تحرير العراق آهات ونظرات وعبرات..
 

محمود غازي سعدالدين/دهوك-العراق
nelson_usa67@yahoo.com
يستعيد العالم بصورة عامة والعراق بشكل خاص بعد ايام ذكرى تحرير العراق في 9/4/2003 الذكرى التي اسقط فيها صنم الطاغية صدام المقبور وبدأت معها المسيرة الديمقراطية شيئا فشيئا رغم المعوقات والخطط الخبيثة التي صاحبت هذه المسيرة والتي حاول ويحاول المخرضون ومجرموا البعث القومجييون والتنظيمات ألإرهابية ومنذ الساعات ألأولى لأنطلاق العمليات العسكرية أن يشوهوا الحقائق بخطابات فارغة وشعارات بالية وعمليات تفخيخ وتفجير وتخريب للبنى التحتية وتدمير وتحطيم ألإنسان نفسه وهو خلاصة ومبتغى هذه ألاطراف ألإرهابية جميعا .

لقد بدأت العمليات العسكرية بعد أنتهاكات عديدة للنظام البائد في حينه ل(19) عشر قرارا بخصوص أسلحة الدمار الشامل وعمل فرق التفتيش وإنتهاكات حقوق ألإنسان وماتبعته تداعيات أحداث 11 سبتمبر ألإرهابية ومن ثم وإستنادا إلى قرار مجلس ألامن المبارك 1483 خول مجلس ألامن الولايات المتحدة وبريطانيا قيادة العمليات العسكرية في العراق .

وإستنادا الى قرارات دولية أممية سابقة فأن دخول أية قوات عسكرية لأي أقليم أو دولة وأنهيار مؤسسات ذلك ألأقليم وتلكم الدولة سواء بوجود أعمال قتالية أو إستسلام تلك الدولة وإلقاء السلاح أو عقد هدنة يتيح لتك القوات وبحسب القرارات وديباجتها تمنح صلاحيات واسعة لهذه القوات بإدارة دفة الحكم في حال السيادة على ألأرض كلمة السيادة التي طالما راهن عليها بعض ذوي النفوس المريضة وزايدوا عليها بحجة أن القوات العسكرية التي حررت العراق تسمى قوات (إحتلال) واستغلت هذه الكلمة النشازعلى أذاننا لتبرير أعمال أجرامية ضد قوات التحالف ومن ثم بدأ مسلسلهم ألإجرامي بالتوسع ليشمل مايسمونهم (العملاء والعاملين مع القوات المحتلة ومن رضي بتحرير العراق والقوات العميلة لها !!) ومن ثم تطال ألإنسان العراقي بأجندات طائفية وقومية ودينية خبيثة .

لـنستذكر معا بعضا من الذكريات المؤلمة وتداعيات ما إقترفته ألايدي الأثمة ومنذ ألأيام ألأولى لتحرير العراق وبالتحديد يوم (10/4/2003) والجريمة النكراء بحق السيد عبدالمجيد الخوئي وهو النجل ألاصغر للمرجع الراحل أبو القاسم الخوئي وكان من المؤيدين لعملية تحرير العراق ومعارضا لدولة ولاية (الفقيه) لتبدأ أعمال من يسمون أنفسهم بالمقاومة وبمختلف أجنداتها(سنية وشيعية شمالا وجنوبا) ليس القصد هنا أن نقلب المواجع على العراقيين بل غايتنا هنا هو للإنضمام للأصوات الخيرة ألانسانية للمطالبة بكشف ملابسات هذا الحدث ألإجرامي المنسي وكشف جميع المتورطين بمقتل السيد الخوئي ولاسيما أن هناك دعوة قضائية بصدد هذه الجريمة ومن ثم محاسبة جميع من تورط بأعمال أجرامية وإرهابية بحق العراقيين وقوات التحالف ومؤسسات الدولة العراقية.

ونحن على مسافة قريبة للذكرى السادسة على عملية تحرير العراق لازال العديد من من هم داخل العراق وخارجه ينعتون يوم التحرير (بألإحتلال) لغايات خبيثة في أنفسهم ونسمع دعوات لأإعادة حزب البعث أو لأجندات خارجية لدول افزعها الزلزال المدوي بإسقاط صنم (الأمة العربية وبطلها القومي في 3 أسابيع فقط) لانستغرب من الناعقين من هؤلاء بأن يحرفوا الكلم عن مواضعه ولايتوانوا عن أي عمل أجرامي لنستذكربعضا من أفعالهم من قبيل تعليق جثث المتعاقدين ألامريكيين على أحد جسور الفلوجة والرقص على جثثهم المحروقة , أو بتفجيرأوائل سياراتهم المفخخة ليقتلوا بها رئيس مجلس الحكم عبدالزهراء عثمان محمد المللقب ب (عزالدين سليم) واخرين معه في 7/مايو/2004 .

الغريب في كل هذا أنه لازال من الساسة العراقيين وممن هم في خضم العملية السياسية ولم يفقهوا من السياسة شيئا ومن هم يتبوؤون مناصب أمنية عالية لازالوا يتفوهون بكلمة (الإحتلال) دون وازع ضمير ليصبحوا شركاء من حيث يعلمون أو لايعلمون لمن لازالوا يرفعون أصواتهم لغرض إرجاع البعث والبعثيين وإشراكهم في العملية السياسية والذين لم يدخروا جهدا في سبيل تدمير العراق ووقف مسيرته الديمقراطية .

كلمات وخطابات كثيرة ينعق بها العديدون (كالمقاومة) أو (المقاومة الشريفة)(السيادة الكاملة) (المصالحة والتحرير وقصدهم مصالحة قتلة الشعب العراقي من أمثال مشعان الجبوري) ممن لايؤمنون بالعراق وتحرره.

ولكن هل يعقل أن تصدر كلمة ألأحتلال من( مستشار أمن العراق القومي)حيث ظهر السيد موفق الربيعي قبل أيام في لقاء له في النجف مع الصحفيين وبدأ بالتحدث عن قوات ماسماها بالاحتلال متناسيا أن الحكومة العراقية قد ابرمت إتفاقيات أمنية مع هذه الدول التي يسميها بألإحتلال وهل يعلم أن هذه المفردة هي فقط كانت في سجلات وديباجات مجلس ألأمن ومللفات ألامم المتحدة وسجلات السيد (كوفي عنان) ولم تكن يوما ما في عقول ومخيلة العراقيين الذين رقصوا فرحا يوم التاسع من نيسان, وأن هذه الديباجة عدلت قبل سنوات خمس وحسب القانون الدولي لتصار ألى قوة متعددة الجنسيات حسب ألأعراف الدولية والقانون الدولي ليصبح مسماها الان قوات التحالف أو القوات الصديقة.

كلمة ألأحتلال لم تبقى سوى في مخيلة ورؤوس البعثيين الفارغة ومن ينوب عنهم ويرغب بإشراكهم في العملية السياسية .

هناك البعض ممن تبقى من ذيول البعث والقاعدة والقومجيين من لازالوا يصفون يوم التحرير والمحررين محتلين ولازالوا يتشدقون بأعمالهم ألإرهابية ضد قوات التحالف ويعرضونها على قنواتهم ألإرهابية المغرضة ولايهمنا هؤلاء لأانهم بدأوا يتساقطون هم ومشروعهم داخل العراق وخارجه, ولكن مايختلج داخل صدورنا هم من يخطبون ويتحدثون بنفس الخطاب ومصطلحاتهم (الصحافية) نسبة إلى وزير الطاغية المقبور السابق الصحاف.

الدول التي ساعدت العراقيين على التحرر والتي ابرمنا معها العديد من الصفقات العسكرية والإقتصادية واصبحنا وهم شركاء في السراء والضراء , وامتزجت في العديد من ألأحيان دماء جنود التحالف مع دماء العراقيين بعمليات قذرة بسياراتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة .

من يدعو إلى التظاهر يوم التحرير ومن يشارك في تظاهراتهم وينادي بإسقاط وإخراج (المحتل) ليس من الوطنية بشيء سواء كانت الدعوى من المتضرر ألاول من عملية التحرير( حارث الضاري) أو من أي تيار أخر يدعي الوطنية .

نقولها في ذكرى التحرير السادسة هنيئا للإنسان العراقي ذكرى التحرير السادسة ذكرى تحرره من قيوده ومن العبودية والطغيان وتحية من القلب لكل من ضحى بحياته أو أصبح ضحية للأرهاب ألأسود ولنضع ورودا ونذرف دموعا على من مهد لنا درب الحرية والتحرير والديمقراطية .

سلام على السيدة ألايرلندية ألاصل ماركريت حسن ام العراقيين سلام لسيرجيو ديملو سفير السلام سلام للبريطاني كينيث بيغلي سلام على أرواح العمال النيباليين سلام لكافة شهداء العراق وشهداء قواتنا ألأمنية وقوات التحالف فبتضحياتكم سنبني عالما وعراقا حرا ديمقراطيا جديدا , عالما أفضل بكثير عالما تحترم فيه الكرامة ألأزلية للإنسان .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com