|
مايكم بالصدر: صاروا الاميركان مستشاريكم
ميادة العسكري لا اعتبرها خدعة على الاطلاق، تلك التي يعتزم اوباما القيام بها وامام انظار العالم اجمع، في تغيير مسميات الوحدات القتالية الاميركية في العراق الى مسميات باختصاصات مغايرة، عنوانها المشورة والدعم .. فكما يقال عندنا "عوافي للي يجيب نقش" .. فهي اجابة صريحة وواضحة جدا تخص ال 50 الف جندي اميركي من الذين سيبقون الى عام 2000 "ونهاية القرن" وربما سيصبحون كلهم مسلمين مثلما تحول المجند الاميركي تيري هولدبروكس الى الاسلام بعد ان كان يراقب المعتقلين في سجن غوانتانامو!! وربما سيكون في العراق حي للاميركان مثلما هناك حي للسفراء .. ولكن الاكيد ان العراق لن يحكم الا باهله .. وهذا ما لا يستوعبه الكثير من الناس .. حيث يعتبرون التواجد الاميركي في العراق احتلالا او استعمارا او ما شابه ذلك من التسميات .. ** اذكر اول مرة استخدمت كلمة "احتلال – اوكيوبيشن" امام مجموعة اعلامية اميركية عسكرية .. كان مفعولها كالانفجار.. قالت لي احدى الضابطات واسمها المقدم هولي سيلكمان .."نحن شعب لا يحتل اراضي الغير ..وجودنا في العراق مهما طال فهو مؤقت ، وانا اؤكد لكِ باننا لا نريد ان نبقى في بلادكم دقيقة واحدة" .. في وقتها ، قلت لها باننا خرجنا اليكم باستكانات الشاي والخبز، وهناك صور لعراقيين قبلوا ايدي جنودكم – وهذا مفهوم لدى شعب قتل فيه الابناء على يد طاغية كان يحكم البلاد بالدم والنار والحديد وما تقبيل الايدي الذي حصل الا رد فعل حماسي لخلاص الناس من الجلاد في لحظة حبور وفرح عالية- الا ان "بوشكم" سرعان ما اعلن بان الجيش الاميركي احتل العراق .. وهنا تحول سكر الشاي الى مر زهر، وشعرنا واياكم بخيبة عالية .. وفي الواقع انا اصدقها .. واصدقهم في انهم ليسوا من الشعوب التي تريد ان تحتل اراضي الغير، وبصراحة تامة، افهم دوافعهم في ابقاء قوة ..مهما كان عددها في العراق، قوة نسمع عنها ولا نراها، ولا تحكم ولا تتدخل في الانتخابات ولا في اي من تفاصيل البلد الذي هو حلال على اهله وحكامه، يمزقونه ويلعبون به "الجولة" و "طوبة" كما يحلو لهم .. فبدون هذه القوة .. يمكن جدا ان يأكل بعضنا البعض .. ويمكن ايضا ان نجد البعثيين يعلنون عن وجودهم كحزب وليس كافراد تخلصوا من تبعة الماضي ويريدون ان يبداوا حياتهم من جديد في مجتمع متعدد الميول والالتزامات السياسية .. قواتنا المسلحة وقواتنا الامنية تمتلك مؤهلات لا يمكن لاحد ان يدربهم عليها .. تلك المؤهلات هي حبهم الحقيقي للارض العراقية ..وولاءهم المطلق لها .. الا انه تعوزهم امور كثيرة، الى جانب تعلم كيفية التعامل في مجتمع مدني لا يريد الدخول في حرب ضد احد، ولكن مطلوب منه حماية الجبهة الداخلية من ارهاب الداخل والخارج .. وهذا يتطلب التدريب والمشورة.. فلم لا يكون المدرب هو الاميركي عوضا عن الروسي او الاوكراني او الموزمبيقي؟؟ ** اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، عن عملية جارية لإعادة تسمية الوحدات العسكرية الموجودة في العراق، بينما صرح اخرون في القوات متعددة الجنسيات في العراق بان عدة ألوية للمشورة والمعاونة ستشكل جانبا من القيادة العسكرية الاميركية في العراق التي سيعاد تسميتها لتصبح مقر القوة الإنتقالية ابتداءً من اب 2010. هذه الالوية الفنية، للعلم، ستبقى في العراق بعد مهلة الـ 18 شهرا التي حددها أوباما للإنسحاب وستكون بالفعل فرق الألوية المقاتلة الموجودة حاليا، ولكن بإضافة بضع عشرات من الضباط للإشراف على مهام المشورة والمعاونة المشار إليها. بالمختصر، الالوية القتالية سيرشون عليها قليل من الملح والبهارات وستقف تحت شمسنا الحارقة وستتحول الى ألوية المشورة والمعاونة!! – هاي اولها وهاي تاليها .. ** اذن رأينا الان الوجه الحقيقي لباراك "إحسين" اوباما.. وهو يشبه وجه بوش كثيرا..وسواء كان الاول اشقر والثاني اسمر، الاثنان بدم وروح واحدة، اساسها الادارة الاميركية، فهي واحدة وواحدة فقط، تختلف فيها الوسائل الا انها تصب في نفس المصب، وتستمد القوة والنفوذ من نفس المصدر .. ** غدا، سيقرر الاخوة ال .. شركاء .. تغيير اسم "احتلال اميركي" الى اسم "شركاء في حب العراق" .. فهل ستغير التسمية واقع الموضوع..؟؟ الاصل في ان نتغير نحن باتجاهين .. الاول ان نتعايش سوية بدون اقتتال ومذابح .. والثاني ان تصبح قواتنا المسلحة "شاطرة" وتتعلم بسرعة .. عندها ..عندما نقلب الدنيا لكي يخرجوا ..سيخرجو من العراق وهم مطمئنين علينا .. وهذا ما لن يحدث لفترة طويلة جدا ..لان "الميت ميتي وانا دافنته بالنجف" ** الحل؟ استفادوا منهم، وكونوا افضل منهم ..فالاصل واضح ..اجدادنا هم الذين اخترعوا العجلة والكتابة (ومليون "سالفة" اخرى تستفاد منها البشرية حاليا) والامر بيد الله ومن ثم بيد الحكومة المستخلفة في الارض .. وبما ان الله واحد وثابت الى ابد الابدين ، تبقى الحكومة التي هي انعكاس لصورتنا ..فنحن وصورتنا ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |