حكايات أبي زاهد .. (95) .. (أشتعل سوسه)

 

محمد علي محيي الدين
abu.zahid1@yahoo.com

لا أدري لماذا تذكرت النادرة الطريفة عن أهالي الحلة أيام الاحتلال البريطاني للعراق بدايات القرن الماضي فقد أحيل إلى عائلة الراحل الدكتور احمد نسيم سوسه استثمار الكهرباء في المدينة فأنشأت عائلته محطة توليد لتجهيز أهالي المدينة بالكهرباء مقابل سعر معلوم عن الوحدة الكهربائية فكانت العوائل القادرة على الدفع تتمتع بالنور الكهربائي ودوائر الدولة ومؤسساتها،فإذا انطفأت الكهرباء –وكثيرا ما يحدث ذلك – لعطل أو خلل في المحطة صرخ الصبية في الشوارع (طفه سوسه .. طفه سوسه) وإذا عادت للعمل مرة ثانية أرتفع صراخهم (أشتعل سوسه .. أشتعل سوسه) وأشتعل في لهجة العراقيين الشعبية أحترق بالنار وهي تورية جميلة يعبرون بها عن عودة التيار الكهربائي باشتعال المصابيح أي اشتغالها،وظل هذا الأمر حتى قامت الحكومة بتبني مشاريع الكهرباء وأسهمت في تجهيز المواطن بأسعار مدعومة تتناسب وإمكانية العائلة العراقية.

واليوم أمام الأزمة الخانقة التي يعاني منها العراقيون بسبب الكهرباء التي حولت حياة الفقراء منهم إلى جحيم لا يطاق في ظل تمتع أولي الأمر وقادة البلاد بالامتيازات الكبيرة والكهرباء الوثيرة التي تنير حتى مقابر موتاهم ممن ارتحلوا إلى الملأ الأعلى ليذوقوا ما كانوا يعملون ،ففي الوقت الذي يتمتع الموتى بالكهرباء التي تنير قبورهم الفخمة يعيش أبناء الشعب في ظلام دامس أو تحت رحمة أصحاب المولدات الجشعين الذين يعملون على هواهم دون خشية من سلطة أو رهبة من قانون فهم على وفاق كامل مع أجهزة السلطة العراقية النزيهة التي تبيع العراقيين بالمال لأي جهة تستطيع الدفع،أقول أذا أردنا العودة إلى قصة سوسة فلمن نشعل ونشتم ما نعاني من انقطاع دائم لا أعتقد أن بلدا في العالم يمر فيه مهما كان درجة فقره وظلم حكامه ،هل نشعل والد وزير الكهرباء الذي لم يبقى لأبيه شيئا يستحق الشعل بعد أن سلقه الجميع بسبابهم المقذع الذي وصل إلى أجداد أجداده أجمعين والى جدته حتى الظهر العاشر كما هو حال أسلافه الذين سرقوا الأموال وتركوا له ما يستطيع سرقته من أموال العراقيين الذين يصدق فيهم قول الخالق العظيم (وخلقناكم أزواجا) والزوج في اللهجة العراقية هو الأبله الذي تستطيع خداعه بسهولة فهاهم العراقيون الأباة مستمرين على الخداع فكانوا عرضة له في كل زمان ومكان يهتفون لقاتلهم ويهزجون لممزق أعراضهم وعبر تاريخهم الحافل بالذل والخنوع تراهم يعبدون الحاكم كما كان أجدادهم يعبدون الصنم ليأكلوه إذا جاعوا وكم أكلوا من أصنام حكمت العراق ،واتسائل متى يأكلون حكامهم هؤلاء هل ينتظرون غزو جديد يمهد لهم السلب والنهب لينهبوا ما بقي من أموال وهل يبقون هكذا وقد تهيأت لهم فرصة ذهبية لاختيار من يحكمهم فجاءوا بالعقارب الصفر لتنهشهم في محاصصتها اللئيمة؟؟؟ لا أدري فقد أخذ مني اليأس وبدأت أشكك بكل ما قرأت وسمعت من تاريخ مزوق لا وجود له في الواقع فهؤلاء هم أولئك الذين صفقوا لقاسم ورقصوا لصدام ولطموا إلى......أياد علاوي ولله في خلقه شؤون.

قاطعني سوادي صارخا((أنهجم بيتك وبيت أهلك ،كالو اللسان ما بيه عظم ،أشوفك أخذتنه عرض طول ولا خليت صنم ولا خليت علم توليته شتايم مثل الصايم وسمع مدفع الأفطار ،جا وينه حجيك ذاك وزماطك النه ،وين التاريخ وين الجغرافية أشو كلها خليته بجيبك ،وما خليت بيت عامر ولاجن العراقيين الدوخوا الحكام بعينك واذا الدنيه غيمت لازم بوراها صحو وزين تدري العراقيين اليظلمهم تاليه مو خوش تالي اللي يموت سحل واللي يموت بالقنادر واللي يحترك بالنار واللي يخلوه بكيس الزبالة والحبل بركبته ولا تظن تفوت الواحد ويتهنه بيها وهسه أـشوف أشلون يجي يوم يطلعون حليب أمهم من خشومهم والياكله العنز يطلعه الدباغ ولا يظل لا ايهم ولا شلاش ولا بلاش كلها يلفها القايش وهسه تشوف تاليها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com