|
العمل لمواجهة ظاهرة تعدد الزوجات المهينة في كردستان العراق؟
هاتفني قبل يومين احد زملائي الأعزاء في الحوار المتمدن – جمال احمد - ليخبرني عن زيارته الأخيرة إلى كردستان العراق في نهاية شهر شباط الفائت، حيث تم الحديث عن الأوضاع السياسية والمعيشية هناك، كما ابلغني بحزن والم شديدين تلمستهما في نبرة صوته بوجود ظاهرتين بارزتين هناك، وهما غلاء المعيشة بشكل غير متوقع وفظيع إذ أن الأسعار باتت تنافس الأسعار في دولة السويد ولكن بدأت نبرة الحزن والأسى تطغى علي صوته، عندما شرع بالكلام بألم وحسرة عما شاهده بنفسه في كردستان العراق من انتشار ظاهرة بشعة بحق النساء، أصبحت مألوفة وعادية عند اغلب الشرائح الاحتماعية، ألا هي ظاهرة تعدد الزوجات، وعدم اخفاء أكثر الرجال رغبتهم " بامتلاك" أكثر من امرأة. وهذه الظاهرة المتفشية اليوم كانت معدومة واستثنائية في السابق، ولكن انتشارها اليوم بهذه البشاعة والتي باتت تهدد حياة المرأة وكرامتها وتعمل على إحباطها أخذ ينذر بمستقبل أكثر قتامة في المجتمع الكردي . فهذا الخطر لم يعد يخيم فقط على المرأة الأمية وربة البيت ,بل باتت هذه لظاهرة مثل الوباء تهدد النساء المثقفات وصاحبات الشهادات العليا والمرأة العاملة والموظفة أيضا. علمت من زميلي أن الحديث عن الزواج الثاني والثالث وربما الرابع امسى الشغل الشاغل للكثيرين ونزوة عندهم وحلمهم، فالزواج من اكثر من واحدة بات امتيازالرجل وارتفاعا لمكانته الاجتماعية وهيبته في المجتمع كجزء من ممتلكاته التي يتباهى بها لتعزيز دوره ومكانته الرجولية في الأسرة والمجتمع . ولاشك أن المرأة تعيش حياة رهيبة ومخيفة في ظل هذه الأجواء الغير إنسانية وفيها تضطر أن تقبل جميع شروط الرجل خوفا من أن يتزوج عليها بزوجة ثانية ,مع العلم يمارس الرجل علانية العلاقات الجنسية خارج الزواج وربما تضطر المرأة لقبول ذلك وتعتبره أهون من الزواج الرسمي الثاني والثالث عليها . كما أشرت في مقالة سابقة أن في ظل إقرار برلمان إقليم كردستان تعدد الزوجات في تشرين الثاني من عام 2008 رسميا انقطع الأمل في خلق ظروف أحسن للمرأة، بعد منح شرعية قانونية لاهانة إنسانية المرأة وذلك بإفساح المجال أمام الرجل ممارسة رجولته وقوامته ونزواته الحيوانية غير إنسانية بامتلاك عدد من النساء وقانونيا وفرض أسوء الشروط على المرأة من الخضوع والاستسلام خوفا من طردها خارج منظومة الأسرة وخارج ظل الرجل ومن ثم العزلة والإقصاء الاجتماعي والاقتصادي حتى من أهلها، في ظل غياب قانون يحميها اقتصاديا واجتماعيا من العنف النفسي والجسدي الممارس ضدها داخل الأسرة والمجتمع . لم يمر أكثر من ستة أشهر على إقرار برلمان إقليم كردستان لتعدد الزوجات وما خلفه من انتشار هذه الظاهرة حتى أصبحت ظاهرة عادية ومنتشرة مألوفة في المجتمع . ناقشت آنذاك مع عدد كبير من الأصدقاء عواقب هذا القرار المجحف بحق المرأة وعواقبه في إرجاع المجتمع إلى الوراء و,من المؤكد ان تلك الظاهرة موجودة في كل الدول الإسلامية والشرقية ومن ضمنها كردستان العراق ولكن إعادة تثبيتها قانونيا لهي جريمة قانونية بحق المرأة والمجتمع المدني المتحضر . طلبت من زميلي العائد من كردستان لعمق