|
هل يعلم المالكي ماذا يفعل أبو منتظر الساعدي؟ مهند حبيب السماوي تعيش بعض مؤسسات الحكومة العراقية تخبطاً عجيباً لايسع المرء امامه الا التوقف هنيهة والتأمل بعمق أزاء الوضع الغريب واللامعقول التي ترزح تحته هذه المؤسسات التي أنشأتها الحكومة أصلاً لكي تخدم المواطن وتلبي أحتياجاته وتوفر له ضروريات العيش الكريم المحترم لا ان تقوم بعكس ذلك عبر محاربته في وظيفته وعمله.. وامامي اليوم مثال عجيب ونموذج ممتلىء بالغرابة ويستحق التعرض له ومناقشته بهدوء وموضوعية ومنهجية ...من أجل الوصول بالقارئ، الذي نفترض أنه ينشد المعرفة، الى شاطئ الحقيقة وساحل الواقع المعاش الذي يعتبر المحك الحقيقي لدعوات ومشاريع ونظريات الحكومة العراقية ممثلة برئيس وزرائها السيد نوري المالكي . القضية التي اعرضها تتعلق بشخص يُدعى ابو منتظر الساعدي ( عبد الكريم جاسم الساعدي ) مدير القانونية في هيئة اجتثاث البعث، حيث بدأت القصة حينما قامت هذه الهيئة مشكورة باصدار كتاب رسمي لمجموعة من الموظفين الذي أخرجتهم دائرتهم " في زمن المصالحة الوطنية " تؤكد فيه أن هؤلاء الموظفين غير مشمولين اصلاً بقانون ولكن مالذي حدث بعد ذلك ؟ قام أبو منتظر الساعدي بالاسراع باصدار كتاب اخر الى نفس الدائرة يقول لهم فيها ان كتب ارجاع هؤلاء غير قانونية وينبغي طردهم من العمل وفعلا قامت دائرتهم بالاخذ بهذا الكتاب متجاهلة كتاب الدكتور احمد الجلبي الذي ارجع هؤلاء وهو رئيس الهيئة وصاحب القرار التنفيذي الاول فيها كما تجاهلت هذه الدائرة كتاب اخر من احد مدرائها وهو عبد العزيز الونداوي وفضلت الاخذ بقرار ابو منتظر الساعدي ! الغرابة في هذه القضية يكمن في عدة نقاطة مهنية وسياسية واخلاقية ! فيما يتعلق بالجانب المهني فيها يمكن ان نضع الاسئلة التالية : الاول: كيف يقوم مدير في دائرة وهو ابو منتظر الساعدي بالغاء كتاب رئيسه وهو الدكتور احمد الجلبي ! الثاني: كيف تعتمد هذه الدائرة على كتاب موظف وبواسطته تلغي كتاب رئيسه ؟ الثالث: هل من حق ابو منتظر الساعدي وهو مدير في دائرة وليس رئيسها ان يخاطب دوائر أخرى ويُرسل لها كتب رسمية ؟ اما في الجانب السياسي .. فنحن نستغرب مما يفعله ابو منتظر الساعدي في هذه المرحلة التي تدعو فيها الحكومة للمصالحة مع الاطراف المعارضة لها بل وحتى التي حملت السلاح من غير ان تقتل او تسفك دماء الابرياء .. في هذا الوقت يقوم ابو منتظر الساعدي بارسال كتاب يتسبب في أنهاء خدمات موظفين في دائرة من دوائر الحكومة العراقية ! هل يعلم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بذلك ؟ وهل يقبل بهذا الامر وهو من حمل لواء المصالحة مع المعارضين ؟ ومن يتحمل مسؤلية ذلك ؟ رئيس الوزراء الذي يدعو بقوة الى المصالحة ! ام ابو منتظر الساعدي الذي يرسل كتب رسمية الى دوائر تؤدي الى طرد موظفين منها ! ام هذه الدائرة التي تطرد موظفيها بقرار من موظف في دائرة وليس من قبل رئيس هذه الدائرة ؟ اي ابعاد تختفي وراء قرارات ابو منتظر الساعدي ؟ هل لقراراته خلفيات سياسية ام شخصية ؟ اما من الناحية الاخلاقية فلا اعلم، وليتني اعلم، كيف يسوغ ابو منتظر الساعدي لنفسه القيام بهكذا اجراءات ويقوم بطرد موظفين من وظائفهم ؟ كيف ينام مثل هؤلاء الاشخاص ليلهم ؟ وهل ضميرهم مرتاح من افعالهم هذه ؟ كيف يمكن له ان يعيش في طمأنينة نفسية وهو يقوم بظلم اناس ابرياء ويطردهم من وظائفهم على هذا النحو الذي لايرضى عنه اي انسان ؟ انه لأمر غريب أن تقوم الحكومة العراقية، ممثلة بواسطة بعض مدرائها العامين، بطرد بعض الموظفين من دوائرهم التي امضوا فيها سنوات بعد سقوط النظام السابق وتحدوا الارهاب وواجهوه بحزم ووقفوا مع الحكومة ومؤسساتها الى ان وصلت الان الى ماهي عليه من بناء واستقرار وتكامل ! القضية الان بين يدي السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق، ولا أظن انه سيقف مكتوف الايدي وعاجزاً أزاء هذه الخروق التي تحصل والظلم الذي يتعرض له بعض الموظفين .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |