|
قراءة في رسالة الشيخ حارث الضاري الى قمة الدوحة
حميد الشاكر هيئة علماء المسلمين في العراق وأمينها العام الشيخ حارث الضاري مرّة أخرى في الشأن العراقي، ولكنّ هذه المرّة ليس في بساتين ابو غريب لقنص زوّار الحسين ع وقتلهم، ولا في شوارع بغداد لارسال سيارة مفخخة لموقف المسافرين في النهضة لتحرقهم واطفالهم ونسائهم في سيارات النقل ...، بل الى قمة العرب في الدوحة، وبرسالة مفتوحة من أمين عام الهيئة الشيخ حارث الضاري الهارب في دولة الكراهية للعراق والعراقيين، ليبعث بتوصياته وتحذيراته ورؤيته للقادة العرب حول مايجب عليهم فعله تجاه العراق وحكومته، وماينبغي عليهم الاسراع به في هذا الصدد !. طبعا ليس هناك في رسالة الشيخ الضاري اي توصية او ملمح يشير من بعيد او قريب لاخواننا العرب : بالانفتاح على العراق !. او المساهمة باعادة العلاقات الطبيعية معه !. بل هناك فقرات وتوصيات وتحذيرات ...... كلها لاتخدم العراق وشعبه، باعتبار ان فقرات الرسالة كلها تنصب على اشاعة روح عدم الثقة بالدولة العراقية الجديدة، ووجوب عدم الاعتراف بشرعيتها من قبل العرب،..... الى ان تصل مواد الرسالة المفتوحة الى المطالبة بوجوب دعم قوى الارهاب في العراق وكل من يعارض في الداخل والخارج العراقي للاطاحة بالدولة العراقية والتجربة والمشروع السياسي العراقي برمته !. دعونا الان نقرأ رسالة الشيخ حارث الضاري لنكتشف اكثر فاكثر النمطية الفكرية السياسية لهذا المخلوق من جهة، ومشروع هذه الهيئة التي ابتليَّ الشعب العراقي بمسجدها الضراري الذي شيده منافقي المرحلة وشذاذ الافاق وطريدي العدالة الانسانية والعراقية في العراق الجديد من جهة اخرى، لنرى ماذا تريد الهيئة من العراق وشعبه ؟. ولماذا هي هكذا دائما لاترغب برؤية العراق الا مدمرا معزولا مخربا مقتولا مدالا عليه وذليلا بين الامم ؟. ولماذا هيئة علماء المسلمين دائما الحجر الذي يريد ان يقف بفم النهر لقطع الماء عن شجرة العراق كي تموت وتنتهي ولايبقى الا صحراء التخلف والموت والرجعية في العراق لاغير ؟. اولا :- الانا المتضخمة . وقبل كل شيئ في رسالة الهيئة للقمة العربية يطالعنا الشيخ الضاري بخطابه للزعماء والقادة والملوك والامراء العرب بخطابه الذي ينم عن مدى تضخم مرض الانا والسلطة الذي استولى على الشيخ الضاري ليحوله الى شخص مهووس بمرض ممارسة السلطة حتى وان كان في الوهم والخيال، ليعتبر نفسه وبلا صفة سياسية او رسمية تذكر احد قادة العرب، لابل وكأنه من ضمن المشاركين في القمة كرئيس شرعي للعراق اليوم وراثة بعد المقبور صدام حسين، والجالس على كرسي المنصة لخطاب الزعماء العرب وجه لوجه في قمة الدوحة، ولهذا يصدّر الشيخ حارث الضاري خطابه بكلمة :(( ايها الاخوة الكرام )) للزعماء والملوك والقادة العرب !. ثانيا :- في المصالحة العربية . ثم ينتقل الشيخ الضاري بعد تحدثه كزعيم للعراق اوحد الى مخاطبة الزعماء العرب كمتحدث فريد عن الدولة والوطن والشعب العراقي ليشرح المأزق العراقي كبلد عربي أحتل ونهبت ثرواته ودمرّت مقدراته بقوله :(( لقد احتل بلدنا ظلما وعدوانا، وفقدنا حتى اللحظة أكثر من مليون ونصف شهيد، ودمرت بنانا التحتية،وهاجر الملايين من أبنائنا،وغدونا الشعب الأفقر في المنطقة،في بلد هو الأغنى فيها، ولم نجد منكم ما يعيننا على تجاوز محنتنا، فكأن عراقنا ليس من منظومة البلاد العربية )) وكل هذا بلغة ( نحن ) الدالة على الفخامة والعظمة !. ثالثا:- حكومة العراق عميلة ولاتمثل الشعب . وفي مقابل مايقدمه الشيخ حارث الضاري من انه هو الممثل الاوحد للعراق للقمة العربية، وهو الزعيم وشيخ قبيلة الشعب العراقي لاغير، فمن الطبيعي ان يبتدأ أمين هيئة علماء المسلمين بنزع الشرعية عن الحكومة العراقية، بل وبأعتبار ان الشيخ الضاري يرى في حكومة العراق انها الجهة التي تزاحم سيادته على تمثيل العراق في القمة أنبرى ومنذ بداية رسالته المفتوحة بكيل الاتهامات بعمالة الحكومة العراقية للاجنبي بقوله: (لقد كان المحتلون قد استعانوا من أجل البقاء بعد إذ لم تسعفهم قوتهم العسكرية في هذا السبيل، ببعض من يحسبون على العراق وهم لا ينتمون إليه أصلا أو ثقافة، ولا يدينون بالولاء له، فشكلوا أكثر من عملية سياسية، بنوها جميعا على أسس المحاصصة الطائفية والعرقية، وهي أسس أسهمت بشكل واسع في إذكاء الروح الطائفية الإقصائية التي لم يعرفها العراق ولا العراقيون من قبل، كما أسهمت في تأجيج بعض الفتن التي كادت أن تعرض العراق وشعبه الى التمزق والاحتراب لولا إرادة الله سبحانه )) والحقيقة ان في هذه الفقرات من رسالة الشيخ الضاري للقمة العربية وهو يصف حكومة العراق المنتخبة شعبيا اكثر من كارثة سياسية وبشرية، لااعلم هل ان الشيخ الضاري يعي لخطورة مايطرحه ؟. أم ان هيئة علماء المسلمين وصلت بقيادة الضاري الى مستوى من الكراهية بحيث انها اصبحت لاتميز كل ماتطرحه من نقد ومعارضة للوضع العراقي الجديد ؟. فهذه الفقرات تشير الى : أ: ان جميع الموجودين الان في الدولة والحكومة والبرلمان او مجلس النواب من عراقيين سنة وشيعة واكراد وعرب وجميع طوائف الشعب العراقي هم يحسبون خطأً على العراق شعبا وبلدا، اي انهم ليسوا عراقيين اصلا !. ب: كما ان كل هذه البشر في العراق اليوم والمنخرطين في الحكومة والدولة والبرلمان هم بالاساس لاينتمون الى العراق نسبا او صهرا !. ج : كما انهم مجرد دخلاء على ثقافة العراق ومجتمعه وليس لهم اي صله بهذا الوطن ثقافيا وفكريا وسياسيا !. د: وهم مجموعة من العملاء والخونة الذين لايدينون بالولاء للعراق وشعبه واهله !. ه: وهم مجموعة من العصابة التي شكلت عملية سياسية في العراق قائمة على المحاصصة والطائفية والعرقية وفرضتها على الشعب العراقي بلا ادرك منه ولامشاركة ولا اي التفات لوجوده !. و: وهذه العملية السياسية هي التي حركت الحرب الطائفية والفتنة الكبرى في العراق، وليس تنظيم القاعدة ولا فلول الصداميين المنهزمين من وجه العدالة هم من قتل الابرياء من العراقيين وقسّم الشعب العراقي لروافض وسنة !. ز:ان العراق في زمن صدام المشنوق بامر العدالة الالهية لم تكن فيه طائفية ولا اقصائية في العمل السياسي مطلقا، لقول الضاري ( وهي اسس اسهمت .. في اذكاء روح الطائفية الاقصائية التي لم يعرفها العراق ولا العراقيين من قبل )) بل ان العملية السياسية القائمة اليوم في العراق هي من أسس للطائفية والاقصائية السياسية !. ح: وحسب رأي الضاري لقمة الدوحة العربية، فان هذه العملية السياسية هي من فجرّ الفتنة وهي من قتل الناس وهي من اسس لكل الشرّ الذي اراد ان ينفجر بالعراق لولا وجود حارث الضاري وامثاله من العراقيين الاصلاء !. هذه هي المعاني المستوحاة من فقرات رسالة حارث الضاري للقمة العربية تجاه حكومة الشعب العراقي المنتخبة والتي تمثل هي اليوم العراق في جامعة الدول العربية !. فياترى أسال هنا ماهو الفرق بين عقلية الشيخ حارث الضاري اليوم وعقلية صدام حسين بالامس ؟. صدام المقبور ايضا كان لايرى اصيلا في العراق غيره ولاعراقيا الا اياه ولامثقفا ومنتميا للعراق الاهو، اما باقي البشر العراقيين فهم كما صنفهم الشيخ الضاري في رسالته للقمة دخلاء وغير منتمين للعراق واصحاب مشاريع سياسية مشبوهة واهل فتن وتقسيم للعراق .. وهكذا!؟. ان الضاري في فقرة رسالته هذه يريد ان يقول بصيغة اخرى كل الشعب العراقي ليس عراقيا ماعداي انا وعشيرتي لاغير !. رابعا :- أسألة الضاري للزعماء العرب !. ثم يبدأ بعد ذالك زعيم عشيرة هيئة علماء المسلمين بطرح الاسألة التي ربما تكون غائبة عن اذهان القادة العرب في قمة الدوحة وهم يستقبلون العراقيين بحكومتهم المنتخبة بكل حفاوة واحترام، يسألهم :(( السؤال الذي ينبغي ان يثار الان ماذا بعد خروج الاحتلال ؟. وما الذي اعددتموه لتلك اللحظة ؟. في وقت يعمل فيه غيركم ليل نهار وبشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة ليبسط نفوذه على العراق ويهيمن على خيراته وسياساته ويجعل منه منطلقا لاحلامه واوهامه ؟)) ان هذه الاسألة هي نفس الهواجس التي تورق المجرمين من الصداميين الذي توفر لهم قوات الاحتلال بعض الحماية من ان تنالهم يد العدالة القانونية ؟. كما انه نفس الاسألة التي تريد ان تلعب على وتر الرعب من ايران والهيمنة الايرانية على المنطقة ؟. اي هي نفس الهواجس التي تطرحها الصهيونية ودول الاعتدال العربي المنسحقة في المشروع الامريكي الذي فشل وانتهى ؟. ايضا الشيخ حارث الضاري يصرخ بعلو صوته : ليس المشكلة في الاحتلال !. ولا المشكلة في اي شيئ !. وانما المشكلة في عودة العراق ليد ابنائه وحكومته المنتخبة، فهذا هو الخطر من وجهة نظر الضاري، وهذه هي الكارثة الحقيقية على هيئته المتأسلمة ؟. نعم حارث الضاري يريد ان يقول بصراحة : عراق حر ومستقل ولايميل لمحور من المحاور العربية ضد اخر، كمحور السعودية الاردن مصر والمغرب، ضد محور سوريا ايران، هذا العراق هو كارثة على المحور الامريكي الصهيوني في المنطقة فماذا انتم ياعرب يامعتدلون فاعلون مع مثل هذا العراق ؟. ثم ماذا انتم فاعلون مع عراق لايضمر الحروب لجيرانه غير العرب، ويقيم علاقات ودّ واحترام مع ايران وتركيا وباقي العالم، فهل ستبقون مكتوفي الايدي امام مثل هذا العراق الذي لاينظر لغير العرب على اساس انهم اعداء ؟. الحقيقة انه ليست التفاته ذكية او خفية من قبل الضاري لايران عندما يشير لهم بالقول :(( في وقت يعمل غيركم ليل نهار ...)) كما انها ورقة قد احترقت حتى عند العرب انفسهم، فالعداء لايران في المنطقة لم يعد ينفع لاعند الادارة الامريكية ولاحتى عند الصهيونية العالمية التي عجزت او استنفدت كل اغراض العمل الدعائي ضد ايران في المنطقة !. اذن ماهي الفائدة التي راى الشيخ الضاري فائدتها من خلال تذكير العرب بالتمدد الايراني الشيعي على العراق ؟. ثم كيف انسجام هذه الرؤية مع رؤية هيئة علماء المسلمين السابقة التي تقول بالتنسيق الايراني الامريكي في احتلال العراق ؟. وكيف للهيئة اغفال ان الاحتلال جاء من نفس الدول الذي يخاطبهم الضاري اليوم لانقاذ العراق من حكومته الشرعية والمنتخبة ؟. الا ان الغريب العجيب ليس هذا بل ماذكره الشيخ الضاري برسالته المفتوحة بعد هذه الفقرة حيث اكد ونبه وشدد على القادة العرب بالقول :(( وانتم تعلمون جيدا ان عراقا يحكمه ابناءه - اي الضاري وهيئته والبعث فقط لاغير - هو الخيار الوحيد أمامكم لاستقرار المنطقة، والحفاظ على مصالحكم، وامن بلدانكم وشعوبكم،فهل اعددتم لذالك عدته ؟)) وهنا الضاري يقدم نفسه ليس كعراقيا يدافع فقط عن مصالح العراق وشعبه، بل انه الخيار الوحيد امام العرب الذي يضمن لهم استقرار نظمهم السياسية في المنطقة وكذا الحافظ لمصالح هذه النظم وأمنه البوليسي !. هل راى العراقيون كيف ان لغة شيخنا الضاري وسياسته الادارية تجاه العراق شعبا وبلدا هي نفس سياسة ومفردات واوراق نظام صدام حسين بالتمام عندما كان يقايض وجوده بالسلطة بورقة حفاظه على مصالح النظم العربية واستقرارها وديمومتها بشريطة توفير الدعم العربي له في حكم العراق ؟. ثم لايكتفي الشيخ الضاري بهذه الاشارة المفضوحة للقادة العرب، ولايكتفي بأن يقدم عرض حرق العراق وادخاله بحروب مستمرة مع جيرانه واقامة نظام دكتاتوري يقمع الشعب العراقي من اجل المصالح والنظم العربية القائمة في المنطقة خدمة للاستعمار وهيمنه الدول الكبرى على ثروات العالم العربي البترولية، بل ويزيد على ذالك بمزايدة رخيصة جدا عندما يطرح :(( ان الحكومة العراقية الحالية ليس في وارد توفير هذه الخدمات للعرب على حساب استقرار ومصالح الشعب العراقي الاصيلة، ولهذا يدعو الضاري الى عدم التفات القادة العرب لكل دعاوي الحكومة العراقية في المصالحة او غير ذالك )) فيقول: (تدّعي الحكومة الحالية امامكم - اي امام القمة - ان امنا قد تحقق تريد استدراجكم لدعمها، ومد يد العون لها، والواقع ينفي ذالك!.). نعم ياشيخ ضاري أعلم : ان العراق ليس بحاجة لبيع دماء ابنائه في سبيل شراء دعم العرب ومعونتهم له في البقاء في الحكم، ولايحكم العراق اليوم هبل صنمي دكتاتوري كالذي اقمتموه في الدولة العراقية اكثر من ثمانين سنة، ليبيع ولائه العراقي ودماء شعبه من اجل بقائه في السلطة، وانما ماموجود اليوم هو عراق مستقل ليس بحاجة الى بيع وشراء، بل المحيط العربي هو اليوم من يحتاج العراق ومعونته فافهم ذالك!. ان هيئة علماء المسلمين في العراق ليس وظيفتها اليوم خداع العرب ونقل صورة للعراق سلبية لاغير ولحكومته على اساس انها ضد مصالح العرب على طول الخط، بل ان الشيخ حارث مجتهد برسم صورة الشعب والوطن والمواطن العراقي الكارثية حسب تصويره ليقدمها لمخيال القادة العرب، ليس لشيئ الا من اجل المتاجرة اقليميا ودوليا بهذه الصورة ولهذا فعندما يتحدث الشيخ حارث الضاري عن الوضع الامني في العراق او أمن المواطن العراقي فلا يبقي صورة سيئة الا وذكرها لعراق اليوم، ففي الحديث عن أمن العراق والعراقي يقول :(( فلا أمن ولا امان لهما - الوطن والمواطن - منذ ان وطئت اقدام الاحتلال وحلفائه ارض العراق، فالوطن مشرعة حدوده لكل من هب ودبّ من عصابات الشر والاجرام ( هنا يقصد الضاري اعضاء الحكومة والدولة العراقية والبرلمان فقط وليس القاعدة وحزب البعث ) تعيث في ارض العراق قتلا وفسادا وتدميرا وهذا هو الواقع )) سادسا :- عودا على الحكومة العراقية كخاتمة مسك لرسالة الضاري . ثم يختم رسالته الشيخ حارث الضاري للقادة العرب برسم صورة لرؤية الهيئة للدولة القائمة في العراق اليوم، وكيف انها لاتمثل دولة اصلا، بل وانها اقرب لعصابات الميلشيات المسلحة منها لقيام الدولة !. يقول الضاري واصفا لدولة العراق الوحيدة المنتخبة في العالم العربي باجمعه :(( فالميلشيات الرسمية اليوم بديلا للميلشيات الحزبية السابقة ( يقصد اجهزة الامن والمخابرات ووزارة الداخلية والدفاع ) تقوم الاولى بما كانت تقوم به الاخيرة من تصفية عرقية وطائفية، لكن هذه المرة بعناوين وملابس وعجلات رسمية ... فتقتل باسم الحكومة والقانون، وتصفي خصومها تحت ذرائع الارهاب او الخروج على القانون، ونسمع يوميا ... عن اعتقال المئات والالاف، وهؤلاء يضافون الى مئات الالاف في سجون .... سرية وعلنية ....)) وفي موضوعة شعارات الحكومة في المصالحة يقول الضاري واصفا لمشاريع دولة العراق الاصلاحية بالقول :(( اما التعويل على الشعار المرفوع من قبل الحكومة الحالية وهو المصالحة الوطنية، فخطأ اخر لايقل فداحة عن سابقه لأن القائمين على الحكومة لايريدون مصالحة حقيقية !.)). وختاما ينهي الشيخ الضاري رسالته بالحلّ الوحيد الذي يقدمه امام قادة الدول العربية المجتمعون في قطر للقضية العراقية بالقول :(( ان امامكم فرصة ذهبية لانتشال العراق من ازمته ... ويكون كسابق عهده جدارا منيعا يحول بينكم وبين طمع الطامعين ( يقصد ايران ) وذالك من خلال : دعم القوى المناهظة للعملية السياسية ( يعني بعثيين وقاعدة وهلم جرا ) فهذه القوى قادرة بما لها من ثقل ميداني ( يعني عمل ارهابي ) وبما تمتلك من كفاءات بشتى الميادين ( عسكرية وامنية ومخابراتية صدامية سابقة ) ان تنجز المهمة وبزمن قياسي ( اي ان تنقلب على الحكومة وتطيح بالدولة ويعود حكم البعث والصداميين للعراق ) ان توفر الدعم العربي لها )) !. وبهذا تنتهي رسالة الشيخ حارث الضاري لقمة الدوحة العربية، وهي كما يرى القارئ العراقي المحترم لاسيما في ختامها النتن لهيئة علماء البعث والجريمة ماهي الا تحريض سافر على الاستقرار في العراق وعدم الاعتراف بشعب العراق وشرعية انتخاباته ودولته، وقلب للحقائق ودفع الى عزل العراق عن محيطه العربي والاسلامي، مع العلم ان العقلية التي تحدث بها الشيخ حارث الضاري في كل نقطه المذكورة ماهي الا انعكاس للعقلية الصدامية التي لاترى في كل شيئ تقوم به الدولة والحكومة العراقية الا مؤامرة وضحك على الذقون ونكث بالعهود والمواثيق الاجتماعية والسياسية، وحتى في رؤية هذا الشيخ الضال للدولة العراقية واجهزتها التنفيذية من شرطة وجيش وجهاز مخابرات وهكذا، فهي نفس الرؤية الصدامية التي كانت ترى ان الدولة مجرد دائرة عصابة وميليشية تدير المجتمع بالعنف والارهاب والجريمة المنظمة، وكذالك الضاري لم يرى في الدولة العراقية اليوم الا هذه الصورة النمطية الصدامية للدولة وللحكومة وللشعب والامة، ولكن لايمكننا معذرة هذا الشيخ الطريد برؤيته تلك لمفهوم الدولة، وعليه ان يفهم ان عراق اليوم ليس هو عراقهم بالامس الذي قام على الكذب والدجل والنفاق والجريمة والرذيلة، بل انه عراق المؤسسات والقانون وعندما يقول ان هناك مصالحة فالمؤسسات المدنية هي من تقوم بهذا العمل وليس فردا دكتاتورا او جهة حزبية او منظمة عشائرية قبلية ارهابية من عشائر العوجة او تكريت، ليصرح الضاري ان هناك مؤامرة اسمها المصالحة، وهكذا عندما تقول الدولة هناك أمن يتحسن فلايمكن للضاري او غيره التشكيك بهذه الحقيقة لآن العراق الجديد عراق مفتوح وحر اعلاميا ولايمكن الكذب فيه كما كان يحصل في زمن المقبور صدام العفلقي !. نعم ياشيخ حارث : أعلم ان العراق الجديد قام من كبوته ودحر الارهاب الذي زرعتوه في ارضه وفتحتم بيوتكم لتستقبلوا شذّاذ الارض من الوهابية والقاعدة لذبح ابنائه، وقمع الفتنة التي قدحتم زندها فلم تشتعل بجهود المخلصين من ابناء هذا الوطن الذين تعتبرهم ليسوا عراقيين ولامنتمين له ولاهم من اصحاب الولاء لتربته، كما ان العراق اليوم هو ليس دكتاتورا صداميا وهو ليس في وارد بيع دماء ابناءه في سبيل دعم النظم العربية القائمة لبقاءه في الحكم، بل هو عراق العراقيين الذين يرون في استقلالهم وحريتهم وكرامتهم ومصالحهم فوق كل اعتبار !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |