المؤسسات الدينية .. وضعف الحكومة

 

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

mh_aldosary@yahoo.com

الإسلام الحنيف هو الداعي الأول  إلى ترك النظام الكهنوتي أو نظام منح صكوك الغفران والاستبداد ومصادرة الآراء والأفكار. فنبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام كان كثيرا ما يستشير أهل بيته وأصحابه  الكرام رضي الله عنهم أجمعين،لا لضعف في رأيه او قصور لا سامح الله بل ليعلمنا مبدأ المشاركة في الرأي والقرار، قال تعالى( وأمرهم شورى بينهم ) وقال تعالى( وشاورهم في الأمر)...

والغريب أن بعض المؤسسات الشرعية لا تزال تعجز عن التطبيع مع الواقع الديمقراطي الجديد في العراق، أما بسبب الروح البعثية التي تسري في أروقة وكواليس هده المؤسسات  او الأُثرة التي اتصف بها الملوك في العصور المظلمة والتي قال فيها سيدنا علي رضي الله عنه (( من ملك فقد استأثر)).

فعندما نلاحظ الحركة الفلكية للأموال في هده الدوائر الرسمية ذات الطابع الشرعي، نستحضر شخصية ملوك بني العباس أو العصر الأموي حيث العطاء البعيد عن الإحصاء والمهنية والمساوات ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل بالكلمة المأثورة(( من أين لك هذا.....؟)).. ومن الذي منحك حق التصرف بهذا الشكل.

وقد أحاطوا كل تصرفاتهم اللامسؤولة بهالة من القداسة والعصمة التي تجعل من مناقشتهم أو الاعتراض عليهم ولو بالرأي حالة قريبة من الكفر وعصيان الأوامر الإلهية.

فالي هذه اللحظة لم يعرفوا الانتخابات كأسلوب لانتقاء المسؤول في مؤسساتهم في وقت نلاحظ الانتخابات الديمقراطية دخلت كل مرافق الحياة العراقية حتى الرياضية والفنية منها . والمسؤول عندهم لا يدع الكرسي حتى يهلكه الله أو يقضى الله أمرا كان مفعولا..

وإذا ما حاولت الحكومة التغيير في الكراسي بآخرين أكثر كفاءة أو أكثر استحقاقا، قاموا بحرق الأخضر واليابس من اجل المنصب ، متهمين بلدهم وأهلهم بالطائفية والعنصرية، ومستعينين عليهم بالمتصيدين بالماء العكر ، من الإعراب الدين يحنون إلى أيام الغزو والسطو ووأد البنات  معتبرينها فروسية ورجولة.

فإذا ما أراد العراق أن يستقر ويقف على قدميه فلابد للحكومة أن تبسط سيطرتها ولا بد للفرسان من صولة على هده الدوائر المظلمة التي لا يستطيع ممثل الحكومة أن يصل إلى ابعد من غرفة المسؤول ليحتسي معه الشاي ويمنحه المخصصات المرصودة له من وزارة المالية ليكفوا ألسنتهم عن التأليب العلني ضد بلدهم وأبناء شعبهم.

نعم أنا حينما أنتقد مثل هذه المؤسسات لا أريد الإساءة لأشخاص بعينهم وإنما قصدي هو أن أتعلم واعلم  الناس نظرية النقد البناء الصحيح لتلك المؤسسات وحمايتها من الزلل لا التشهير بأحد ممن ينتسبون إليها إما السيئ فسوف يقف أمام القانون ليقتص منه ويجعله عبرة لغيره وحتى يتعلم الجميع الحرص على حماية المال العام .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com