حب الوطن من الإيمان

 

الدكتور عصام عباس

al-najma@scs-net.org

حرصت أن اطرح هذا المقال بعد زيارتي الوطن الغالي الذي أجبرتُ على مغادرته قبل أكثر من خمس وثلاثين عام مضى وبعد ما تشرفت بزيارة أولياء الله شفعائي وسادتي وأئمتي عليهم السلام وكذا الأهل والخلان وربوع الوطن الذي يسير بخطى ترتكز عليها قضايا بناء الدولة الديمقراطية التي ننشد إليها ونأمل أن تتحقق لعراقنا الحبيب وشعبه الأبي بعد أن فقد مصطلح الديمقراطية منذ قرون من الزمن واستبيح هذا المصطلح خلال العقود الظلماء في عهد العفالقة الظلامي ...

 وهنا أتوقف عند موضوع الحس الوطني الذي لابد أن يحمله كل مواطن خارج وداخل الوطن لأنه الركيزة الأساسية في إصلاح الهدم الكبير الذي خلفته حروب النظام المقبور وسياسته  الرعناء،

فالإمام الحسين عليه السلام أسس سياسة الإصلاح بعد الخراب الذي أسسه أعداء الدولة وأعداء الإنسانية، فخرج بسياسته الإصلاحية إلى الأمة واختار العراق منطلقا لتطبيقها،  لذا يجب  أن نكون حسينيين في إصلاح بلادنا الذي تعمد الجهلاء في تخريبه ودماره واستمات أزلامهم في الاستمرار على التخريب، فشعورنا بالمسؤولية وحسنا الوطني يجب أن يكون أساسه حسا حسينيا:

إذ أن الإمام الحسين هو ابن بنت رسول الله عليهم الصلاة والسلام والذي قال فيه رسول الله  " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحبَّ حسينا  وابغض الله من ابغض حسينا " ..

فان  انتماء الحسين للنبي هو أمر طبيعي يقره علم الوراثة فالنبي هو جد الحسين ابن بضعته فاطمة الزهراء .. أما انتماء النبي للحسين فهذا هو ما يجب أن يفكر المرء فيه ملياً ويتعرف على أسس هذا الانتماء :

النبي الأكرم هو المؤسّس للدعوة الإسلامية، والقيّم الأكبر عليها، فهذا الانتماء المعلن لولده الحسين يعطي حقيقة  أن الإمام الحسين هو الأمين القوّام على حفظ هذه الدعوة ونشرها إلى العالم كله على مر العصور والأزمنة ..  وإن الإسلام دين الله العظيم الذي اصطفاه للناس كافة وليس لمجموعة معينة، وتوجّ به الشرائع، وختم به الأديان.. إن هذا الدين منهاج متكامل، شرّعه الله تعالى  لتنظيم المجموعة الضخمة من الغرائز والعواطف والمشاعر والأحاسيس الإنسانية، والدين الذي يروم إصلاح الإنسان وتقويم أخلاقه وضمان الخير الأعلى له في دنياه وأخرته، لا محيد له من أن يسع هذه النواحي كلّها تنظيماً، ويعمّها تهذيباً وإصلاحاً،  

ونأمل أيضا من قادة العراق اليوم أن يبذلوا قصارى جهدهم  للم الشمل وتهيئة الظروف لأبناء وطنهم كافة من الخارج وجمع صفوفهم من خلال تهيئة ظروف عودة كريمة لهم خاصة أولئك الذين نالهم الاضطهاد السياسي والقهر والحرمان خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن إبان حكم صدام المقبور وجلاوزته  القذرة ، وذلك من خلال حس قادة اليوم الوطني  الذي يعلنوه ليل نهار في اهتمامهم ببناء دولة القانون والمؤسسات وانه لفخر واعتزاز بهذه الدولة المنشودة ..

لموا الشمل على أساس وطني بعيدا عن الحزبية والطائفية والقومية،

حزبنا وطائفتنا وقوميتنا هو العراق والعراق فقط،

هذا ما ننشد إليه وما نحمله لعراقنا الحبيب،

نعم: عشنا محنة الغربة وبرغم النفي القسري فقد أنشأنا بالثقافة والمعرفة جيلا من المثقفين واسر اهتمت بالعلم والمعرفة، فانشات الكوادر الأكاديمية والنخب الثقافية التي تنتظر العودة للمشاركة في بناء الوطن لان الوطن لا يًبنى الا بالعلم والمعرفة والإخلاص والحس الوطني، لان الجيل الذي تعلم في مغتربه وحمل ثقافات بناءة يحمل في أعماقه ثقافة قدسية حب الوطن واعتمد هذه الثقافة على أنها جزء من مقدساته وإيمانه  فرفع شعارا واتخذ سلوكية أساسها " حب الوطن من الإيمان "

" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com