تأثري وغضبي من هذه الجريمة اليومية بحق المرأة أن يكتب سطورا عما عايشه بنفسه لوصف الحالة : *********************************************** (في السبعينات، كيساري كنا نعادي التخلف العشائري أكثر مما نعادي الرأسمالية، وإحدى هذه الظواهر المتخلفة كانت تعدد الزوجات، أنها كانت مسالة مبدئية. كنا نبحث عن هذه الظاهرة، وأتذكر إني قد سمعت أنها متفشية في الريف، وفي محلتنا كانت ثلاثة عوائل فيها تعدد الزوجات. ولكن كان قبول هذه الظاهرة اوتائيدها يعد كفرا، فلم يتجرا احد للدفاع عنها وتبريرها. بجانب هذه الظاهرة كان تأثير حكومات الملالي(المحاكم المحلية لعقد القران حسب مزاج الملا) لحد الستينات من القرن الماضي، أثره الأكبر في هذه المجال، والذي انتهى من بعد جيل لة جيلين. لكن المصيبة الكبرى عايشتها بعد زيارتي الأخيرة مع اختي للعراق في نهاية شباط 2009 بعدما سمعت منها عن شكوى كثير من النساء من تهديدهن بالزواج عليهن، لم أثق بكلماتها سالت بنفسي عنهن، فكانت حقيقة، وبدأت اسأل صديق يساري قديم إن كان يحب أن يتزوج على زوجته فقال "سأفعل إن استطعت ذلك". بعد الإمعان رأيت كما في السابق أن الذين لهم أكثر من زوجة هم اقل من 5% لكن مثل مرض السرطان الذي هواقل من 5% أخذ يهدد كل المجتمع. وهذه الظاهرة أيضا كالسرطان يطبق ب 5% لكن يهدد به كل المجتمع. إن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على الأغنياء فقط دون الفقراء ولا على الاميين دون المتعلمين، انه بات سلاح الكل ضد النساء . إن نصف الشعب العراقي يعيشون تحت هذا التهديد. فما لعمل من اجلهن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) ******************************************************* يجب على جميع المنظمات النسوية والتحررية فضح سياسة وقرارات برلمان إقليم كردستان والمطالبة بمنع تطبيق قانون تعدد الزوجات وتحريم ذلك قانونيا . العمل على توعية المجتمع والضغط على الجهات الرسمية بمنع تلك الاهانات اليومية والعنف ضد المرأة عن طريق وسائل الصحافة والإعلام والفضائيات . فضح سياسات الأحزاب القومية والدينية في ترسيخ عبودية المرأة عن طريق تطبيق شرائع القروسطية الإسلامية ,وطلب الدعم الدولي لمنع تعدد الزوجات وتطبيق الشريعة الإسلامية في قوانين الأحوال الشخصية . العمل على تطبيق المواثيق الدولية ومنها معاهدة سيدو(مناهضة التمييز ضد المرأة) بدون أي تحفظ. العمل المشترك بين المنظمات النسوية للدفاع عن حقوق المرأة بشكل أكثر فعالية وبعيدا عن مصالح الأحزاب السياسية وجعل قضية حقوق المرأة ومساواتها هي الأساس وفقا للمواثيق الدولية وفي ضوئه العمل من اجل تشكيل اتحاد عام مستقل لنساء كردستان العراق . العمل المشترك بين الأحزاب اليسارية والعلمانية المناهضة للعنف ضد المرأة والمطالبة بمساواة المرأة في المجتمع. روابط ذات الصلة: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=154893 اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة http://www.c-we.org/ar/show.art.asp?aid=404 الحملة العالمية لإلغاء قانون الأحوال الشخصية في كردستان العراق
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |