء وابو الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام! وكانت ايام عاشوراء وطقوسه اشد ما يؤرق بهجت العطية مسؤول مؤسسة الشعبة الخاصة ذات السمعة المرعبة الرهيبة في العهد الملكي! كنت ترى اعلام العراق بملابس الحداد كمثل الشيخ محسن شلاش والشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ علي الشرقي والدكتور عبد الرزاق محي الدين والدكتور حسين امين والدكتور مصطفى جواد وعبد الرزاق الحسني وعلي الوردي وجعفر الخليلي واعلاما آخرين لا يقلون اهمية عمن ذكرناهم ولكن الاسماء للمثال وليس للاحصاء! وكان للنجفيين وضيوفهم الاختيار بين اساطين المجالس من خطباء ورواديد! هنا مجلس كاظم القابجي وعشاقه وهناك مجلس عبد الرضا ابو حس الذهب ومريدوه وهناك وهناك من الخطباء والرواديد العشرات ولكن مجلسا يقرأ فيه الملا عبد المحمد يتمحور حوله عموم الناس ونخبتهم! يجلسون مصغين ويصغون منبهرين! ويا طالما اشتد النقاش واحتد بين الفرقاء عن سر جاذبية عبد المحمد وكارزماه المتجددة! نفر يقول جاذبيته في ذكائه الحاد فهو يعرف جمهوره وما يناسبه ونفر يقول بل مصداقيته التي تتجلى في كل حركاته وسكناته وثالث يقول بل بساطة هذا الرجل وتلقائيته! ورابع ميال للتفسير الغيبي فيذكر شواهد من كرامات عبد المحمد! لكن عبد المحمد لم يفكر اطلاقا بجذب الناس او التودد اليهم! كان احد اثنين في النجف لايقبضون اجورا على قراءاتهم وهما عبد المحمد والشيخ الطريحي ويسمونه الوقف! بل ان مبلغا طائلا قدمه سلطان امين كرماشة كهدية لكي يشتري بيتا يليق به ويؤثثه وينفق منه على نفسه وعياله فاعتذر عن قبوله بلهجة حازمة صارمة وحين الح عليه الاستاذ كرماشة بكى عبد المحمد وقال اني نذرت ان لا اقبض عن جهدي في خدمة الحسين فهل تريدني ان اهدر نذري!! ويصف الشيخ الدكتور عباس الترجمان شخصية استاذه فيقول( ... وكان الشيخ عبد المحمّد رضوان الله عليه طويل القامة ، ذا صوت جهوريّ ، ولحية بيضاء ، نحيف الجسم ، قويّ الإرادة ، صلب العقيدة جريئاً ، يتحمّل في سبيل نصرة الدين وخدمة أهل البيت (عليهم السلام) أنواع الأذى والمشاق ، ولا يكفّ عن خدمته ، وكان شجاعاً مقدماً ، له مواقف تدلّ على شجاعته وإقدامه . إ . هـ ) شخصية عبد المحمد كانت مهوى الافئدة فهو في العزاء الذي يتصدره يمشي حافيا بقامته الطويلة الباسقة وثوبه الاسود العريض وصايته السوداء المتواضعة وعمة مميزة غالبا ما يخرج دونها مكتفيا بكوفية سوداء يجعلها نطاقا وكوفية سوداء ثانية يضعها على كتفه الايسر! وحين يصل موكبه الى موضعه المخصص يقف عبد المحمد صامتا مكتئبا فيصمت الناس فيخرج من جيب الصدر واحيانا الصفحة وريقة فيها شعر حسيني من نظمه هو! وكانت عيناه الصغيرتان لاتساعدانه على القراءة فيكتب الكلمات بحروف كبيرة ويدني الورقة من عينه اليسرى حد الملامسة! واذا قرأ عبد المحمد وجدت الناس رجلا ونساء منذهلين بتوليده للجمل والصور! فتخشع القلوب وتدمع العيون في نشيج جمعي قل نظيره! كنت وانا طفل مأخوذا بعبد المحمد وانا صبي كنت مبهورا به! فاذا كبرت واشتد عودي بات عبد المحمد شطرا مهما من ذاكرتي النجفية! ولقد ذكرني الاستاذ فرزدق زهير زاهد في 12 مارج آذار 2009 خلال زيارته لبيتي بالشيخ الفذ عبد المحمد وبعض الطرائف التي تتمحور حول اصراره على تعليق محبرة قديمة على حزامه تختزن حبر الوسمة الخالص السواد مع قلم خط يضعه على اذنه اليمنى فإذا قيل له اعد تعبيرا عن اعجاب السامعين له استل القلم من اذنه واغمسه في المحبرة بطريقة فنية حاذقة وكتب ملاحظة على المقطع الذي اعجب الناس! واذا عنت له فكرة جديدة دونها دون ان ينقطع عن القراءة! واذا رأى ان يستبدل كلمة بأخرى فلن يتوانى عن استبدالها فورا! وهذه المزية لم تعرفها مدينة النجف على شساعة تاريخها وغماقة ذاكرتها خطيبا يفعل فعل عبد المحمد ولقد كان هذا الشيخ المشهورنسيج وحده كما يقال! وحقا نبهني الاستاذ فرزدق على اصرار الشيخ على حمل المحبرة معه في حله وترحاله! وكثيرا – والقول لفرزدق زاهد – كثيرا ما تلتقط عيناه الرهيفتان العشواءتان صورة امرأة نسيت انها خرجت من بيتها تتسوق فنسيت نفسها ووقفت مصغية بكل جوارحها لهذا الشيخ المهيب فينادي عليها بأبوة قل نظيرها : يامرة روحي تسوقي للبيت وعبد المحمد حي يرزق يمكنك ان تسمعيه في وقت ثان فتنصرف المراة مستجيبة لهذا الحنو وينصرف معها عدد من النسوة اللائي فعلن فعلها! وكنت الاحظ هذا الشيخ واقفا بقامته السامقة وثوبه المدلوع عند صدره بحيث ينعته عامة النجفيين ابو هدلة وينذرون له ولكنه لايتسلم اي نذر ولا هدية ولله في خلقه شؤون! كان يمسك ورقة القصيدة الطويلة بيده اليسرى ويلطم على صدره لطما خفيفا فيحذو المجلس حذوه فلا مسوغ للطم الشديد الذي يسلخ الجلد ويرشح الدم مازال الحسين الشهيد خالدا في الفردوس مع الصديقين والاولياء وفي طريقة الملا عبد المحمد في اللطم الرمزي الخفيف رسالة ثانية يبعثها للخطباء المتزيدين بعد الرسالة الاولى وهي كما مر بنا رفض الاجور مقابل جهده في سبيل احياء شعائر عاشوراء! واذا كنت قد تحدثت عن الشيخ الدكتور احمد الوائلي والسيد الدكتور مصطفى جمال الدين والشيخ المجدد صادق القاموسي والشاعر الرائد الحاج زاير والامام المتنور السيد ابو الحسن الموسوي والشاعر العذب عزيز السماوي والشاعر والمفكر شاكر السماوي والشاعرة المعجزة فدعة والشاعرة الشابة الواعدة فليحة حسن داخل والكاتب الظاهرة شمران الياسري والشاعر والمصلح صالح الظالمي! اذا كنت قد افضت الحديث عن مرجعية النجف وحوزتها واسواق النجف وايامها ومجالسها ومعلميها وشقاواتها ومخابيلها! اذا كنت قد استمرأت الوقوف عند اطلال المدارس النجفية الابتدائية فذلك حسن وايمن الحق وها قد آن الاوان وجاء دور الحبيب عبد المحمد كظاهرة نجفية لم تسبق ولم تلحق! ولنصغ الى استذكار الرادود والخطاط والمفكر الدكتور عباس الترجمان لشخصية الشيخ عبد المحمد ( ... منذ طفولتي ، حينما كنت أرتقي الأعواد منشداً مراثي أهل البيت (عليهم السلام) كان يطرق سمعي ذكر الشيخ عبد المحمّد الرادود، بشيء من الاحترام والتعظيم ، ثمّ أخذت أتابع مواقفه في الصحن العلويّ الشريف ـ مهما أمكنني ـ معجباً بجرأته الأدبيّة ، وصوته الجهوريّ ، وشدّته في ذات الله ، وشعره في نصرة النبيّ وآله المظلومين عليهم السلام ، وثباته ودأبه في هذا المجال ، في موارد الأفراح والأتراح ، وكان لا يترك مناسبة إسلاميّة إلاّ واحتفل بها ، أو تظاهر بموكبه موكب الشوشتريّة في النجف الأشرف ، كلّ ذلك تعظيماً لشعائر الله تعالى ، وكان بعيداً عن الرياء والسمعة والتشريفات ، والمنافسات التي لا ترضي الله ، ولا يهتمّ بكثرة ا لناس أو قلّتهم في مجلسه ، فكان يؤدّي ما يراه لازماً من الإحتفال بمواليد المعصومين ووفيّاتهم وكراماتهم (عليهم السلام) ، وكذلك كان يكرّم العلماء ويجلّهم بمسيرة موكبه في رحلتهم إلى دار البقاء .... والحديث عن المرحوم الشيخ عبد المحمّد طويل لا تضمّه هذه القصاصات ، وذو شجون أيضاً ، لأنّه تحمّل آلاماً كثيرة في سبيل خدمته ، وكان بالإضافة إلى إدارته هيئة «الشوشتريّة» ملتزماً بعقد مجلس في مسجد السهلة كلّ ليلة أربعاء عند مقام (مصلّى) الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه إ . هـ ،

وفاة الملا عبد المحمد ---------------------------------------------------------------------------

وحين بلغ به العمر والمرض العضال اشديهما لم يتقاعد عن مهماته التي اذاب عمره في سبيلها فاكتسب نجوميته دون ان يسعى اليها وكان يؤدي يقيناته ومجالسه وهو مقعد على كرسي بعجلات حتّى اختاره الله الى جواره في الثاني والعشرين من شهر صفر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة و ألف هـــ ، فحزن الناس في النجف وبعبارة ادق جزع النجفيون لرحيل هذا الرجل المبارك فسار في نعشه العلماء والطلبة والكسبة وتعطلت المدارس تلقائيا وليس رسميا بسبب اشتراك جماهير الطلبة كما تعطلت أسواق المدينة واعلن الحداد على رجل بسيط لايعرف اكثر من اسمي ابيه وجده!!

وقد رثاه تلميذه الدكتور عباس الترجمان وكان مغربا في ايران يذوب شوقا الى النجف واهاليها وطقوسها في الافراح والاتراح فكيف به وهو يتلقى رحيل شيخه عبد المحمد فقال فيه قصيدة وفاء نقتبس منها :

ما مات من يُرثى ويُحمـد في الناس يا عبد المحمّـد

فالذكـرُ بـاق لا يـزالُ على المدى والشخصُ يُفقَد

هـذي أكاليـلُ الشعـور على مزار الشعـر تُعقَـد

هـذي خمائـل فـكـرك الوقّـاد للـروّاد مقصـد

هـذي لئالئُـك اليتيـمـةُ أصبحـت للفكـر مشهـد

في الجوهر المنظوم إذ جيد الزمـان بهـا يُقلَّـد

قضيت عمـرك مخلصـاً متفانيـاً لبنـي محـمّـد

مـا ضـاع مـا كرّستَـهُ بولائهم والخيـر يُرصـد

! وغب تشييع كبير طاف بالجثمان الشريف في حنايا قبري الحسين والعباس عليهما السلام في كربلاء كانت جماهير النجف قد التحمت بجماهير المدن المفجوعة برحيل عبد المحمد واليافطات تشير الى مشاركة عدد من المدن بينها الكاظمية وسامراء وخانقين والديوانية وانتظمت الجماهير في تظاهرات تحاكي مواكب العزاء في عاشوراء ولكن دون لطم فالمجموعة الاولى كانت تنشد هذا المستهل :

جاك من الغري خادمـك يحسيـن

جاك من الغري خادمـك يحسيـن

من حماي جاره

بس گصده الزياره

جاك من الغري خادمـك يحسيـن

والمجموعة الثانية كانت مع هذا المستهل :

هذا الگضّه عمره إبخدمة الديـن

هذا الگضّه عمره إبخدمة الديـن

عنوانه وشعاره

دم دمعه التجـاره

هذا الگضّه عمره إبخدمة الديـن

بعدها استقر المشيعون في صحن روضة الامام علي وقبيل انزال جسده الشريف احتدم الحاج الخطيب والشاعر عبد الرسول محي الدين فبدأ مرثيته على هذا النحو :

هل هذا التشييع الفخم لعالم ربّاني ؟ الجواب لا

هل هو لزعيم أو شيخ من كبار شيوخ القبائل ؟ ثانية يكون الجواب لا

هل هذا التشييع لملك او امير ؟ الجواب لا ايضا

فلمن هذا التشييع ؟ ومن اجل من خرجت هذه المواكب؟

الجواب الوحيد هو ان هذا التشييع جاء إحتراماً وإكباراً وتقديراً لرجل نجفي بسيط أخلص في خدمته لسيّد الشهداء . إ . هــ

يقول الباحث التراثي الاستاذ حيدر التميمي القاطن في مشيغن ما يلي :

تحيات وكل عام وانتم الخير

هو الملا عبد المحمد بن الشيخ عبد علي الخطيب . الملقب بـ (الششتري ) المولود في نهاية القرن الثامن عشر (سنة الولادة غير معروفة) في مدينة النجف الاشرف في محلة (الحويش) . وكانت وفاته فيها سنة 1969هـ .

عاش وترعرع في بيت كان شأنه خدمة محمد واله . امتهن المرحوم الخدمة الشريفة كـ..مديحهم ورثائهم وذكر مأثرهم.. وهو في مقتبل العمر.

كان الملا عبد المحمد طويلا بعض الشئ مهابا وقرا ذو وجه مشرق ولحية بيضاء وعلى جبينه سيماء السجود ترتسم عليه علامات الحزن . عرف بدماثة اخلاقه وطيبته و ورعه . وكثيرا ما يحكى عن كرامته وعرفانه . وعند اهل النجف الاشرف ما يروى عنا الشي الكثير . كان يرتدي اللباس المعروف بـ ( الخدمة ) وهو لباس خدمة المراقد المقدسة عند اهل العراق عامة . المميز بوضع القلنسوة ( الكشيدة ) على الرأس . فيقال لمن يلبس ( الكشيدة ) بالـ ( المكشد ) ولعله لباس رجال الدين في مصر والمغرب العربي ايضا . وكان رحمه الله رادودا وشاعرا ومنسقا لطريقة الأداء المسمات بـ ( الردة ) التي منها اشتق اسم الرادود . وتكون محصلة هذا التنسيق اللحني مع الشعر ( الطور ) وهذه الادوات قلما يمتلكها رجل واحد . فالمعروف في هذا المجال ان يكتب الشاعر القصيدة ويلحنها الملحن (صانع الطور) ويرددها الرادود . لكنه رحمه الله كان مجدا متقنا في صنعته . ولعل في هذا الاختزال المهني عند الملا أمتيازا ينفرد بها على جميع اقرانه ممن مارسواهذا العمل الشريف.

عرف رحمه الله بسرعة نظمه للشعر وتنسيقه واخراجه بشكل جيد . وقد قيل عن سرعة نظمه انه ينظم و يقرأ البيت الاول ويطلب من الجمهور ( الجواب ) وهو اعادة قراءة عنوان القصيدة المسمى بـ ( المستهل ) وهو في تلك الاثناء يكتب البيت الثاني ريثما ينتهي الجمهور من قراءة المستهل .

كان يكتب قصيدة المديح والرثاء والموعظة حسب الحاجة لها ان ذاك . ولذا كتب قصيدة المعروفة ( يبن سعود ) لمقتضى الحاجة لها وقت ذاك و لضرورة حاجة الساعة وحديثها المتداول . فقد كان رحمه الله مسموع الكلمة مؤثرا في نفوس الناس بقصائده و وعظه . محبوبا من جمهوره ومريده وجلسائه . وكان رحمه الله واعظا لنفسة قبل ان يعظ غيره لذلك كان مؤثرا فيهم لعلمهم انه اهل لألقاء الموعظة عليهم فأحسنوا الانصات والاستماع .

وكثيرا ما كان يتواجد في الحسينية (الششتريه) للخدمة فيها . وكان كثيرا ما ينشد الناس فيها قصائده . وكان للششترية موكبا يقوده الملا عبد المحمد الى الصحن الشريف في يوم عاشوراء . وكان يذهب بعد مجلسه في الصحن الشريف الى بعض بيوت العلماء ليعزيهم بالحسين ع . وحدثني اخي الاكبر المرحوم حسين وهو من موليد1926 ان الملا عبد المحمد كان يقيم مجلس عزاء ( ردة ) للسادة ال بحر العلوم في يوم العاشر من محرم من سنة 1948في وكان الوقت بداية الشتاء في منتصف الشهر الحادي عشر وفي تلك الاثناء هطلت الامطار على المجتمعين في ذلك المجلس المكشوف للسماء فما كان من ال بحر العلوم الا ان اشاروا للملا عبد المحمد ان يتوقف عن الردة كي لا يسبب الاحراج للناس فكان من الملا ان ترك قراءة قصيدته وبدأ باهزوجة ( ايقاع سريع ) : عين السمه سجابه على احسين واصحابه!! فتفاعل الناس مع اهزوجته واخذوا يتمثلون فداحة ما حاق بسبط الرسول الكريم ص تحت الامطار . وكان مجلسا مميزا يتحدث عنه الناس عدة سنين . وكان رحمه الله يرى في بعض الاحيان جالسا عند بائع الفواكه ابن شيروزه في بداية مدخل الـسوق الكبير من جهة الصحن الشريف وبيده القرطاس والقلم ينظم الشعر . اما تراثه الادبي الكثير الذي طالما خدم به المنبر يكاد يكون غير موجود اليوم . فلم اسمع ان طبع له ديوان شعر! اوجمع له بعض قصائده وهذا شئ يؤسف عليه ان كان فعلا لايوجد من تراثه الادبي شئ . رحم الله الملا عبد المحمد ورحم الله بن نصار ورحم الله عبود غفله ورحم الله زاير الدويج و رحم الشهيد عبد الحسين ابو شبع ورحم الله المرشد ورحم الله ياسين الكوفي ورحم الله حمزة الزغير ورحم الله علي الرماحي ورحم الله عبد الرضا البغدادي ورحم الله وطن مجي! هذا اليسير ما استطعت ان ادونه عن المرحوم الملا عبد المحمد تاركا الاستفاضة والاسهاب والدقة للاستاذ الكبير عبد الاله الصائغ ومن سيشاركه الفرزة من الاساتذة الافاضل .

حيدر التميمي

الخامس عشر من اذار 2009

استاذي عبد الاله الصائغ

لك حبي وودادي! عشقك النجف والعراق بلادي هو لك وطن، قلبي استوطنك! تحياتي ايها القطب في حومة دراويش عشاق العراق! ابو وجدان سلام سلاما : هذا ما اجادت به ذكرياتي لعلها تنفع واعذرني واي معلومة تأتيني سوف ابعثها لك سلمت يداك ومشق يراعك من اجل هذا الهوى النجفي دمتم لنا ظلاً ظليلاً يا أبي الصائغ وانعم بك

أبن غلآم ذياب الصائغ

لم ترسل لي ولا لموقع الناس الفرزه الثالثة من معلمي النجف فأخذتها من موقع كتابات وارسلتها الى موقع الناس ولقد شكرني صاحبه ابو سيفان وهو من رفاقنا المقاتلين الابطال الانصار في الحزب الشيوعي وكذلك أم سيفان هي ابنة القائد الشيوعي الكبير توما توماس المهم هذه معلومة لك اذا لم تعرفها؟ ابو سيفان قال لي كيف تأخر البروف عن ارسالها للناس ؟ فقلت انا ابنه وانشرها على مسؤوليتي فضحك وقال لنا نعم لديك تخويل بذلك من البروف الصائغ! فرحت كثيرا وهذا الفرح لك فلطفا بموقعنا الناس وهو ديمقراطي في نفس الوقت! معلمي الصائغ : هل انت قاطعت الحوار المتمدن وهم على خاطرهم شيء منك لا اعرف ؟ لكن اي شيء انشره لي وفيه ما يخصك لاينشر لي؟ وهذا لايهمني ولا يؤثر عليك فأنت أنت عبدالاله الصائغ والنعم والثلاث تنعام!

عبرت الان الخمسين وتلاقفت الستون ولازلت طموحا بس لمن؟ لا اعرف! ارجو ان يعجبك ما كتبته لك عن ما اتذكره عن الملا عبد المحمد رحمه الله

لك يا ابي الصائغ التخويل والحق في التصرف فيما كتبته لك عنه!

جدارية نجفية من جهد الجسد؟ ليعش

الملا عبد المحمد

ذياب آل غلآم

صفحات من الاحلام والعشق للنجف .أيتها الحبيبة الشفافة كدموعي؟والغامضة كجوع العراق؟ أيتها المدينة في العراق الاشرف أنت كالأمس معلومة؟ ومجهولة في غدي؟ أيتها النجف يامليكة عشق (الصائغ) الذي يرمي الفتيل في دواخلي؟ فيتوقد تنور الحبايب؟ لينضج خبز الذكريات للسطوح الغافية؟ويا مسية العافية عليكم يا أهلنا؟أعود لحبيبتي الأولى وحبي العراقي النجفي. آه ياعصفوري : إن شفاهي لم تشبع من ألتقاط قمح قبلات محلة البراق من حقول شفتيها؟ لازال فمي يحنو؟ لم يرتو ؟ العراق وقد دفنته في قلبي؟فأين سأدفن قلبي أن جف يا نجف؟ وتأخذني الذكريات الآن الى شخصية جذابة تنتمي وجبلت على حب العراق والنجف... تنتمي هذه الشخصية لكادحي الوطن والى أبناء المناضلين؟ هو شامخ كالطود، رقيق في بكائه؟ يبكي حين يقرأ... وكأنه يستمع للآخر قراءة فيبكي؟ ويبكي الجالسون بحرقة النشيد والنشيج؟ كان صادقا مع دواخله وضميره... يعشق الصراحة والكلمة الطيبة والأيمان غير المتطرف ؟ كان شاعرا ورادودا وقارئا منبريا(روزخون) هذا انه الملا عبد المحمد النجفي! ولنذهب معا الى حيث يتواجد ويعمل ويغفو ؟أحيانا وبعيدا عن عائلته يبدو بسيط الملبس متقشف الزاد! ليس بخلا ولقد كان الجيران لايبخلون عليه ابدا؟ لكنه يأبى ان يطلب او يأخذ شيئا كأنه صدقة؟ هكذا خبرته لعدة مرات انا بنفسي يسألني (شنوبابا هذا )فاقول: له مثلا... للثواب فيرد انا لااستحقه ؟في باب الصحن الكثير ممن يستحقونه؟ فكان يعمل كخادم في مسجد وحسينية الششترليّه وسوف نذهب اليها...ندخل سوق العمارة! لم يبق من طرف العماره اي شيء فلقد مسحها عن بكرة ابيها النظام السابق بدوافع سياسية اولا ومشروع تطوير السياحة الدينية وغيرها ثانيا ؟ المهم دعنا نرجع الان ونحن في سوق العماره نحتاج الى خطوات وبقدر60 شبخه؟ ثم ننحرف يسارا لندخل عكد السلام وما أدراك ما في هذا الزقاق من تواريخ لرجالات النجف الكبار واعلى من منائرها؟ أزقة متداخله ومتشابكه وشناشيل متعانقه ومتعامده بيوتات منها تخرج رجال فطاحل؟ هذه (الدرابين) لايسلكها الا النجفي واما الغريب فهيهات ان يولجها؟ تلفحك نسمة عبقة فيها شيء من الرطوبة ووخامة درابين العشق النجفي ؟اشبه برائحة الطلع والبخور؟ على يسار عكَد السلام ثمة مسجد وحسينية الششترلية! بعدها يسارا عكَد بيت الشرقي الشيخ الشاعر علي واخوانه... امامك الان بيت كبير بالآراسي وشناشيله هو بيت العلامة عبد الكريم الجزائري وعلى يمين العكد بيت العلامة محسن بيت الحكيم ثم ينحرف العكَد تدريجيا لنكون قبالة بيوتات لها ما لها وعليها ما عليها؟ ذكريات من هنا مر الملك فيصل الثاني والوصي عبد الاله ؟وكيف حوصر بحمير المكارية وكانت العملية مقصودة من القوى الوطنية في حينها؟ بيت العلامة محمد باقر الصدر!! وبعده تأتي مدرسة وبيت العلامة المجاهد محمد حسين كاشف الغطاء واتذكر في هذا العكَد بيت شيخ شريف طاهر واولاده! وهم من بني حسن البو عارض! وكان هذا البيت يمتهن علاج وتطبيب البواسير واصحابه مشهورون به ولحد الان من احفاده يمتهنها ؟ ارجع الى الحسينيه الششترليه... خادمها واحد عمالها هو المله عبد المحمد رجل معمر تجاوز الثمانين ونيف من العمر عتيا؟ وحيث هناك حيث تجد الطيبة على سجيتها؟ ورغم لكنته تاملا عبد المحمد لكنه كان يرحب بالزائرين والداخلين لهذه الحسينية.. فيحترمه اهل السوق كافة حين يمر.. الكل يقف له حين يسلم.. نعم كانت له هيبة رغم انه محدودب الظهر قليلا، في هذه الحسينية كان يصلي العلامة محمد باقر الصدر...! عبد المحمد لايأخذ الصدقات حتى لو اعطاها له العلامة الصدر؟ كان عزيز النفس أبيها؟ كان العلامة الصدر قد خصص له راتبا بسيطا نظرا لخدمته في قراءته المنبرية صباحا في الصحن الحيدري وفي اغلب الاحيان له جلسة خاصة في الحسينية الششترلية؟ كان العلامة الجزائري دائما يتفقده وهو في شبابه حين وفد على النحف؟ ولا يتقبل عبد المحمد منهم حتى الأكل؟ اذ يرسل للحسينية من بعض البيوت (صواني) الطعام فلايأكل بل ينادي او يجلب له من الذين يبحثون عن لقمة العيش! كثيرا ما سمعت وعرفت ان العلامة السيد محسن الحكيم يريد خاطره واراد له شيئا مثلا تقديم بعض الوريقات المختومة بختمه "مهر"! لكي يستلم بها ارغفة معدودة كان يرفضها لكن العلامة محمد السيد باقر الحكيم استطاع ان يقنعه باستلام بعض النقود كهدية شهرية! هكذا حدثني الشيخ كاظم الحلفي...صاحب دار الاضواء الاسلامية! وكانت مساعدته هي خارج العطايا الدينية! كثيرا ما شاهدت العلامة أحمد المستنبط يتلاطف معه وخاصة حين يأتي قبل صلاة الظهر ليؤم المصلين في جامع الصياغ في سوق الكبير وكان ممن يصلي خلفه الحاج صالح الجوهرجي الذي طبع على نفقته كتاب الادعية للسيد المستنبط باسم ضياء الصالحين! واخوانه وكذلك والد البروف عبد الاله الصائغ واخوه الكبير السيد جبر الصائغ وجمع من الكسبة والبقالين في سوق المشراق ..!! .عبد المحمد كان من المقربين للشيخ العلامة عبد الكريم الزنجاني ولا اعرف السبب كان عبد المحمد كثير الاهتمام بهذا الشيخ والعكس صحيح كذلك فقد كان الزنجاني احيانا يجلس معه في الحسينية يتلقى منه بعض الكلام والتوجيه... هذا تحديدا في عام 1966 كل الذي انقله لكم هو لرؤيا شخصية لي وعلى ذمتي ووجداني هكذا رأيت وشاهدت ودونته بطلب من أبي الصائغ عبد الاله؟ كانت لي طموحات كثيرة مابين الأطلاع والثقافة والدرس الحوزوي وواجبات التنظيم التقدمي وأشياء اخرى لها في النفس طعم القبلة الأولى(شباب وخافكنه الهوى) كنت مع الكل اتابع واقرأ وادرس، شاطر ومجد وفطن (لا اقصد النرجسية في هذا الكلام ) لكن خطوتي لوحدي ولا زلت؟ عبد المحمد كما قلنا كان له مجلسه الذي يقرأ فيه الوعظ والارشاد ومصائب آل البيت... الامام علي وذريته ع... كان مخلصا لما يؤمن به؟ فقير الحال غني النفس... جلساؤه ومستمعوه غالبيتهم من الفقراء والكادحين والنسوة الذاهبات للتسوق اذا كان مجلسه في الصحن الحيدري صباحا... ومن الطرائف التي يرويها الشاعر جواد سيد كاظم القابجي عن الملا عبد المحمد يقول: في بداية شهر صفر وكانت المناسبة ذكرى وفاة الامام الحسن ع ومجلسه الان في الصحن الحيدري مقابل مرزاب الذهب بالجوار من مقبرة العلامة المجاهد الثائر الكبير والشاعر الفطحل السيد محمد سعيد الحبوبي وفي مكان صلاة جماعة العلامة السيد محمد علي سيد حسين الحمامي الذي كان يوده كثيرا وانا شخصيا كثيرا من المرات اشاهد الملا في ديوانية العلامة الحمامي في طرف الحويش بعد طمة الحمام في سوق الحويش وقرب باب الطاك... كان عبد المحمد يقرأ عن مصيبة الحسن ومن لزوميات الروزخون ربطها بمصيبة الحسين (ولا اعلم لماذا هذه التفرقه مابين مصيبة الامام علي واستشهاده وهي اهم عند الله ورسوله ودينه من اي استشهاد ؟؟؟) والملا يذكر يزيد واصحابه واللعنة عليهم وفجأة أشار عبد المحمد الى احد الواقفين وقال: أنت بابا الافندي هل تقبل ان يكون جدك شاذي أنت أنت ابو العكال هل تقبل ان يكون جدك شاذي كما يقول هذا (كارون)؟ المستمعون تعجبوا؟ وكانوا يتصورون لجهلهم وجلهم من الاميين؟ ان هذا (كارون) من اصحاب يزيد فكانت اللعنات والسباب عليه وعلى يزيد وبصوت تشوبه الحرقة وبلكنته المحببة البسيطة ، ألتفت لجلاسه وقال: ما يخالف اني جدي شاذي بس هذا امير المؤمنين هل تقبلون ان يكون جده شاذي فتصاعدت الاصوات اللهم اللعن يزيد وكارون واصحاب يزيد ؟ وكان اكثريتهم يعتقدون ان كارون من اصحاب يزيد ...لكن الملا عبد المحمد كان يقصد العلامة الطبيعي (دارون) صاحب كتاب أصل الانواع الذي ترجمه للعربية في حينه الكاتب الكبير ومربي الشباب سلامة موسى ... وكانت حملة شعواء على هذا الكتاب ومؤلفه ومترجمه وهذا من جهل القوم؟ الغباء موهبة؟ ولعبد المحمد مناقب كثيره يعرفها ويحفظها أهلنا في النجف وتتداول لحد الان للتندر وللملاطفة وللسرور؟ حين توفاه الله بعد عمر ناهز التسعين واتذكر جيدا في أواخر الستينيات من القرن الماضي لقد حمل على أكف الفقراء والكسبة وجلهم من غير العرب! ، ساروا بالنعش الطاهر الى شارع الصادق ثم السوق الكبير هكذا طيف بنعشه وكانت هناك ثلاث جوقات من المشيعين يسيرون خلف نعشه الذي تعتليه عمامته البسيطة وكان المشيعون يرددون شعرا لعبد الحسين ابو شبع كما في ذاكرتي ولقد خرج كل اصحاب سوق النجف الكبير في تشييعه الى الصحن الحيدري ولقد اتذكر ان العلامة الحمامي والعلامة المستنبط ممن صلوا على جثمانه وكانت لافتة كبيرة اتذكر فيها تاريخ ميلاده 1878 هكذا تاريخ في ذاكرتي وكذلك بالهجري لا احفظه الان؟ في حملة التسفيارت الأولى في بداية السبعينيات للمتهمين ظلما الى التبعية الايرانية وغيرهم سفرت عائلته واحفاده الى ايران ؟ لقد مات من كان شبيه أبو ذر الغفاري في زمانه؟

ذياب مهدي آل غلام الباحث التراثي المشارك في فرزات الصائغ

حي السعد/ ملبورن المحروسة

واخيرا : ونحن نتساءل هل من كتاب يوثق سيرة عبد المحمد ويحفظ شعره الفطري بله يحلل شعره ؟

وقد نهد بتوثيق سيرة عبد المحمد وشعره في كتاب الاستاذ طالب رجب التنكچي النجفي ونتمنى ان يكون الكتاب قد صدر حقا! فلا يعقل مضي كل هذا الوقت الطويل والمخطوطة هي هي لم تر النور ولم يرها عشاق عبد المحمد!!! والا فنحن نخاطب اولاد الملا عبد المحمد الثلاثة فهم اجدر بطبع كتاب ابيهم!.

هذا ماسمحت به فضاءات الفرزة الاولى وثمة الكثير والجميل عن هذا الشيخ الجليل فالى الفرزة الثانية

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com