لا يرمى إلا من به الثمر

 

مصطفى حبيب/  مدير عام العلاقات

والتعاون الدولي – وزارة الشباب والرياضة

 informationiraq_2005@yahoo.com

لعل الحكمة القائلة: اذا عرف السبب بطل العجب، تنطبق على بعض التصرفات أو الاتجاهات التي يشدها الحنين الى عهود الظلام، مثلها مثل فصائل الخفاش التي لا ترى طريقها في النور. تريد هذه الأطراف أو أولئك الأشخاص ان يضعوا العصي في عجلة التقدم للعراق وبنائه وتقدمه واعماره.

ما دفعني لكتابة هذه الاسطر هو تلك الأطراف التي ترفع عقيرتها للنيل من رجل سطر سجلا مرموقا من الجهاد والتضحية والمصابرة التي تحركت بموازاة تصاعد القمع والطغيان والاستبداد واشتداد الهجمة الشرسة ضد الأعم الأغلب من العراقيين في عهد صدام المقبور.

إن من ينتمي الى العهد الدكتاتوري وثقافته المتخلفة يعيش الى اليوم حالة لا يمكن التخلص منها بين عشية وضحاها خاصة أولئك الذين ما زالوا مستفيدين من أي تلكؤ العملية السياسية أو مراوحة من دون نمو أو تطور، ابتداء من الارهابيين والقتلة المجرمين الذين تمرسوا عمليات القتل والخطف لدواعي طائفية وحزبية فضلا عن الدواعي الجنائية  بالرغم من ان بعضها يتفيأ ظلال الشرعية السياسية نتيجة لالتفاف هنا واختراق هناك.

إن ما يدفع أولئك في مواقفهم هو العودة الى خيالات الأمس وتصور الخندق المضاد للدكتاتورية خندقا للخيانة والعمالة بحسب القاموس الصدامي المتخلف. وسبق أن شاهدنا اكثر من شخصية شريفة ووطنية سيمت بتهمة التجسس وألصقت بها تهم العمالة منذ أول عام لحكم البعث المقيت في العراق.  وهكذا بقي الحال من التلذذ بتسقيط جماعة أو حزب بالرغم من تقديم أرواح أبنائهم وأنفسهم قرابين على مذبح الوطن والدين وفي سبيل المبادئ السامية مما وضع طائفة كبيرة من الشعب الصابر في مرمى نبال الاتهام والتسقيط لعدم انحنائها والتزامها برفض العسف ولدفاعها عن حرية وكرامة الانسان.

لقد عرفت الوزير جاسم محمد جعفر وعرفت المجموعة التي كان يعمل في اطار الدائرة العراقية الأوسع يوم لبى مع رفاقه الاسلاميين نداء الجهاد في سبيل الله ومقاومة البعث وحكمه الجائر بحمل السلاح دون تردد ووضع روحه مع من يليه على الأكف لمواجهة أعتى دكتاتورية في المنطقة في عقد الثمانينات وفي ذروة عنفوان صدام وتسميته آنذاك بحامي البوابة الشرقية يوم كانت الأنظمة الإقليمية المجاورة والبعيدة تقف الى صفه مقابل الرشاوى اللامتناهية فضلا عن ما يتلقاه من دعم دولي من هذه الدولة العظمى أو تلك.

إن من عدالة القضية أن تتسنم المسؤولية الجسيمة والخطيرة نخب ممن وقفت معارضة للحكم الدكتاتوري البغيض بسجل جهادي ناصع ومنهم وزير الشباب والرياضة الذي ما فتئ يحوط الشباب والرياضيين برعايته واهتمامه وسهر لياليه وانشغال أيامه، وهو ليس في منصب تشريفي بل في موقع مسؤول متقدم في حكومة الوحدة الوطنية، ما دفع هواة الرذيلة الى إلقاء أوساخهم على الاخرين الشرفاء لتلويثهم  وتسقيطهم ليس إلا غافلين عن حقيقة وعينا لكل الألاعيب والوسائل الدنيئة التي تطفح على سطح وسائل الاعلام او تحركها أنامل قد تبدو في مسار العملية السياسية لكنها ما فتئت تضع العصي في دواليبها. إن هذا المنهج يذكرنا بنهج الطغاة الذين ولوا وولى زمانهم الى غير رجعة باذن الله، وليعلم هؤلاء الشرذمة أن لا عودة الى المربع الأول ولن تتقهقر مسيرة الديمقراطية والحرية وقيم التعددية وقبول الآخر نحو البناء الأسمى والأتم للعراق الجديد. ولنتذكر في تقييمنا للموقف الحكمة القائلة: لا يرمى إلا من به الثمر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com