|
رسالة مفتوحة .. نوري المالكي رئيس وزراء العراق المحترم
لا شك بأن ما قمتم وتقومون به من جهد وطني غيور قد أنتشل العراق من براثن التمزيق والغوص في أتون حرب أهلية طائفية مدمرة لا تبقي ولا تذر, وكانت خطة فرض القانون التي أشرفتم عليها والتي راهن الكثيرون على فشلها هي التي هيأت لعودة العراق كبلد موحد لا فرق فيه بين عربي وأعجمي أو بين شيعي وسني , وقد أشدنا بجهودكم الجبارة وتساميكم على كل الكبائر قبل الصغائر , ورغم المعاناة والجراح والوضع المعقد الصعب الذي يمييز الحالة العراقية وتشعباتها ونظام المحاصصة الذي يكبل كثيرآ من خطواتكم لكنكم وضعتم الوطن والمحافظة عليه أولوية قصوى تهون كل المشاكل الأخرى أمامه وأستطعتم من لملمة بعض جراحاته والسير به الى أن يكون رقمآ صعبآ مؤثرآ كما هو دائمآ , لا ننكر أن لنا كثير من التحفظات على الوضع القائم برمته وعلى العملية السياسية في ظل الأحتلال وما آلت اليه والدستور وما يحويه من ثغرات خطيرة تهدد وحدة العراق وخاصة الأوضاع الغير طبيعية في شمال العراق وعلاقة المركز بها أضافة الى التباطئ بدمج الصحوات أبناء العراق والذين هم ضمانة لعدم عودة العنف الى بعض مناطق العراق فتركهم بهذه الصورة بدون غطاء الدولة الشرعي سوف يعرض العراق الى مخاطر كبيرة , لقد أيدنا جهودكم نتيجة لخطابكم الوطني المميز والحقيقي والبعيد عن أي طائفية أو فئوية,و وقلنا في أكثر من مناسبة أن العراق في هذه المرحلة يحتاج الى رجل قوي أكثر مما يحتاج الى ديمقراطية في مجتمع يعيش فوضى عارمة يحيط به الطامعون من كل جانب. دولة رئيس الوزراء,, لم أكن يومآ ولا العائلة من المادحين أو الذين يتزلفون للحصول على شئ ما وقد ترددت كثيرآ في مخاطبتكم بصوره مباشره عن طريق هذه الرسالة لجملة من الأسباب أولها هو أن يفهم البعض هذه الرساله بصورة خاطئة ,,وبالرغم ما عانيناه على يد النظام السابق من عذاب وظلم كبيرين وأنتهاك للكرامة والحقوق إلا أننا لم نبع العراق ولم نكرهه نعم كرهنا النظام السياسي الذي كان قائمآ به, فقد مورست بحقنا أشد أنواع الظلم قسوة ووحشية بعد أن تم تنفيذ حكم الأعدام الجائر بوالدنا الشهيد القائد الخالد مفتن جارالله الساعدي الذي كان من أوائل من قدم نفسه فداء للوطن والشعب حيث تم تنفيذ حكم الأعدام به في الأول من آذار عام 1970 لأشتراكه في حركة عام 1970 هذه المحاولة الباسلة ودوره المميز فيها ,والتي يحاول البعض الآن التغطية على هذا الدور وتهميش تاريخ هذا الشهيد ( وتستطيعون التأكد من كلامنا عند مراجعتكم لكتاب محاولات أغتيال الرئيس صدام لمؤلفه برزان التكريتي) والتي سميت بعملية الغزال والتي كانت تهدف الى أنقاذ الوطن من براثن دكتاتورية البكر _صدام, ونتيجة لهذه الأوضاع المأساوية التي عشناها والتي أزدادت ضراوة بمرور الزمن قمنا بترك العراق والتوجه الى المنافي أملآ في الأمان . دولة رئيس الوزراء بما أنكم المسؤولون عن سياسة الدولة الداخلية والخارجية , وبما عرف عنكم من أنسانية وتاريخ نضالي كبير نرجوا منكم رد الأعتبار الى عائلة الشهيد القائد الخالد مفتن جارالله الساعدي كما فعلتم مع كثير من شهداء العراق وقادته ومنهم على سبيل المثال الشيخ طالب السهيل الذي تتذكرون يوم أستشهاده وتقومون بتعزية عائلته في كل عام,,ونحن نطمح أن يتم رد الأعتبار بذكر ما قدمه القائد الشهيد المناضل مفتن جارالله الساعدي من إيثار في سبيل الشعب والوطن وأزالة أي غبار عن أسمه وتشويه صورته التي حاول بعض البعثيون الغير شرفاء تدنيسها عن طريق كثير من كتابهم وأولهم الهندي الأصل حسن العلوي (أداة النظام في تشويه سمعة الخصوم) الذي كانت له صولات وجولات في تشويه صورة كل المقاومين الأحرار حيث قام بكتابة كثير من المقالات السليطة والغير مؤدبة بحق مناضلي الحركة ومنهم الشهيد مفتن جارالله الساعدي ,ورجائنا الثاني منكم هو العمل على أعادة أمواله المصادره المنقولة وغير المنقولة من زمن النظام البعثي ولحد هذه اللحظة وهذه هي حقوق مغتصبة سلبت من أسرة الشهيد لحظة تنفيذ حكم الأعدام الجائر وأنصاف عائلته وزوجته السيدة الفاضلة الشيخة نسيمة نعمة الداغر الساعدي هذه المجاهدة التي عانت ما عانت وأستطاعت تربية ثمانية أطفال قُصر لوحدها بعد أن تم أعدام زوجها . أن التوجه أليكم بهذه الرسالة هو بعد أن يأست العائلة من القائمين على هذه الأمور لكثرة مراجعتهم وكثرة المحسوبية وبصراحة متناهية فأن دولة المؤسسات التي ننشد وحكم القانون الذي نطمح لم نرى لهما تطبيق لافت على أرض الواقع لكننا متفهمين لطبيعة المهمة الصعبة وأن الأمر ليس بالهين ويحتاج الى كثير من العمل والصبر والجهد بعد أن عانى العراق لعقود من الأنغلاق والتخلف . وبصفتكم المسؤول الأول عن رسم السياسية العراقية نطرح على دولتكم بعض التسائلات المشروعة التي نعتقد جازمين بأننا سوف نسمع من دولتكم أجابة شافية عليها , هل تقبلون دولة الرئيس بأن أبناء الشهيد مفتن جارالله الساعدي وكثير من العراقيين الذين تضرروا من النظام السابق وحتى من الوضع الحالي أن يعيشوا خارج بلدهم مشتتين في أصقاع الأرض هوامش على بعض الدول الأوربية والعربية؟, وكأن نظام صدام ما زال قائمآ؟ لماذا لا توجد آلية للأستفادة من كل الذين تضرروا من النظام السابق وكل الطاقات العراقية ليكونوا عونآ لكم في كثير من الأمور فالأعتماد على شريحة المتضررين وأرجاع كل المهاجرين والمهجرين هو الضمانة الرئيسية لعدم عودة الأوضاع السابقة ومنع العراق من التفتت. نبذة مختصرة عن حياة الوالد الشهيد: كان الوالد الشهيد القائد مفتن جارالله الساعدي من رجالات العراق الذين قدموا دماءهم في سبيل حرية بلدهم ورفعته لقد حكم عليه في عام 1958 بعد قيام الجمهورية العراقية, وأفرج عنه بقرار من الزعيم عبد الكريم قاسم ,وقد تم الحكم عليه بالأعدام في أنقلاب 1963 ولولا أرادة الله حيث لم تدم الأمور للبعثيين وما وصف بالحرس القومي طويلآ عندما أنقلب عليهم الرئيس الراحل عبد السلام عارف وقد أفرج عن الوالد بعفو , لكن الحاقدون عادوا من جديد في تموز عام 1968 ولم ينسوا مفتن جارالله الساعدي فقد تمكنوا منه في آذار عام 1970 حيث نفذوا به حكم الأعدام الجائر عن طريق محكمة صورية كانت برئاسة طه الجزراوي, وعلي رضا باوي, وناظم كزار, وهؤلاء الثلاثة هم من الجهلة المجرمين وليس لهم علاقة بالقضاء لا من قريب ولا من بعيد, بعد ذلك صودرت الأملاك وأستمرت المعاناة ولا داعي للأطناب والشرح فأنتم تعرفون الباقي ,,,, أتمنى أن أكون قد كفيت في هذه الرسالة المتواضعة وأني على يقين بأن دولتكم لا يمكن أن يهملها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |