تصريحات جزائرية غير مقبولة بحق العراق!‏

 

مهند حبيب السماوي

alsemawee@gmail.com

في وقت يشهد فيه الفضاء السياسي والدبلوماسي تحركا اقليمياً وعربياً غير مسبوق نحو العراق عبر لقاءات ومحادثات وزيارات لوفود رسمية تسعى الى التقرب والانفتاح ‏على العراق من أجل كسر الجبل الجليدي بين العراق وبقية البلدان وفتح اواصر وقنوات الاتصال الرسمية بينهما، في هذا الوقت ...أطلق رئيس البرلمان ‏الجزائري السيد عبد العزيز زياري  تصريحا، أقل ما يوصف بأنه غير مقبول ومُستهجن، قال فيه لمراسل موقع الجوار الالكرتوني "ان الجزائر تدعم المقاومة العراقية المسلحة و أي ‏مقاومة للدفاع عن الارض و الوطن ".‏

http://www.aljewar.org/news-12476.aspx

ونعتقد ان هذا التصريح الذي صدر من السيد عبد العزيز زياري غير موفق ومُدان ومُستغرب من كافة الوجوه ..وللأسباب الاتية :‏

اولها: ‏

ان التصريح يأتي في فترة تحرك عربي محموم  لتجسير العلاقات بين العراق ‏وهذه الدول العربية التي يشعر العراقي انها كانت مقصرة بحقه في الفترة السابقة ، سواء ماتعلق بمعاناة الشعب العراقي أبان النظام السابق او في الفترة التي تلت أنهياره وسقوطه حيث الارهاب مارس بحق ابناءه أبشع الجرائم وأكثرها وحشية ودموية.

ثانيا:‏

ان التصريح يعد، بشكل لالبس فيه، تدخلاً صارخاً في الشأن العراقي ، خصوصاً حينما ‏يضيف الزياري على تصريحه الاول ويقول  "ان علاقات بلاده مع العراق فی المستقبل ستحدده طبيعة علاقات ‏الحکومة العراقية المقبلة بالاحتلال الأجنبي "  حسب وصفه، على الرغم من أن الجزائر هي عضو في اتحاد البرلمان العربي الذي يترأسه العراق الان ! ولا أعلم كيف تجلس الجزائر برلمانيا مع المسؤولين العراقيين وهي تعترف وتدعم من يقاتلونهم ويحملون ضدهم السلاح ؟.  

وأخيراً... ‏

‏ان هذا التصريح يصدر من رئيس برلمان دولة عانت ومازالت تعاني من الارهاب والتفجيرات، وهي من أكثر الدول العربية تضرراً من الارهاب بعد العراق، حيث  بلغ عدد ‏الضحايا في الجزائر لحد الان ما يزيد عن مائة ألف رجل وامرأة وطفل، ولذا تشكلت جمعية بأسم ‏المنظمة الوطنية لضحايا الارهاب ترأستها سعيدة بن حبيلس، تضم اسر الضحايا الذين ‏يصل عددهم الى حوالي نصف مليون شخص تقريباً. وهذا الإرهاب الذي ضرب الجزائر، ‏كان بسبب التحالف الشيطاني بين المنظمات الإرهابية الجزائرية وتنظيم القاعدة التكفيري لتشكيل تنظيم ‏القاعدة في بلاد‎ ‎المغرب الإسلامي، الذي يقوده المدعو أبو مصعب عبد‎ ‎الودود.

كنت أتمنى أن يلتفت الزياري الى مشكلات بلاده المتمثلة بالفقر والامراض والارهاب والتصحر ‏الذي يزحف نحو الهضاب العليا والشمال الزراعي للجزائر، بدلاً من حشر أنفه في القضية ‏العراقية وقيامه باعطاء تصريحات غير لائقة دبلوماسياً ربما تسبب تصحراً سياسياً في العلاقات ‏العراقية الجزائرية . ‏

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com