تساؤلات عراقي من المهجر

 

شوقي العيسى

 shoki_113@hotmail.com

على ركن قصي يقف العراقي المهاجر بل المهجـّر ليتابع أحداث ومجريات العراق فمن مرحلة الى أخرى ومن حدث الى آخر ولم يتسع المجال في الوقت الحالي للمهجــّر ان يعد لبلده، حيث العوائق العديدة التي يصطدم بها ، فبعد أن كان يكافح هموم ومعوقات الارهاب الذي يعبث في العراق والذي كوفح وبجدارة من قبل القوات العراقية التي اثبتت براعتها في ذلك، فمن يرى العراق اليوم والحالة الأمنية بالذات لا يراه قبل عام اوعامين فالوضع جداً مطمئن للغاية.

 يبقى لدى العراقي المهجر الكثير من التساؤلات التي تعيش في مختلج أنفاسه وهي هل لدى الحكومة العراقية رؤية وبرنامج لاستقطاب العراقيين المغتربين واعادة استيطانهم في العراق ؟ بعيداً عن وزارة المهجرين والمهاجرين، هذا من جانب اذا ما قارنا التضحيات التي قدمها أبناء الشعب العراقي من المغتربين قياساً باعادة حقوق البعثيين ورموز النظام البائد ، فمن الأولى أن تعطى حقوق العراقيين في المغترب قبل غيرهم لأنهم النواة الحقيقية والبذرة التي أسست لمرحلة التغيير.

 باعتبار العراقيين المهجرين ينتمون أو يندرجون تحت رعايا وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية التي ترعى مصالحهم ، ومن خلال متابعتي لهذه الوزارة رأيت في موقعها الألكتروني وتحت بند رعايا الوزارة التي تهتم بهم هم "النازحون العراقيون هذه الفئة الاولى والمرحلون العراقيون وهذه الفئة الثانية اما الفئة الثالثة فهم العراقيون العائدون من الهجرة والفئة الرابعة العراقيون العائدون من التهجير والفئة الخامسة العراقيون العائدون من النزوح والفئة السادسة العراقيون طالبوا اللجوء والفئة السابعة اللاجئون العراقيون والثامنة اللاجئون الفلسطينيون والتاسعة اللاجئون الى العراق من بلدان اخرى والفئة الاخيرة هم المهجرون هذه الفئات التي ترعاها وزارة الهجرة والمهجرين ولا أعرف من أي فئة يندرج العراقي المغترب الذي هجره النظام البائد وهل أن الوزارة تتابع أمور هؤلاء اللاجئين في كل بقاع العالم أم لا؟

 هل لدى وزارة الهجرة والمهجرين أسماء وعناوين العراقيين المهاجرين أو المهجرين في الخارج؟ وهل تستطيع الوزارة أن تصل الى العراقيين في المغترب ؟ كما وصلت اليهم الاحزاب العراقية تستجدي أصواتهم؟

 هناك الكثير من التساؤلات يحملها العراقيون الذين يقفون في اقاصي البلدان يتابعون احداث العراق وينظرون الى سرقة العراق ولا يستطيعون عمل أو تقديم شيء سوى الكلمة والصراخ التي جفت حناجرهم من كثرته وأنى من يسمعهم فالكل غارق بمآربه الذاتية والانطوائية والحزبية. 

ان العراقي في المغترب يحتاج من الحكومة العراقية أن تخصص له برنامجاً متكاملاً وان تلتفت اليه قليلاً لغرض اعادته.

يكفي تلك النظرة الحقيرة من قبل البعض التي ينظر بها الى المغتربين على أنهم في خارج العراق ولديهم امكانيات تفوق امكانياتهم فهكذا من ينظر الى العراقيين في المغترب ولا يعد الى الوراء ويقرأ سجلاتهم البطولية وتفانيهم في مقارعة النظام البائد ، فالجدير بالدولة العراقية أن توفر لهم السكن والعمل اسوة بغيرهم لا ان يقف العراقي على أعتاب الوزارات يستجدي احد الوظائف ولن ينالها الا اذا كان احد انصار الجهات الحزبية ، ولهذا فنرى أغلب دوائر الدولة يتمركز فيها الوصوليين والانتهازيين فكيف يمكن لهؤلاء خدمة الآخرين او تأدية واجبهم بأتهم وجه.

 فعلى الدولة والبرلمان العراقي والاحزاب العراقية كذلك أن تدرس قضية اللاجئين العراقيين الذي تغربوا من أجل قضية ، ويكفي نزاعات داخل البرلمان العراقي وكأنه حلبة صراع ، وكان الأجدر بمن دعى الى أعادة البعثيين للحياة السياسية أعادة العراقيين . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com