|
علاقة الإسلام بالسريان جهاد علاونه طول عمر السريان شعب طيب وحباب وإبن ناس وما زلنا نحن ورثتهم نتمتع بهذه الصفات الجميلة وبالوداعة وبحب الحكمة والخير , ولم يقاوم السريان الإسلام لأنهم كانوا يطمعون أن يخلصهم من الإنشقاقات الداخلية بينهم ومن تسلط الفرس عليهم وأحياناً الرومان , ولما لم يحقق لهم الإسلام هذه المطالب هاجروا وتركوا أراضيهم وبلدانهم....إلخ . وحين ظهر محمداً نبياً وخاتماً للأنبياء والرسل لم يكن في وقتها أحد يقرأ ويكتب إلا (السريان) المسيحيون أو النصارى , أو السريان بمعناها الديني , لأن كلمة سريان أصبحت بعد المسيحية لا تعني إلا المسيحية ولا تشير إلى العرق أو القبيلة ولكنها أصبحت تشير إلى العقيدة المسيحية , هذه العقيدة التي كانت لوحدها من تمارس مهنة القراءة والكتابة نظراً لأنها أصبحت كتابية لها كتاب ديني , قبل أن يتعلم العرب اللغة العربية وقبل أن يكتبوا بها . وكانت مهنة الكتابة والقراءة فقط من حق ثلاثة وهم : -الكهان. - السحرة . - والشعراء. فالكهان كانوا يمارسون القراءة والكتابة نظراً لقرب مهنتهم الدينية من الكتب والأوراق , وكان أيضاً السحرة يمارسون القراءة , نظراً لطلبهم العلم من الكتب . والشعراء أيضاً كانوا يمارسون الكتابة والقراءة نظراً , لرغبتهم بتدوين أشعارهم وقراءة غيرهم من الشعراء . ولكن عامة الناس لم تكن لتهتم بمثل هذه المهن لأن طلبها للرعي وسعيها للرزق يحول بينها وبين تعلم الكهانة والسحر وكتابة الشعر . ولربما هذه الأسباب هي التي جعلت قريشاً يتهمون محمداً مرة بأنه ساحر ! ومرة بأنه كاهن. ومرة بأنه شاعر . والسبب في ذلك أن القرآن كلام مقروء ومكتوب ولم يكن أحد يقرأ ويكتب إلا من كانت مهنته شاعرٌ..أو كاهنٌ..ساحرٌ..!!!. وهذه الشروط الثلاثة تجتمع لكل من كان يطلب الورق والقلم والمداد . وكانت السريانية منتشرة إنتشار النار في الهشيم وكانت هنالك أزمة سياسية ودينية بين السريان أنفسهم , فقد إنقسمت الكنيسة إبان البعثة الإسلامية إلة نساطرة يؤمنون بطبيعة المسيح الواحدة أي بإجتماع الأقانيم الثلاثة في إقنوم واحد سنة 431 للميلاد وتنسب النسطورية إلى نسطور الذي ولد سنة 380-ومات سنة 401 وقد أخذ بمذهبه مجمه (أفسس) بعد وفاته . المهم في الموضوع أن الديانة الإسلامية تشكلت من مذهب النساطرة وكان النجاشي ملك الحبشة واحداً منهم وكان يعرف محمداً أن أصحابه لن يضاموا عنده لأنه مؤمن بطبيعة المسيح الواحدة أي أن الأقنومين متحدين في إقنوم واحد وهذا ما يعرف علمياً بمبدأ الأخذ بطبيعة المسيح الواحدة . وعلى أثر ذلك شهدت بلداننا السريانية صراعاً عنيفاً ودموياً أحياناً بين السريان على هذا المذهب وأعتاها كانت من سنة 452-512 ميلادية , وهذه الفترة كانت كافية للتفكير بولادة مخلص يخلص العالم المسيحي من الشر , ولاقى السريان أيضاً الإضطهاد تلوى الإضهاد على يد الدول المجاورة لهم وفي النهاية جاء الإسلامي بتعاليم نسطورية رحب بها النساطرة وإستقبلوها بكل صدر رحب ومن المحتمل أنهم هم أول من لقب عمر بن الخطاب بلقب (فرافوريا) أو (فارقوريا) وتعني المخلص . وهنالك كلمات كانت متداولة لدى السريان المسيحيون من أهمها : أبا: أي الفاكهة , وهذه من الكلمات السريانية التي تعلمها العرب من الأحبار المسيحيين السريان , وتعنى (خُضرة) ويقال:(فاكهة) وهذه الكلمة من الكلمات الثلاثة التي وقف عندها إبن عباس حائراً في معناها ولو كان لإبن عباس علم بالسريانية لأجاب عنها . الحور: العنب الأبيض , وهنالك رسومات (ليتورجيات) سريانية تصور العذراء وهي تمسك بيدها الحور العين , والذي ظنوه العرب أن الحور هو النساء . حخما: حكمه, أو حِكم, والألف الممدودة هنا هي أداة تعريف تلحق بالأسماء . اليم: البحر في اللغة السريانية . آية : علامة . قرآن: قريانا ,الكتاب. وبهذا يكون القرآن نفسه أول محاولة للكتابة العربية بشكل منظم , وقد كان للكهان فضل وللسحرة وللشعراء , ولكن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي عمم اللغة والحرف والأبجدية العربية , نقلاً عن السريانية وهي اللغة التي كتبت بها عدة أسفار من العهد الجديد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |