|
ضياع المعلمين بين التهميش والارتخاء الوطني محمد علي محيي الدين كان للمعلم العراقي الدور الكبير في بناء المجتمع من خلال تربية الجيل وتعليمه أو من خلال عمله النضالي بين صفوف الشعب ،وعبر عقود من الزمن الصعب أخذ المعلم على عاتقه نشر الفكر الوطني بين القطاعات الشعبية المختلفة وعمل جمهرة كبيرة منهم في نشر الوعي في أقاصي الريف العراقي وكانوا عماد الحركة الوطنية والبناة الفاعلين لها منذ الحكم الملكي وحتى الثمانينيات من القرن الماضي عندما خلت الساحة من المعلمين التقدميين وهيمن الطفيليين منهم على مقدرات النقابة والمنظمات التعليمية الأخرى فكان الفكر البعثي الشمولي سببا مباشرا لأنها أي جذوة وطنية بين صفوف المعلمين وتحولوا من رجال تنوير وتحرير الى تقرير وتخدير وأنصرف جلهم للعمل بعد الدوام في أعمال لا تتناسب ومكانتهم الاجتماعية لتامين سبل العيش لعوائلهم التي أضناها الفقر ومزقها الجوع والحرمان،فقل وعيهم ونضبت مداركهم فانصرف القسم الأكبر منهم الى الفكر الغيبي ألما ورائي وغرقوا في متاهات الشعوذة المؤطرة بأطر دينية فكان إعلان خيبتهم في الحياة لجوء الى ما خلفها متخيلين أن في ذلك الخلاص والهروب من واقعهم المعاش،فأصبحوا غارقين في دياجير الجهل بعد أن كانوا مشاعل التنوير. وما أن انهار النظام البعثي ألصدامي تحت بساطيل أصحاب العيون الزرق وأخوة مونيكا حتى طفت على السطح تجمعات أخذت أسماء مختلفة أدت الى شق وحدة المعلمين وهيمن عليها النفعيين والمرتزقة ونهازي الفرص من أصحاب المواخير في العهد السابق فأطالوا لحاهم ولبسوا المحابس الفضية واختبئوا خلف العمائم الوافدة من دول الجوار الشريفة ليلعبوا بمقدرات المعلم بما يخدم مصالحهم الذاتية وإنهاء الحس الوطني المتبقي لدى البعض ممن لا زالوا يحتفظون بشيء من عقل وتراكمات مسبقة من فكر وضاء ولكن هؤلاء المتنورين لم يجدوا لهم مكانا في السيرك الجديد لعدم تعلمهم على أساليب النطز والقفز فهيمن على مقدرات المنظمات التعليمية نهازي الفرص ومن تعلموا القفز على المبادئ فكان تأثير نقابتهم مشلولا في الأوساط التعليمية والسياسية ولم تتمكن النقابة من أيجاد مكان لها في زحمة الأحداث فأصابها الشلل ،ولم تتمكن من تحقيق أي منجز يذكر لمصلحة المعلم ،ساعد في ذلك الارتخاء الوطني لمن كنا نتوسم فيهم القدرة على الفعل والسير بقافلة المعلم الى أمام . وأصدرت السلطة في العراق قراراتها المجحفة بحق النقابات عندما صدرت الأوامر الجعفرية بوضع الحجز على أرصدت المنظمات الجماهير فأصاب الشلل هذا القطاعات المهمة وجعلها عديمة الجدوى والفائدة ،ساعد في ذلك عدم وجود التنظيم الفاعل المؤثر لجماهير المعلمين والعمال والطلبة والفلاحين والأدباء وغيرهم في فرض أرادتهم على السلطة العراقية التي تدخلت في شأن مدني يتعارض ومبادئ الدستور التي تفصل بين العمل الجماهيري والسلطة الحكومية،ولكن لأن الهيمنة السلطوية فوق القانون وضعف أدارة هذه النقابات أدى الى تفعيل القرار وبالتالي تمكنت السلطة العراقية من تمرير أجندتها في قمع أي معارضة لقانون ضار بمصالح الجماهير مما يستدعي أن تقوم هذه النقابات بتنظيم أنفسها مجددا والعمل بمهنية عالية لإعادة بناء النقابة المدعومة من الجماهير ليكون تأثيرها فاعلا في اتخاذ أي قرار أو معارضة أي هجمة سلطوية الغرض منها بسط الهيمنة وترسيخ دكتاتورية السلطة في العراق. ويبدو أن النقابة عادت الى وعيها هذه الأيام ولمست النتائج الكارثية التي أحاقت بالأسرة التربوية فقد أصدرت النقابة بيانا الى جماهير المعلمين والنقابات والاتحادات الأخرى رأيت أدراج نصه هنا للقيام بحملة عالمية لمساندة النقابات العراقية التي تهاوت تحت مطارق القرارات الحكومية داعيا شغيلة اليد والفكر الى العمل الجاد من أجل بناء نقابات حقيقية تأخذ دورها التحريضي في الشارع العراقي لمواجهة أي تحرك يهدف الى غمط حقوق الجماهير وسلب مكتسباتها وأن يكون تحركهم في الأوساط المهنية المختلفة وفق أسس مدروسة وفاعلة لاستقطاب هذه الشرائح والسير بها في طريق التحرر والبناء وأن يكون لتحركهم الجماهيري ثقله في أرغام السلطة على سماع شكاواهم ومطالبهم بما يخدم هذه الشرائح في الوقت الذي يعيش دهاقنة السلطة ورموزها حياة الملوك والأباطرة وجلهم لا يملكون أي مؤهل علمي أو ثقافي يميزهم عن أبناء الشعب،وأن الثورة الوطنية السلمية المستندة للقاعدة الجماهير سيكون لها أثرها الكبير في تغيير مسار السلطة في العراق ويدفعها لاحترام الرأي العام العراقي الذي ضاع بين لعلعة الرصاص وهدير المدافع ،ولابد لصوت الشعب أن يعلوا لأن الشعب حي لا يموت.. بيان / أين الدستور ومبدأ فصل السلطات يا حكومتنا المنتخبة شعبنا العظيم ... زملاؤنا المعلمون .. الاتحادات والنقابات في عراقنا الحبيب .. الاتحادات والنقابات العربية والأجنبية .. السلطة التشريعية العراقية .. السلطة التنفيذية العراقية.. العجب أن نشهد في ظل دستور يعزز الديمقراطية وفصل السلطات الممارسات المستوحاة من ثقافة وأدبيات الديكتاتورية البغيضة ، فنقابتنا ذات التاريخ العريق وبما تكتنز من قيمة معنوية مستمدة من المهنة المقدسة لأعضائها ومواقفها المبدئية في الدفاع عن حقوق المعلم والتعليم وبناء المجتمع والدولة العراقية وبما ينسجم مع ثقافة النظام الديمقراطي ، ودورها الواضح في انتزاع بعض حقوق المعلمين كما حصل في اعتصامها السابق يوم 16 / 12 / 2007 ، انبرت اليوم لتقف بصلابة أمام ثقافة الديكتاتورية وأدبياتها التي خرجت مع الطاغية المقبور من الباب لتعود ألينا اليوم من الشباك ، فمن الواضح إن النقابات والاتحادات وجميع مؤسسات المجتمع المدني مستقلة تماما عن السلطة التنفيذية وهذا ما كفله الدستور وأعراف الديمقراطية السائدة في العالم المتحضر ، وما محاولات اللجنة الوزارية العليا المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الحكم الفاقد للشرعية الانتخابية في الإشراف والاستلام والتعيين والإدارة للنقابات والاتحادات ما هي إلا تدخل سافر وهيمنة مرفوضة وخرق فاضح للدستور العراقي ، وعلى ذلك فأن نقابة المعلمين ستلجأ إلى جميع الوسائل والفعاليات التي كفلها الدستور من اعتصام وتظاهر وإضراب ضد الإجراءات والآليات المستوحاة من ثقافة الديكتاتورية ، ولا يفوت النقابة إن تستهجن وتستنكر ممارسة القوة الأمنية هذا اليوم في ساحة الفردوس المفتقرة للسلوك الحضاري في تجاوزها على معلمي العراق و وسائل الإعلام . (( سيبقى المعلم الشمعة التي تضيء الدرب نحو البناء والديمقراطية ودولة القانون )) اللجنة الإعلامية نقابة المعلمين العراقيين
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |