|
في ضوء خطاب اوباما الاخير هل اقترب التقارب الايراني الامريكي؟
احمد مهدي الياسري منذ وقت طويل كنت ناديت وطالبت القيادات في العراق وايران وسوريا والولايات المتحدة الامريكية بالجلوس الى طاولة مستديرة وفي بغداد وعلى مستوى القمة لمناقشة الخلافات المؤلمة لشعوبنا المتطلعة للسلام والاستقرار ووضع حد لنزيف الدم عانت منه شعوب المنطقة خصوصا العراق وايران في حرب الثمان سنوات فرضها طاغية العراق المقبور وباعترافه بالنياية عن الولايات المتحدة ودول لخليج والاعراب ومابعد حرب الخليج واحتلال الكويت والانتفاضة الشعبانية وبعد سقوط الطاغية وكل ذلك المسلسل الدموي الذي عانيناه لم يكن ببعيد عن محور الخلافات والقلق من التغيير لصالح الشيعة في المنطقة , ذلك التغيير الذي يقلق الانظمة الخليجية خصوصا مملكة الفساد ال سعود والبحرين وبقية الدول ودخلت معهم في هذه المعمعة القذرة الدول المرتزقة مصر والاردن واخرين في هذه المنظومة الدكتاتورية لاجل الحصول على الامتيازات المادية الهائلة واستلذت الولايات المتحدة بهذه اللعبة وكانت كالمنشار صاعد يقضم نازل ياكل وهي وحلفائها المستفيد الوحيد من خلال بيع الاسلحة عبر الصفقات الخيالية وتعزيز نفوذها وتواجدها في المنطقة فارضة على الانظمة المتهالكة عقد الاتفاقيات الامنية ومع جميع دول الخليج وبالطبع هذه الحماية لم تكن لخاطر عيون جهلة الملوك والامراء المفسدين بل بثمن باهض وباهض جدا يسيل له لعاب الشركات العالمية المسيطرة على مقادير الاقتصاد العالمي .. لطالما عانت شعوب المنطقة وخصوصا الشعب العراقي والايراني واطراف مقهورة موزعة هنا وهناك في دول الاقليم بسبب هذه الحرب الباردة الساخنة في بعض مراحلها والتي طالت في امدها من دون ان تتغير الحالة لصالح شعوب المنطقة والمتغير الجديد الذي حصل خصوصا بعد سقوط طاغية العراق وحصول الشيعة على الحكم نسبيا وبلغة الديمقراطية والانتخاب هو الاعلان الصريح للانظمة العربية وابواق الشيطان ومايسمى " بعلمائها " بعدائهم العلني وتكفيرهم لملايين المسلمين شيعة الله ورسوله وال البيت عليهم السلام في العراق وايران ولبنان والبحرين وباقي الدول العربية والاسلامية ولم ياتي هذا التكفير والهستيريا المعلنة اعتباطا بل كان للمتغيرات الاقليمية في العراق ولانتصارات حزب الله في لبنان وتصاعد الاداء السياسي والتسليحي والتكنلوجي المتميز لجمهورية ايران الاسلامية الاثر الاكبر في اعلان النفير العام في مهلكة ال سعود ومنظومتها الوهابية الحاقدة التكفيرية وانتقال الامر الى باقي الدول كمصر والاردن اهم الحلفاء المرتزقة و الذين ما انفكو يسيرون في ركاب الدفع الدولاري الخليجي السخي .. طالبن وبقوة من دول الاقليم العراقي خصوصا الجارين ايران وسوريا ومعهم الامريكان بانهاء هذا الصراع المؤذي لانه كان المتسبب الاكبر في ازهاق اطهر النفوس وتعطيل التغيير خصوصا في العراق فضلا عن انه اثر بشكل كبير على شعوب ومقدرات الدول الاخرى المعنية ولا ننسى ان جزاء هذه الدول ومواقفها كان جزاء سنمار من قبل العرب وخصوصا المدرسة التكفيرية الحاقدة وجاء هذا التحريض كنتيجة للموقف الايراني السوري المساند لقضايا الامة العربية والاسلامية خصوصا في فلسطين ولبنان ولاجل هذه المساندة جندت دول الخليج وعلى راسهم مهلكة ال سعود معها مرتزقة مصر والاردن كل امكانياتهم من اجل ضرب القضية الفلسطينة واحرار لبنان وكل ذلك لانهم يتلقون الدعم المختلف الاشكال من قبل ايران وسوريا وبالطبع تلاقت المصالح الامريكية الاسرائيلية مع الطرح السعودي المصري الاردني الخليجي وتضافرت جهودهم من اجل اركاع الدولتين ايران وسوريا وانهاك الشعب العراقي الرافض للظلم والمتمرد على الطغيان كيف كانت اشكاله ولان غالبية الشعب العراقي هم من شيعة الله ورسوله واهل البيت عليهم السلام فان المعركة جرت على ارض العراق لحسم الموقف لصالح الاقوى وكان شعبنا العراقي واقعا تحت نير هذه المناوشات والمعارك وكانت الاصابات البالغة تقع على رؤوس ابناء شعبنا ومقدراتنا وطموحنا في عراق جديد مستقر .. حددنا الخطر وموطن الحل وكانت مطالبنا بجلوس هذه الاطراف وعلى مستوى القمة وروؤساء الدول وحل المشاكل المختلف عليها جملة واحدة وكان هذا الطرح يصب اولا في صالح شعبنا العراقي اضافة الى انه سيكون له الاثر الجيد على شعوب المنطقة خصوصا اذا ماعلمنا ان الحرب الباردة الساخنة التي شهدنا سجالها ولانزال منذ ان حصل التغيير في المنطقة خصوصا بعد سقوط الشاه المقبور وطاغية العراق فيما بعد لم يتنعم بالفائدة منها سوى الاطراف الدولية وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها مع الاخذ بالحسبان ان بعض نتائج تلك الحروب هو التطور النسبي الحاصل في ايران كتحدي منها واصرار على الخروج من المحن بنتائج جيدة وحصل ذلك مقابل تراجع المنطقة العربية خصوصا الخليج سياسيا واقتصاديا وعسكريا وحتى امنيا اما الشعب العراقي فكان حتى الساعة هو الخاسر الاكبر من كل تلك المعارك وبالتالي ولهذه الاسباب تاتي الرغبة العراقية بانهاء هذا الملف لصالح شعوبنا المقهورة مع الاحتفاظ بالمكاسب والتفاوض من موقع القوة والند للند وهو ما متوفر اليوم في كل الاطراف المعنية ولا اعتقد ان المتابعين والساسة في هذه الدول لايعلمون مدى قوة جميع الاطراف حيث لايوجد من لديه نقطة ضعف للتنازل لا بل ان الولايات المتحدة هي اليوم اكثر حاجة لانهاء هذا الملف للخروج من ورطتها ومن الممكن التفاوض على هدنة مفتوحة على الاقل لمدة خمسة وعشرين عام كتجربة من الممكن استثمارها في التنمية وتطوير المكتسبات واستحداث خطة تنمية طموحة تنتهي الى حدوث تغيرات تصب في صالح شعوبنا ومستقبل دولنا .. جاء الخطاب الاخير للرئيس الامريكي باراك اوباما وكما نقلت ذلك شبكة cnn والمواقع المختلفة حيث وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما نداء مسجلا على شريط فيديو إلى إيران السياسية وقيادتها وشعبها ، الجمعة، وعد فيه الجمهورية الإسلامية بـ "بداية جديدة" على أساس من "الاحترام المتبادل."والرسالة التي أختار أوباما أن يوجهها الجمعة، الذي يصادف عيد النيروز وبدء السنة الإيرانية الجديدة، تمثل تحولا مثيرا وهاما وتاريخيا متقدما في لهجة الخطاب الأمريكي والذي قال فيه أوباما مخاطبا إيران "الولايات المتحدة تريد أن تتبوأ إيران المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي، وهذه المكانة لا يمكن أن يتم التوصل إليها عن طريق الإرهاب أو السلاح، وإنما من خلال حوارات سلمية تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته.و قال أوباما "لدينا خلافات خطيرة نمت مع مرور الوقت.. إدارتي الآن ملتزمة بالدبلوماسية لعلاج مجموعة كاملة من القضايا المطروحة، والسعي لبناء العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران والمجتمع الدولي. واضاف مخاطبا زعماء إيران "لكن هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات.. نحن نسعى بدلا من ذلك إلى حوار يكون خالصا ويقوم على الاحترام المتبادل."" هذا الخطاب يشكل انعطافة كبيرة وجيدة وهنا ندعو القيادة الايرانية الحكيمة والتي ادارت ملفها بقوة وحنكة وحكمة وانتصار كبير الى التعاطي الايجابي مع هذا الخطاب التاريخي الهام للرئيس الامريكي الاسود الشاب باراك حسين اوباما والذي نلمس فيه الجدية والتغيير الهائل والتي لانجد أي مبرر لرفضه خصوصا اذا ماعلمنا ان نتائج أي تقارب ولقاء يجمع ايران والولايات المتحدة وخصوصا اذا ماتم برعاية عراقية ودخول سوريا فيه فانه سيصب في صالح شعوبنا التي عانت الكثير نتيجة التآمر والخيانة التي قادها حكام واعراب الحقد والخيانة وادخلوا اليوم ابواقهم ومايسمى بعلمائهم و شعوبهم في معمعة الصراع الطائفي والسياسي مع شعوبنا ومقدراتنا وكانت النتيجة ان بررت الولايات المتحدة تواجدها بطلب من تلك الانظمة الفاسدة التي لم تنفك تحرض الامريكان على ارجاع الحكم في العراق للبعثيين وضرب ايران وسوريا وحزب الله في لبنان وحتى حماس السنية والشعب الفلسطيني في غزة لانها مدعومة بكل قوة من قبل ايران وسوريا واعتقد ان انهاء الخلافات سيفضي الى نتائج اقلها ستكون مبررات التواجد الامريكي في المنطقة غير ذات جدوى فضلا عن تنفس شعوبنا الصعداء نتيجة توقف هذه الحرب الغير مبررة والتي تصب في صالح الانظمة الطغيانية المتهالكة الفاسدة وعلى راسها مهلكة ال سعود التي ستكون الخاسر الاكبر من هذا التقارب خصوصا اذا ما صعدنا الخطاب من اجل ازالة تلك الانظمة منبع الارهاب واحلال الديمقراطية والانتخابات الحرة محل ماموجود من تسلط بغيض وتلك الدول هي التي تشجع على ضرب الشعب العراقي ومكتسباته الجديدة وضرب دولة ايران الاسلامية وشعبها وابقاء سوريا تحت الحصار وضرب حزب الله والتضييق على الشيعة في دول الخليج والمنطقة . لقد آن الاوان لجلوس هذه الاطراف العراق وايران والولايات المتحدة وسوريا واكرر على مستوى القمة الى طاولة مستديرة ونتمنى على القيادة العراقية ان تتحرك من اجل توفير الاجواء المناسبة لجلوس هذه الاطراف في بغداد السلام وعراقنا الجديد وعدم الخروج الا بحلول ناجزة تطيح بآمال الحاقدين وتحول المنطقة الى خيار تاريخي جديد يغير مجرى احوال المنطقة وشعوبها وسيسجل باحرف من نور.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |