|
الابادة الجماعية بوجه جديد
النقابي/ سعيد نعمه ليس من الضروري أن تكون الابادة بالأسلحة المحرمة دوليا التقليدية والمتطورة كيميائية والبايلوجية بل هناك عدة طرق وأنواع أخرى تنتهجها بعض الدول والحكومات الدكتاتورية . من هذه الطرق الحكم بالموت البطيء على شعوبها وشعوب بعض الدول من اجل ابتزازها وتركيعها لسياساتها متجاوزة الأعراف والقوانين والمعاهدات الدولية بل متجاوزة لكل الحالات الإنسانية . قامت الدول المجاورة للعراق والذي ينبع منها نهري دجلة والفرات وروافدها ويمر بأراضيها باستخدام مياه هذه الأنهار كسلاح لتحقيق أجندتها وسياساتها منذ عدة عقود. لكنها صعدتها في هذه الفترة وخصوصا بعد الغزووالاحتلال . وذلك من خلال إنشاء السدود العملاقة والكبيرة من اجل حبس مياه هذين النهرين اللذان هما هبت الرحمن لشعب العراق . حتى أدى ذلك لنقص حاد في منسوب المياه وارتفاع درجة الملوحة بشكل ملحوظ اثر سلبا على الزراعة والري , وامتد التصحر إلى معظم مناطق العراق حتى وصل إلى معظم المدن . وسبب نقص حاد في مياه الشرب وإنتاج الطاقة الكهربائية . استزادت هذه المعاناة بعد الاحتلال وتعرض العراق لأقسى الظروف, بل استغلتها هذه الدول لتفرض شروطها وسياساتها على العراق وشعبه منتهكة بذلك كل الأعراف والمواثيق وحقوق الإنسان ومعاهدات الحصص المائية بين الدول التي تشترك بالأنهر . إن هذه الدول بسياستها هذه تعرض حياة شعب العراق للخطر والموت البطيء أمام سكوت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى . تتباكى إيران من وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق مدعية إنها تهدد أمنها لكنها تسمح لنفسها بتهديد امن العراق بحبس المياه عن دجلة . أليس ما تقوم به هوتهديدا لأمن العراق وحياة شعبه؟ وتتباكى تركيا من تواجد حزب العمال الكردستاني وتعتبره يشكل خطرا على أمنها وسيادتها وتطلب من العراق محاربته وطرد عناصره من شمال العراق . لكنها عندما أنشئت السدود العملاقة الكثيرة لحبس مياه دجلة والفرات والذي أدى إلى نقص حاد في مناسيب المياه وهدد الزراعة والحياة لم تحاسب نفسها .الم يعتبر هذا تهديد لأمن العراق؟ الم تعتبر هذه السياسة والأسلوب تهديدا لحياة العراقيين وثرواتهم الزراعية والسمكية والحيوانية؟ . بل هي مستمرة بهذه السياسة وكما ذكرت منذ عقود رغم نداءات جميع الحكومات التي توالت على العراق. أليس هذا نوع من أنواع الحرب والابادة الجماعية ويستحق النقاش؟ أليس هذا الأمر أكثر خطرا من تواجد منظمة صغير ة معارضة لحكومتها على ارض العراق؟ ألا يستحق هذا الأمر تدخل المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإنقاذ شعب العرق من هذا المصير المجهول؟ الأمر لن يتوقف على إيران وتركيا بل ساهمت أيضا سوريا وقامت بإنشاء السدود والمساهمة بحبس ما تبقى من مياه الفرات .إن عدد السدود التي أنشئت من الجانب التركي 14 سدا على نهر الفرات و8 سدود على نهر دجلة ومن الجانب السوري 5 سدود على الفرات و30 رافد موسمي ودائمي ينبع من الارأضي الإيرانية لتصب بنهر دجلة غيرت اتجاها إلى داخل أراضيها إضافة إلى إنشائها 5 سدود على نهر الكارون . إذن حكومات هذه الدول تستحق المحاسبة من فبل شعوبها أولا ومن المجتمع الدولي ثانيا .من يطالب بمحاربة الإرهاب فهذا هوالإرهاب بعينه لكنه بهذا الوجه الجديد والمقنع . لابد من مواجهة هذا الخطر الذي يهدد حياة الملايين من البشر . على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها اتجاهه كما على الجماهير ذلك باستخدام كافة الطرق الدوبلماسية والقانونية ,كما على جماهير وشعوب هذه الدول إن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية والتاريخية والضغط على حكوماتها من اجل فتح السدود وزيادة مناسيب مياه النهرين والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية والمبرمة بين الطرفين والابتعاد عن استخدام أسلوب حبس المياه من اجل تحقيق بعض المكاسب السياسية والاقتصادية وغيرها . كما على الأمم المتحدة ومنظماتها التحرك والعمل الجاد والسريع من اجل إنهاء هذه المعاناة وإنقاذ العراق من هذا الخطر الذي يهدده , على وزارة الموارد المائية أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتنظيم عملية الري واللجوء إلى تبطين الاروائيات وحث المزارعين على استخدام وسائل الري الحديثة والترشيد باستهلاك المياه في السقي , كما عليها الاستفادة من مياه الأمطار وخزنها في مجمعات كما هوالحال في كثير من الدول ومعالجة مياه المجاري , وهذه أيضا مسؤولية الوزارات الأخرى ذات العلاقة كوزارة البيئة والبلديات والصحة والزراعة .. الخ
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |