|
ما الجديد الذي يحمله العرب لقمَّتهم؟ نجلاء ناجي البعداني - arabicbloggersunion@googlegroups.com من السابق لأوانه أن يتفاءل المواطن العربي وبشكل مفرط يدفعه إلى القول بأن قمة الدوحة ستكون مغايرة تماماً للقمم العربية السابقة سيئة الذكر، وليت الأمر وقف بالمواطن العربي عند حد التفاؤل وانتظار ما ستسفر عنه نتائج قمة المصالحة، بل ذهب بعيداًَ جداً لدرجة المراهنة على نجاح هذه القمة في تحقيق كل ما يحلم به المواطن العربي من المحيط إلى الخليج بما في ذلك إعادة النظر من جديد بإمكانية تحقيق الوحدة العربية الشاملة، خصوصاً أن زعماءه كما يعتقد قد وصلوا إلى قناعة بضرورة التلاحم والتكاتف العربي وإزالة كل الخلافات والإشكالات التي تحول دون تحقيق مصالحة عربية كخطوة أولى نحو لملمة الشتات العربي المبعثر منذ عقود وترميم البيت العربي الذي أصبح أوهن من بيت العنكبوت. ويستند المواطن العربي في تفاؤله هذا إلى تصريحات ودعوات عدد من زعمائه الذين إن صدقوا في دعواتهم تلك وأخلصوا نواياهم، وتخلصوا مما في قلوبهم من أحقاد وضغائن تجاه أشقائهم، وأسقطوا من عقولهم تلك الحسابات التي شكلت رؤيتهم للعلاقة مع بعضهم ورسمت ملامح السياسة التي يتبعونها في التعامل مع أشقائهم والقائمة على التآمر والتشكيك فيما بينهم وممارسة الضغوطات على بعضهم البعض. معتقدين خطأً أن قوة نظام عربي إضعاف لنظام عربي آخر وأن استقرار بلد عربي زعزعة أمن واستقرار بلد عربي آخر وأن تجويع شعب عربي ضرورة لبقائه في بيت الطاعة وأن العربي إن لم يتآمر على أخيه العربي ويقف ضد مصالحه فإن عروبته ناقصة وأن مكانته لم تعد كما هي ولم يعد له ذلك الحضور كما كان من قبل ولم يعد مهيمناً على الأنظمة العربية التي بقيت تحت الهيمنة سنوات، وغير ذلك من الأمور التي شكلت رؤية الأنظمة العربية لبعضها البعض وكانت سبباً فيما يعيشه العرب من هوان وذل. ولكن ما الذي استجد ليعتقد المواطن العربي أن أنظمته العربية قد تخلت عن عقدها وتناست كل خلافاتها ولم يعد يهمها غير المصلحة العربية العامة والتي لا تتم إلا بمراعاة مصالح جميع الدول والشعوب العربية؟؟ وأن توحيد الصف العربي خيار لا رجعة فيه؟ وهل يعتقد المواطن العربي فعلاً بأن القادة العرب سينجحون في تحقيق المصالحة فيما بينهم رغم أن عدداً من زعماء العرب أعلنوا عدم حضورهم قمة المصالحة وهم معنيون بهذه المصالحة إن كانوا جادين في تحقيقها؟ وأخيراً.. ألا يعتقد المواطن العربي أن كلمة الوحدة العربية تصيب الكثير من الأنظمة بالحساسية وتجعلهم يحقدون على كل من يحاول إعادة التذكير بهذه الكلمة التي تم إسقاطها من ذاكرة الأنظمة العربية ولم تعد تذكر إلا في المبادرات اليمنية المقدمة للقمم العربية. فلماذا نتفاءل إذن ونحن ندرك جيداً أن الاتفاق الوحيد الذي يجمع عليه الزعماء العرب في كل قممهم أنهم اتفقوا على أن لا يتفقوا. وكل قمة والعرب بخير.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |