|
الخطوط الجوية العراقية مرآة لوزارة النقل والحكومة
طعمة السعدي لا شك أن الدول والحكومات تولي اهتماما" بالغا" بالخطوط الجوية المملوكة من قبل حكوماتها ممثلة بوزارة النقل والمواصلات في حالة الخطوط الجوية العراقية. ولم أر أو أجرب خطوطا" أسوأ من الخطوط الجوية العراقية في تجاربي العديدة معها منذ عام 2005 لحد الآن وهي تجارب قليلة مقارنة بعدد الرحلات التي قمت بها من والى العراق ، فكنت أفضل الحجز مع شركة أطلس في شارع السعدون عند سفري عن طريق دبي ذهابا" وأيابا" ، وهي شركة أهلية جيدة ودقيقة المواعيد ، أو الخطوط الأردنية اذا كان سفري عن طريق عمان الى الأردن. وأخذت هذه الخطوط الملكية ألأردنية عدوى من الخطوط العراقية فلم تعد تلتزم بمواعيد رحلاتها الى بغداد في كثير من الأحيان بخلاف رحلاتها الى الدول الأخرى، مما جعلني اعادة التجربة مع الخطوط العراقية في شهر كانون الأول الماضي وفي شهر آذار الحالي حيث اشتريت منها بطاقة ذهاب وأياب في الدرجة الأولى وسافرت الى بغداد يوم 11 آذار وعدت يومي 24 و25 آذار وسأشرح معنى سفري بيومين اثنين لاحقا".
تجاربي مع الخطوط الجوية العراقية: 1- في ربيع عام 2005 حجزت مقعدا" في الدرجة الأولى من دبي الى بغداد، وأثناء انتظاري قرب (كاونتر) تسليم البطاقات واستلام بطاقة الصعود الى الطائرة (بوردنك كارد) جاء مواطنون بينهم سيدة كبيرة السن ومريضة على كرسي متحرك ولديها حجز مسبق فرفض المسؤول أو مدير مكتب الخطوط في دبي السماح لها بالسفر قائلا" ( قبطت الطيارة، أي أمتلأت) وكأننا في مرآب علاوي الحلة أو النهضة لنقل الركاب وتصرف مدير الخطوط الجوية العراقية كتصرف أولئك الغير متعلمين الذين أكثر مهنية منه لأنهم لا يتعاملون بشيء اسمه الحجز المسبق، فمن يأتي أولا" ينال مقعدا" والعكس بالعكس. ان الدولارات تلعب دورا" في حصولك على مقاعد الآخرين في طائرات خطوطنا الجوية. 2- حضر صديق وأخ عراقي من المهندسين الذين نعتز ونتشرف بكفاءاتهم (وهو صهر لنا) ويدير شركة اماراتية كبيرة بكفاءة عالية الى مطار دبي ولديه حجز مسبق بالتأكيد، فالرجل منظم جدا" وكفوء جدا" فقال له مدير الخطوط (قبطت الطيارة) ولم ينفع أي شيء معه مما اضطر الرجل الى تأجيل سفره لليوم أو الرحلة التالية علما" أن وقته ثمين جدا". 3- حجزت في أوائل تموز عام 2006 رحلة ذهاب وأياب مع العراقية من بغداد الى أربيل، وكان وقت الرحلة الساعة الثالثة والنصف عصرا". فتم حجزنا في القاعة الخارجية للمطار وكان مدير مكتب الخطوط يمر من جانبي بين حين وآخر فسألته أولا" ان كانت الرحلة ستتم في وقتها فأجاب بالأيجاب أكثر من مرة. ولما اقترب موعد الرحلة ولم يتم مناداتنا لدخول قاعة تدقيق البطاقات واستلام الحقائب سالت المدير ان كانت الرحلة ستتأخر، فأجاب بالأيجاب (ستتأخر ساعة أو أكثر) ولما ألححت في طلب الحقيقة قال لي: ذهبت طائرتكم الى دبي (كما أذكر)وستنقلكم عند عودتها في العاشرة والنصف ليلا" الى أربيل !!!! تخيل أيها القارىء الكريم أن تبقى الى العاشرة والنصف في مطار بغداد بانتظار وهم وأكاذيب مدير الخطوط ومنع التجول كان لا ي زال مطبقا" ولا يبق من سواق وزارة النقل أحدا" بعد غروب الشمس بسبب الوضع الأمني. فما هو الحل؟ سمعت نداء" الى رحلة الى السليمانية التي كان من المفترض بي زيارتها بعد أربيل وكان النداء الأخير فدخلت قاعة تدقيق تذاكر السفر واستلام الحقائب وذهبت الى كاونتر رحلة السليمانية وقلت لمن بدا المسؤول عن الخطوط (ليست الخطوط الجوية العراقية ولا أذكر اسمها) فقلت له: أريد السفر الى السليمانية ذهاب فقط، فقال لي (جيب 60 دولار) فقلت له أريد درجة أولى ، فقال 75 دولار. أعطيته الخمسة وسبعين دولار وحصلت على بطاقة دخول الطائرة بسرعة البرق ودون ايصال باستلام المبلغ. اتصلت بالأخوة سامان الخفاف وباتين صالح شقيق ألأخ برهم صالح لأستقبالي وحجز فندق لي وكانا خير مضيفين وحللت في السليمانية مدللأ من قبل هذين الأخوين وغيرهما. أقمت في السليمانية اسبوعا" وكانت الغاية تطوير معمل تعبئة مياه في دربندي خان يعود للأخوة الكرد ومن ضمنهم الأخ صباح صابر الذي طلب مني دراسة موضوع التطوير واستيراد مكائن جديدة فتم ذلك وكانت نصيحتنا شراء مكائن سويسرية كقمة في جودة النوعية تليها الألمانية ثم الأيطالية حيث يمكن تجهيز مكائن مبرمجة أوتوماتيكيا تعمل 24 ساعة دون عمال ، بل رقيب واحد بالتناوب. وبسبب ارتفاع الكلفة تم شراء مكائن تركية. 4- ذهبت بالسيارة من السليمانية الى أربيل للأجتماع بالأخ نوزاد البرزنجي ممثل الأخ صباح صابر فيها وحيث أنني أنهيت الأجتماع به في نفس اليوم حجزت مع الخطوط العراقية للرجوع الى بغداد في الثامنة صباحا" من اليوم التالي. خرجت من الفندق القريب على المطار في السادسة صباحا" وجلست أشرب قهوة في المطار وفي السابعة تقريبا" ظهرت كلمة تأخير على شاشة الرحلات فسألت المسؤول يا أخي كم التأخير قال ساعة واحدة، وبأختصار في الساعة الثامنة سألته عن حقيقة الأمر فقال لي: ذهبت طائرتكم الى عمان وستعود لنقلكم الى بغداد في الثانية عصرا" ولم أصدقه وقلت له سأتصل بكم في الساعة الثالثة عصرا" أو أكثر وعدت الى غرفتي في الفندق وتناولت فطوري. اتصلت بمكتب الخطوط العراقية في مطار أربيل بعد الثالثة عصرا"، فقيل لي ستقلع الطائرة في الرابعة والنصف فذهبت مسرعا" الى المطار وأقلعت الطائرة بعد الخامسة والنصف ووصلنا بغداد بحمد الله وقت الغروب وكنت أول الخارجين من المطار فلم أجد أي تكسي فسألت رجلا" أعلم أنه ينظم حجز السيارات للمسافرين فرجوته أن يجد لي حلا" فأتصل الرجل مشكورا" بسيارة كيا فان وانحشرت مع اثني عشر مسافرا أو أكثر كانوا فيها ووصلت بغداد محظوظا" ولا أعرف ماذا حدث لبقية المسافرين، ولا بد أنهم قضوا ليلتهم في المطار لعدم وجود سيارات الأجرة والوضع الأمني السيء جدا" في تموز 2006. وبعد هذه التجارب قررت مقاطعة الخطوط الجوية العراقية، ولكن الى حين! 5- كنت في شهر كانون الأول الماضي في عمان مع زوجتي وشقيقتي الوحيدة التي جاءت من بغداد من أجل العلاج فذهبت الى مكتب الخطوط الجوية العراقية في عمان في منطقة العبدلي وسألت الموظف أن يجيبني بأمانة ان كانت رحلاتهم الى بغداد تقلع في وقتها المحدد فأجابني الرجل بالأيجاب. ولما ذكرت له تجاربي المريرة السابقة معهم قال لي: ان طائرة بغداد لا تتأخر لسبب بسيط هو كونها تأتي ليلا" وتقضي الليل ، مع طاقمها بالطبع ، في عمان وترجع في اليوم التالي، وصدق الرجل. ذهبنا الى مطار الملكة علياء الدولي وطلبت كرسيا" متحركا" لشقيقتي فتم لنا ما أردنا بسرعة فائقة، ثم قمنا بتأشير تذاكر سفرنا وتسليم الحقائب فقال لنا الموظف المسؤول أن لدينا وزن زائد ، فقلت له نحن في الدرجة الأولى ، فقال رغم ذلك لديكم كثير من الوزن الزائد وكان محقا" فسألته كم علينا أن ندفع فأجاب على الفور مائة وعشرين دينار أردني ولدهشتي أخذ المبلغ وأعطانا بطاقات الصعود الى الطائرة بدون ايصال بالمبلغ. أي أن المبلغ وكل مبالغ الوزن الزائد تذهب الى جيبه وصحبه الأمناء!!!!!!!!!! ولم أشأ الدخول في جدل ربما ينتهي الى ما لا أحب مع أناس هابطين فاسدين كهذا الرجل. وطارت الطائرة في موعدها بدقة متناهية ووصلنا بغداد بالسلامة والحمد لله ولكم أن تتخيلوا حال شقيقتي وهي مضطرة على المشي مسافة طويلة لعدم وجود كراسي متحركة كما هي الحال في عمان حيث توجد عشرات منها كما رأيت أثناء سفراتي المتعددة. ثم عدت أنا وزوجتي الى عمان على متن الخطوط الأردنية يوم 28 كانون الثاني ثم الى لندن. 6- رجعت الى العراق على متن العراقية صباح يوم الحادي عشر من آذار وكان التوقيت مدهشا" حقا"، أي في تمام الثامنة صباحا" لأن الطائرة موجودة في مطار الملكة علياء من الليلة الماضية كما أسلفنا. وحجزت للعودة الى عمان في الساعة السادسة والنصف مساء يوم الثلاثاء المصادف 24 آذار قبل يومين من رحلتي الى لندن، وذلك احتياطا" لتأخير الطائرة العراقية لأي سبب، وما أكثر الأسباب. خرجت من الدار قبل موعد الرحلة بأربعة ساعات ونصف وكان طريقي يمر في شارع الكرادة خارج وقضينا (أنا وسائق السيارة ) ساعة ونصف الساعة لقطع المسافة بين ساحة الحرية في الكرادة الشرقية ونقطة التفتيش قرب جسر الجادرية حيث يحمل جنود وزارة الدفاع أو الشرطة الوطنية جهازا" لكشف المتفجرات يسميه العراقيون (أبو الريحة) لأنه يتأثر بالعطور والمنظفات أكثر من اكتشافه للأسلحة والمفرقعات ، وربما كتبت مقالة عن هذا الجهاز المتخلف ومساوئه وما يتوفر من أجهزة تتقدم عليه بمراحل كثيرة. وصلنا جامع أم الطبول لنفاجأ بقطع طريق المطار بسبب سفر الرئيس التركي وتوديعه من قبل السيد رئيس الجمهورية من المدينة الى مطار بغداد الدولي حيث أخبرنا الجنود أن الطريق مغلق منذ ما يقارب الساعتين ثم مر الموكب الرئاسي بأسلوب صدامي بأمتياز حيث لازالت الأجهزة الأمنية تقوم بقطع الطرق لأي سبب كما كانت كانت قبل التحرير لأنها تحمل نفس العقلية. وهذه التصرفات هي التي جعلت أهالي الكرادة يضيقون ذرعا" بالأخوة في المجلس الأسلامي الأعلى بسبب غلقهم الطرق والجسور ساعات طويلة وأحيانا" في عز الصيف من أجل اللطم أو بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد آية الله محمد باقر الحكيم فتحول حبهم الى المجلس الى كراهية، وأقول هذا من باب صديقك من صدقك. تم فتح طريق المطار في حوالي الخامسة والربع مساء" وتمكنا من الوصول الى المطار في الساعة السادسة تقريبا آملين أن تطير الطائرة في موعدها ولم يتم ذلك ، ثم طلب منا الصعود الى الطائرة في الثامنة والنصف مساء" وبعد جلوسنا مدة لا تتجاوز الخمس دقائق ، وكان بعض المسافرين لا زالوا في طريقهم الى الطائرة طلب منا طاقم الطائرة مغادرة الطائرة بسبب اغلاق المطار لهبوب عاصفة ترابية علما" أنه لو طارت الطائرة في موعدها لتم ذلك بسهولة حيث رأيت قرص الشمس وهي تغيب بوضوح تام مما يدل على أن مدى الرؤية كان جيدا" جدا". وبعد مواعيد كاذبة تم الغاء الرحلة لنجبر على قضاء ليلة ليلاء على كراسي المطار ولم يتم اقلاع الطائرة الا في الثامنة والنصف من صباح اليوم التالي وبلغت مدة سفري من بغداد الى الفندق في عمان اثنان وعشرين ساعة!!!!!!!!!!!! دخلت مرافق الدرجة الأولى لأجدها في أسوأ ما يكون ولا تتوفر فيها محارم تنشيف اليدين الورقية ولا محارم صحية (كلينكس)، أما الصابون ففيها صابونة عسرة لم أر أسوأ منها أبدا" حيث لا تحصل على رغوة بسيطة الا بجهد ولا أعلم من أين جاؤا بمثلها. أين التفتيش والرقابة يا مدير الخطوط الجوية المحترم؟ ان الخطوط الجوية ملك العراقيين جميعا" فاذا كنت فاشلا" فأترك وظيفتك وأعمل في علاوي الحلة. ان الخطوط الجوية الحكومية تعكس دقة وانضباط ونظافة المديرية والوزارة التابعة لها، فنرجو معالي الوزير أن يهتم بهذا الموضوع وتلقين ادارة الخطوط الجوية درسا" في كيفية ضبط المواعيد والنظافة وتحسين ميتوى الخدمات. وملاحظة أخرى يجب الأهتمام بها وهي انشاء فندق مناسب قرب المطار اسوة ببقية مطارات العالم المتحضر ليتسنى للمسافرين المبيت فيه في الحالات الطارئة وغير الطارئة. كما على وزارة النقل توفير حافلات لنقل المسافرين من المطار الى موقع أو موقعين مناسبين في بغداد للقضاء على جشع سواق وزارة النقل الذين ينتهكون تسعيرة الوزارة. أرجو أن تنال هذه المقالة اهتمام معالي وزير النقل وغيره.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |