|
هذه هي الصحوات كما عادت السيارات المفخخة للعراق!
حميد الشاكر في مقال قديم لي كتبته تحت عنوان :( تزامن صحوات العشائر الغربية ونهاية الارهاب وعودة الصداميين للواجهة ) ذكرت ان الصحوات هي جيوب خفية في سترة العراق العريضة لاستراحة الارهابي الصدامي ولاعادة ترتيب اوراقه التي تبعثرت على يد الضربات القوية لقواتنا العراقية الامنية والعسكرية والمخابراتية المشكوك في ولائها عراقيا، وهذا كان عندما كان يتحدث الكثير عن بطولة وشرف ووطنية صحوات الفضل ... وغيرها من صحوات باقي المناطق العراقية الاخرى، بل واتهام كل من يشير الى غش الصحوات وانها ماهي الا ميلشيات تبحث عن وقت نقاهة وفرصة انقضاض بعثية جديدة على العراق واهله، اتهامه باثارت الفتنة وعدم استخدام لغة التسامح مع شعبه!. والان وبعد ان حاولت الدولة العراقية اقامت القانون في كل مناطق بغداد،والقبض على المتورطين من هذه الصحوات بجرائم ارهابية، وبعد كشف بعض اوراقها الامنية الخطيرة التي بدأت بملاحقة الدايني النائب الذبّاح الهارب الى جهة غير معلومة عادت خيوط البعث لتصحوا من جديد وتخرج مفخخاتها المهيئة داخل بيوت واوكار بغداد المتعددة لتزرع الموت والرعب والدمار في شوارع بغداد وضواحيها من جديد وبنسبة اعمال ارهابية كبيرة تذكرنا بأيام الانتشار الارهابي القاعدي الزرقاوي الصدامي في شوارع العراق!. هل هو ابتزاز ارهابي من قبل الصحوات الامريكية المخابراتية الصنع للدولة العراقية ولي ذراعها لعدم تطبيق القانون وممارسة دورها ونشاطها على جميع البقعة العراقية ؟. أم انه دليل على ماكنّا نتحدث به من ان كيان الصحوات ماهو الا واجهة مؤقتة لتستر الصداميين خلفها لحين تهيئة فرصة الانقضاض على التجربة السياسية العراقية والاطاحة بها والعودة من جديد لحكم العصابة والمشانق واعدامات الشوارع والحرس القومي ومحاكم البعث وغيرها؟. ان ظهور الارهاب وبصورة فجائية في شوارع بغداد العاصمة بسيارات مفخخة تحرق ارواح العشرات والمئات في وقت واحد وضربات متعددة، وبعد بالضبط القاء القبص على قيادات من عصابات هذه الصحوات الصدامية، هو ليس دليلا فقط على ان اجهزة الامن ودوائر المخابرات العراقية هي مخترقة تماما من قبل الصداميين اذا لم نقل انها متورطة في بعض الاعمال الارهابية في بغداد والعراق على الجملة، بل انه دليل كذالك على ان وجود هيكيلية هذه الصحوات وسيطرتها على اجزاء واسعة من تراب المحافظات العراقية وباسماء متعددة من المصالحة وغير ذالك هو الخطر الحقيقي اليوم على المنجز العراقي الديمقراطي في عمليته السياسية القائمة!. بل واكثر من ذالك ان تفجّر الارهاب بهذه الصورة المرعبة دليل على ان هناك خلايا نائمة من الصداميين تحت عباءة هذه الصحوات ربما من حسن حظ العراق انها فلقت نفسها مبكرة امام الراي العام العراقي والدولة العراقية لتدق ناقوس خطر كان نائما بين احضان العراقيين واسواقهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم ...، وهو ينتظر لحظة الغفلة ليكرر لعبته السياسية الدنيئة في ليلة مظلمة ليصبح الصباح على العراق وهو يحكم بعصابات الفضل او اللطيفية او الدورة او غير ذالك!. ومن هنا نرجو ان لاتكرر الدولة العراقية الخطأ نفسه ومرّة اخرى أما بالرجوع والمصالحة او الاطمئنان الى ان هؤلاء الصداميين بالامكان الوثوق بهم وبعهودهم المزيفة، وأما من خلال دفع كوادر هذه الصحوات المشبوهة للعمل في اجهزة الدولة الامنية والمخابراتية الحساسة، فالتجربة اثبتت ان الارهابيين والصداميين الذين تحالفو مع القاعدة الوهابية التكفيرية الاجرامية ضد شعبهم ولذبح ابناء وطنهم في سبيل الرجوع الى الحكم، مثل هؤلاء القتلة لاينبغي مطلقا الظن بوجود قاسم مشترك بينهم وبين الشعب العراقي وتجربته السياسية الديمقراطية الوليدة!. نعم تفجيرات هذا اليوم وماسبقه من ايام دليل لايقبل الشك ان المعركة مع الصداميين لم تنتهي بعد، وان مدّ يد المصالحة والمصافحة لهم انما هي يد مغرر بها وسوف تعض في اقرب وقت ممكن!. اللهم بلغنا اللهم فاشهد!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |