|
معوقات الديمقراطية .. الاستبداد صناعة عربية عريقة ... يحتكروها بامتياز
هلال آل فخرالدين لايسعنى الا شكر اخداني الكتاب والباحثين والمعاهد والمؤسسات المتخصصة بما غمروني به من المشاعرالصادقة والكلمات المفعمة بالود والتقديروالتقييم ورجائهم المواصلة في بحث منهجي (معوقات الديمقراطية )ابتداءا من جذوره في عالمنا العربي وحتى ظرفنا الراهن مرورا بما تنعم به الامم الواعية الراقية من الديمقراطية و حقوق الانسان والتسامح .. ان لساني لراتق تقديراماأولوني اياه الاضطلاع به وانه في الواقع بحث واسع ومتشعب ويغورفي عمق 1400 عام وهذا عبيء ثقيل وجهد ضخم لايقوى على النهوض به الا اصحاب الباع والتخصص وانا صاحب الفكر الكليل والجسم العليل ...راجيا سبحانه السداد بمواصلة البحث والتنقيب في هذه المواضيع الحساسة الخطيرةلنكون عند حسن ظن الجميع ..ولايسعني الا ان ابادر وانشراولى حلقاته في ذكرى عطرة غالية على نفوس كل الاحراربشهادة شهيد الحرية المفكر الامام الشهيد الصدر وحسبه من عظمة ومجد أنه في تاريخ العراق أول داع الى الحرية وأول شهيد في سبيل الحرية.. متزامنة بانهيار مافيا الطغيان الصدامي وذهابها للعنة التاريخ وفي ذلك عبرة لاولي الالباب ...ورجائي من المحقيقين والمفكرين ان يعينونني بارائهم الصائبة ونقدهم البناء وتقيمهم الموضوعي لاثراء البحث وما التوفيق الا من عنده... ان التتبع والبحث والتنقيب عن فكرة السقوط العربي من سمرقند الى بغداد وحتى الاندلس هو الشغل الشاغل لجيلنا المثقف الواعي في العصر الحاضر وهو يشاهد اخيرا سقوط عاصمة الحضارة العربية العريقة بغداد وهي تنهار قبل ان تدخل في معركة وينهزم النظام وينجحرالدكتاتورالضرورة بصورة مشينة تكشف عن سرعنترية الجلادين حيال الضعفاء والعزل فقط...حيث تطرح تسائلات موجعة ومؤرقة قاسية تعري النظام العربي الرسمي امام نفسه .. لماذا دائما يعيش على الظلم والجبروت ..؟ ولماذا كل همه الخداع ..؟ ولماذا يتاجر بالمقدسات وغالي النفوس ويتلاعب بالقيم لنزواته ونزقه..؟ولماذا نحن دون أمم الارض لقمة طرية تحت ضروس المحتلين او الغزاة ..؟ وهنا يجدر بنا ان نعود الى عمق التاريخ لنتعرف على جذوره. كيف يصنع الاستبداد على اعيننا ..؟ومن يصنع الطغاة..؟ لنضع هذا كله في مراة اللحظة الراهنة لعلنا نرى ونعرف ونتعظ ...لنختار طريق الاحرار... ان الدليل في العودة الى الجذور والرحلة الى المنبع في الذهاب الى هذه الرحلة الصعبة هو العلامة (الحسن البصري) الذي يقول وبمنتهى الصراحة :افسد امر هذه الامة اثنان :عمر بن العاص يوم اشاربرفع المصاحف والمغيرة بن شعبة حين اشارعلى معاوية بالبيعة ليزيد ولولا ذلك لكانت شورى الى يوم القيامة .... وكان الاثنان –عمرو ابن العاص(ابن النابغة) والمغيرة بن شعبة(زناء العرب) – من رجال وأركان دولة معاوية (ابن اكلة الاكباد) فالاول كان يطمع في امارة مصر وعقد صفقة مع معاوية لينقذه في معركة صفين من هزيمة محققة على يدي الامام علي بن ابي طالب بخدعتى رفع المصاحف واللجوء الى التحكيم أما المغيرة بن شعبة فقد اختطف لنفسه ولاية الكوفة بعد مقتل الامام علي و اغتصاب (رئيس حزب الطلقاء)معاوية الخلافة الاسلامية .. وبعد فترة احس بان معاوية سيعزله من ولاية الكوفة فشد اليه الرحال في دمشق واشارعلى معاوية باخذ البيعة لابنه يزيد من بعده وكانت تلك اطول بيعة في تاريخ العرب وظلت تلك البيعة لحد الان دستورا جامعا مانعا للمستبدين واعوانهم فقد هيأ معاوية المسرح حين توالت عليه الوفود وكانت الادوار موزعة على الجميع إذ اتفق الضحاك بين قيس الفهري على ان يعقب على كلام معاوية بالدعوة الى البيعة ويحثه عليها وكأن معاوية لايريدها وتحدث الضحاك قائلا :(ياامير المؤمنين إنه لا بد للناس من وال بعدك ويزيد ابن امير المؤمنين في حسن هديه وقصد سيرته على ماعلمت من أفضلنا حلما وعلما وأبعدنا رأيا فوله عهدك واجعله لنا علما بعدك ومفزعا نلجأ إليه ونسكن ظله ..) وكان يزيد سكيرا مستهترا ومع ذلك قام عمرو بن سعيد الاشدق ليقول :(ايها الناس إن يزيد أمل تأملونه وأجل تأمنونه طويل الباع رحب الذراع إذا صرتم الى عدله وسعكم ) وبعد ترغيب كان لابد ان ياتي الترهيب فوقف يزيد بن المقفع العذري قائلا:(هذا أمير المؤمنين واشار الى معاوية فإن مات فهذا وشار الى يزيد ومن ابى فهذا(واشار الى سيفه) كان ابن المقفع صنفا من رجال الدولة وشرطتها فما بال المثقفين في مثل هذه المواقف فكان الاحنف بن قيس احد حكماء العرب نموذجا دالا يمثل المثقف العربي الذي يمثل المعارضة الرخوة فعندما سأله معاوية عن رايه قال :(نخافكم إن صدقنا ونخاف الله إن كذبنا وانت امير المؤمنين أعلم بيزيد في ليله ونهاره وسره وعلانيته ومدخله وخرجه فإن كانت وأنت صائر الى الاخرة وإنما علينا ان نقول سمعنا وأطعنا) فالاحنف لم يذعن وفي نفس الوقت لم يعارض معارضة صلبة حاسمة عرض الامر بطريقة محايدة مهادنه وكأن الامر لايعنيه ...ان ازمة المعارضة الرخوة أنها تنحاز الى النظام (انتهازية) في اول مواجهة بين الحاكم والمعارضين المبدايين وتولي الدبر وتتبنى بسرعة مقولة الشرعية الخادعة وهي في الحقيقة تخشى على مكاسبها وتطمع بالمزيد وكل همها ذاتياتها ومصالحها ومكانتها القريبة من دائرة الحكم وصنع القرار... المفارقة المذهلة العجيبة في سجل الاعراب سواء في الماضي ام في الحاضرا من توازن كفتى ميزان ارتقاء الاوغاد والطلقاء والمقطوعين .....وفي المقابل ..صعود ذو العاهات واللكع والاقزام .. لجدب الضمير وقمائة الاصول وضعف النفوس ............ والذي يبعث على الحيرة والاستغراب انه لماذا العربان مفتونين كل هذا الافتتان لحد الهوس بطاعة ومناصرة الاوغاد والفاشلين والفاسقين والانكى من هذا والامر منه هودفاعهم بل وتقديسهم للطغاة والظالمين والمفسدين ...؟؟؟!!!! الكل راى وسمع والعالم انبهر بما حدث في مؤتمرقمة (الصعاليك)في الدوحة من مهازل وتهريج فاق تهريج مهرجي السيرك العالمي ....لاعليك انهم الحكماء ..والعمداء...وأئمة الاعاريب الملاحظ ان مرض (الاستبداد)الوبيل ظاهرة طبيعية منتشرةومتفشية في كافة مفاصل حياتنا ومرافقنا وبدأ برب الاسرة ومدراء الدوائرة والوزراء ورؤساء المؤسسات والمراكزالعلمية والثقافية والدينية كما وينسحب على القرارات والبرامج والمشاريع من صغيرها وحتى خطيرها وهو افة مجتمعاتنا.. و سرتقهقرنا .....ولازلنا دون قعر الحضيض تخلفا وبداوتا وتعلقا بالطغاة والارهابيين وو... واخير لجأ معاوية الى كل الحيل وكان اخرها السيف طبعا ومرت 1373 عاما على هذه البيعة الشهيرة الموبقة الشنيعة ....ومازال الناس يبايعون كل يزيد ملكا او اميرا او رئيسا والسيف على رقابهم ..اويركعوا لسيل لعابهم للعقة كلعقة الكلب قد يحظوا بها عند دولة الرئيس ... ويبقى سجل الاعاريب حافل بفنون الاستبداد لايضاهيه سجل اي امة في الدنيا و اصبح حكرا عليهم كل شيء تغير لكنك ستجد في كل عاصمة يزيد ومعاوية وقائم ياخذ له البيعة بالسيف و مريض يتذلل القول بمعسول الكلام حتى ليرهن روحه في قفص العبودية بسفاسف الاطماع ...ووعود الشيطان ....
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |