|
الفضولي البغدادي عبقري الشعر العرفاني
جاسم محمد جعفر/ وزير الشباب والرياضة informationiraq_2005@yahoo.com يعد الشعر الصوفي من الشعر الموّلد الذي دخل الشعر العربي إبان العصر العباسي وكان له الأثر الكبير في تلاقح الأديان والحضارات والأفكار وقد مثل لونا من ألوان الأدب الرفيع فحمل بين طياته أسمى معاني وخصائص السمو الروحي ليماثل الشعر بكل ألوانه وإغراضه الإبداعية التي تدعو الى مكارم الأخلاق كما قال احد العرفانيين ( أحفظوا الشعر وطالعوا الإخبار فأن الشعر يدعو الى مكارم الأخلاق ويعلم محاسن الإعمال ويبعث على جميل الافعال وينهي عن الأخلاق الدنيئة ) ولا أخال عبقريةًَ في الشعر العرفاني والصوفي تعالت او تعاظمت بقدر عبقرية الشاعر محمد بن سليمان الفضولي البغدادي الملقب بشيخ الشعراء عند العرب وبالشاعر الأعظم عند غيرهم اذ كان ولايزال يمثل مدرسة في الشعر العرفاني والصوفي المنقرض اوالباديء بالانقراض من تاريخ الشعر والأدب المعاصرين حيث كان الشاعر يمثل حلقة وصل بين زمان يرتبط بندرة شعراء التصوف والعرفان ومكان يرتبط بتاريخ وحضارة أكثر من ( 300 ) مليون إنسان . ان الشاعر محمد بن سليمان الفضولي البغدادي من مواليد مدينة كربلاء المقدسة سنة 1483 م ومن عشيرة البيات التركمانية المنحدرة من اصول اذرية واغوزية تركية اصيلة وان اقامة مهرجان لهذا الشاعر في وزارة الشباب والرياضة له دلالات في تسليط الضوء على هذا النوع من الشعر الذي له علاقة ملحة بحاجات الشباب في الوقت الحاضر ، وان الشاعر الفضولي يمثل ألقاً في هذا النوع من الشعر فضلاً عن كون العرق تاريخياً هو الواحة الخصبة للادب والشعر . 1. ان الشاعر محمد فضولي البغدادي من مدرسة شعر العرفان والتصوف واللاهوت الذين اتخذوا العراق معبداً لهم ، ان هذا المهرجان سوف يفتح افاقاً جديدة للتركيز على هذا النوع من الشعر والادب والذي انقرض من تاريخ شعرنا وادبنا المعاصر وهو يمثل حلقة وصل بين زمان عمره الف عام ( شعراء الصوفية ) ومكان مساحته نصف العالم الاسلامي من ( الفرس والترك ) . 2. اقامة هذا المهرجان دعوة واضحة لكي يعود العراق الى مكانته وهو قبلة العالم الاسلامي لخمسمائة مليون مسلم وان تكون كربلاء مهبط الشعراء والعرفاء وهي تنمي شعر العرفان حاضراً ومستقبلاً لان في ارضها قبر سيد الشهداء (ع) وان مصيبته والحديث بها من قبل شعراء التراث الحسيني انضج وسيلة لتطوير هذا النوع من الشعر . 3. ان الهدف من اقامة هذا المهرجان هو كتابة مغايرة وسجال حول الشعر العرفاني والصوفي في العصر القديم وآلية نقله وانعكاسه في العصر الجديد عند الشباب وبناء قاعدة ادبية وشعرية تؤدي الى بناء سايكولوجي شعري ينطلق من الحداثة عند الشباب اسلوباً ارجوانياً يجمع الاخلاق والاحساس بالوطن ، ان ابتعاد الشعر العرفاني عن واقع الشاب العربي والاسلامي ودخول اسباك شعرية غربية جديدة على الفساد الخلقي والابتعاد عن القيم تطرح تساؤلات خطيرة عندنا . 4. ان دائرة ثقافة وفنون الشباب في وزارة الشباب تعنى بتنمية المواهب الشعرية والادبية بشكل عام وهذا النوع من الادب والشعر بشكل خاص عند الشباب وعليها الاهتمام به عبر اقامة دورات ومنتديات شعرية وان شعراء المناقب النبوية والمآتم الحسينية والطريقة القادرية اقرب لمثل هذا النوع من الادب والثقافة . 5. ان نشر وتطوير هذا النوع من الادب في وسط الشباب الذي يعتبر ادباً وسلوكاً وحضارة سوف يقـوّم اخلاق شبابنا بالاستقامة والخلق الرفيع وينمي عند الشاعر الشاب حب الخالق والمخلوق بدرجة سواء ويقضي على الانانية ويخفف عن الثقل الضاغط على فكر وعقل الشاب في هذا العصر المتلاطم . 6. تبني شعر التصوف والعرفان بين الشباب في عصر العولمة شيء غريب ؟ والاغرب من هذا الانهيار الاخلاقي في وسط الشباب ! والتلـوّث الروحي المترتب على الغزو الثقافي الغربي ؟ . لقد اصبح الشباب المسلم في عصرنا هذا وهو يجثو على ركبتيه في صبابة ولوعة أمام صورة للفنانة مادونا ، أو للمثل كريستيان فولر ، فتجده ملماً بكل ما هو متعلق بهذه الفنانة أو ذلك الممثل أما اذا جئنا به وأجلسناه في مجلس الدين والعقيدة وسألناه متى ولد الحبيب المصطفى ؟ يرد عليك دون خجل : لا ادري . اليس هذا هو حال السواد الاعظم من شبابنا المسلم ؟ انا لست متشدداً واحترم فكر الآخرين ولكنني ارفض الاساليب الخبيثة في سلب فكر شبابنا المسلم من كينونيته الاسلامية بكل قيمه وارثه الحضاري الانساني والباسه فكر الاغتراب في المجتمع الغربي . 7. ان التلوث الروحي ما هو إلا نتاج طبيعي للحالة المأساوية التي وصلت اليها سفينة فكرنا الاسلامي الانساني ، فالمفكر الاسلامي اضحى الان قابعاً منكفئاً على ذاته مستسلماً لحالة البيات الشتوي فصار سفسطائياً في اللاغاية ، مبتعداً بذلك عن الواقع الذي تعيشه الامة الاسلامية في النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية . لذلك لا بد من ايقاظ الفكر الاسلامي وتنقيته من الفكر الراديكالي بفكر اسلامي وطني اصيل وبثقافة حضارية منبثقة من التاريخ فالمزاوجة بين التراث الروحي والفكر الاصيل المتقدم مطلوب ، فالشعر الصوفي والعرفاني سيبني شاباً صوفياً خالصاً مقاوماً امام الافكار الاباحية المنحرفة والاديولوجيات المتطرفة والافكار الارهابية والمليشيات . 8. ان حركة البناء والتنمية في العراق الجديد تعتمد في اساسها على الجهد البشري للشباب والذي يملك التضحية والايثار والاخلاص والذي اضعفه النظام البائد بالحروب والفساد ، ان المزاوجة والاندماج بين الجهد البشري المادي وطاقات الافراد الروحية ، وشحذ قواهم الكامنة ، أمر لا يقل في اهميته عن توفير احتياجات التنمية المادية . لان توفير امكانات التنمية المادية بمعزل عن هذه الاعتبارات الاجتماعية والروحية والنفسية والعقلية لا ينجم عنه سوى المزيد من التخلف . فشبابنا اليوم استهلاكي يسيل لعابه لكل منتج اجنبي وتزهد كل الزهد في كل منتج محلي أو اسلامي . فالزهد يجب ان يكون رفضاً لكل باطل أو معوق يمنع من تحقيق أهداف الامة ، ليرتفع بامتنا الى مستوى العمل الجاد والانتاج بما يحقق لها الاكتفاء الذاتي وان يبعث فيها روح العزة والكرامة والثقة بالنفس . ان من أهم مهام عمل وزارة الشباب هو تنمية المواهب الثقافية والفنية عند الشباب وفق اسس جديدة تعكس انطباع قوة الحاضر والحضارة وتبدد قلق المستقبل الغامض فالمنتديات الشعرية في انحسار وتراجع وابتعاد عن الادب الاسلامي ، ولا بد لها ان تكون الرائدة في عملية لفت الانتباه الى حركة الشعر الحديث بين الشباب فضلاً عن دورها في التنبيه على مخاطرها محاولة ان لا تكون مخالفة للسائد الاجتماعي والديني والثقافي وحتى السياسي في هذا العصر ، لكن مع نمو حركة الشعر الحديث وتكاثر الشعراء الجدد اصطنع لها هالة لم تكن لها كما أرادها شعراء الحداثة لتكون لهم مرجعية يختلفون عليها أو يتفقون حولها . ان المهرجان الذي اقيم لهذا الشاعرالفذ يتحدى الزمن وينهض حياً في الذاكرة باعتبارها علامات حياة ادبية عربية واسلامية جمعت من حولها عشرات المبدعين من العراق وتركيا واذربيجان وايران وكانت مساحة تفاعلهم منها الرسالة والادب والشعر والحوار ، ان على الشعراء ان يبتكروا جمهوراً شبابياً يجمع بين جيلي الحاضر والمستقبل وفق خصوصيات وجدانية وفكرية مميزة . ان الحركة الابداعية الادبية بجميع انواعها لن تتوقف عند مرحلة ما بل انها تعيد انجاب كتابها وأساتذتها الذين يجب ان يواكبوا عصرها ، وان منطلق واهداف المهرجان الذي اقيم في كربلاء المقدسة بناء جسور محبة وتواصل بين التاريخ والجغرافيا ، فبناء الادب العربي والاسلامي المعاصر سيجمع المكان بجمع مليار مسلم وفق اسس ادبية معاصرة ويتوسع جغرافياً ليشمل نصف العالم مساحة ومن جانب آخر أن اكثر شعراء العرفان والصوفية شعراء غير عرب ( كأبي نؤاس وغيره ) نطقوا الشعر باللغة العربية وتعلموها فأصبحوا عباقرة وأساتذة بل بناة لها ، فتبني هذا الشعر والادب هو تبني نشر لغة القرآن في أمصار البلاد غيرالعربية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |