دارى على صحتك!


مجدى شلبى

عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب

وعضو اتحاد المدونين العرب

arabicbloggersunion@googlegroups.com

رغم أن المشافى الخاصة يدخلها (الخواص) فقط ، أما (العوام) (فيغرقون) خارجها بلا كلام، وتأكلهم أسماك (القرش) ..... فقد وجدت نفسى متدثراً بالأغطية والفرش ، محمولاً إليها على الأعناق ، فى بروفة حية لرحلة الفراق ..

وكأنى بمن حملنى يريد أن يُبرأ نفسه أمام الله ... من تهمة التقصير فى حق عبد من عباد الله ، شعر بألم ومعاناة ...

ولأن المرض أضحى موضة يتباهى بها بعض الأصحاء ، فقد وجدت على السرير المجاور متصابياً يغازل الممرضات ، وعندما يأتيه الطعام يلتهمه فى نهم ، ويطلب المزيد بلا كلل ولا ملل ... يتصنع الآهات والعلل ... ويطلب مسعادتهن للوقوف ، ويعتمد عليهن فى السير خطوات .. مدعياً الضعف والخوف ..

لم تمضِِ ساعات إلا وقد أصبحنا أصدقاء .. فأسر لى أنه جاء للمشفى من باب الادعاء ، خوفاً من عيون الحاقدين والحساد ... فهو قاهر الأمراض وجازم الاعتقاد أن الناس لن تتركه فى حاله السعيد .. وستنخر فى صحته الحديد بسهام الحقد السديد ... لهذا فقد دخل المشفى من باب (دارى على شمعتك تقيد) !

إن هذا المتمارض ليس مريضاً بمرض عارض ، لكنه مصاب بداء الوسواس ، الذى يخيفه من الناس ويجعله فى شك دائم وارتياب ، وقلق مضنٍ وعذاب ...

فمتى يعود أمثال هذا المأفون إلى جادة الصواب ، فلا يدعون الإصابة بالأمراض ، حتى لا تصيبهم .. فقديماً قالوا ومازالوا يقولون (من يتمارض يمرض) .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com