حتى علمائنا ومفكرينا الذين رحلوا عنى يتعرضون للتهميش والاغتيال

 

جبار العراقي

 jabbar.dillaa@inode.at

 هكذا يكرمون أعلام الفكر والأدب والثقافة والعلم والتأريخ العراقيين الذين تركوا بعد رحيلهم عنى كنوزا.

لا تحصى من مؤلفات وأعمال فكرية وأدبية وثقافية لازالت تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات العراقية، أن هذه الإرث أو الكنز الثمين من العلم والمعرفة الذي خلفوه بعده رحيلهم عنى والذي يصب في توعية وتطوير الفكر والعقل الإنساني ، وخصوصا الإنسان العراقي هو السلاح الفعال المحاربة الجهل وأصحاب العقول والأفكار الظلامية الذين يحاولون جرف ومسخ أي رمز لهؤلاء العلماء والمفكرين الذين رحلوا عنى ، وهنا هو أيضا يعتبر اغتيال لهم ولأعمالهم الإنسانية.

في بعض دول العالم وخصوصا المتحضرة منها يحضا العالم والمفكر والباحث والمثقف بالاحترام والدعم المادي والمعنوي من قبل الدولة ومؤسساتها التي تهتم بالبحوث والعلم والفكر والثقافة، حيث توفر لهم الدولة ومؤسساتها الحكومية والغير حكومية كل المستلزمات التي يحتاجونها لبحوثهم العلمية والفكرية والثقافية والإنسانية أيضا ، حيث يعتبر الباحث والعالم والمفكر والمثقف في هذه الدول المتحضرة هو العامل المهم والفعال لتطوير وتوعية المجتمع ، حيث يتم دعمهم وتكريمهم إثناء قيامهم ببحوثهم العلمية والفكرية والثقافية من قبل الدولة ومؤسساتها التي تهتم بالبحوث والعلم والفكر والأدب والثقافة وحتى المؤسسات ذات الطابع الديني التي لها اهتمام بالعلم والمعرفة تكرم ودعم هؤلاء المبدعين.

ونرى في هذه الدول المتحضرة أيضا شوارع وساحات وأزقة يطلق عليها أسماء المبدعين من الباحثين والمفكرين من العلماء والأدباء والمثقفين تكريما وتخليدا لهم وعلى ما قدموه من إعمال لخدمة وتطوير البشرية.

 ولكن في ظل بما يسمى بالعراق الجديد عراق ما بعد السقوط والاحتلال يتم تكريم العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين وكل المبدعين الذين يحاولون إرساء أسلوب العلم والمعرفة ومحاربة الجهل وأصحاب الأفكار الظلامية بطرق وأساليب أخرى تختلف على الطرق التي تمارسها الدول المتحضرة التي تعتبر العلم والأدب والثقافة الوسيلة الوحيدة القادرة على بناء المجتمع المتطور والمزدهر علميا وثقافيا وحضاريا ، ألا وهي طريقة الاغتيال كما حدث للشهيد ( كامل شياع ) الذي كان يمتلك مشروعا فكريا وثقافيا وإنسانيا أيضا عمل عليه طيلة فترة العيش التي قضاها في المنفى والتي كان مجبرا عليها مثل كل الوطنيين الذين رفضوا الانصياع للنهج الشوفيني والفاشي الذي كان يمارسه النظام المقبور.

أو العمل على تهميشهم وجرف ومحو تأريخهم وأرثهم العلمي والأدبي والفكري والثقافي والإنساني كما حصل للباحث الاجتماعي الدكتور ( علي الوردي ) الذي كتب وتحدث على مهزلة العقل البشري ، وكذلك فيلسوف اللغة العربية العلامة ( مصطفى جواد ) والمحامي ( جعفر كبه ) وعالم الآثار ( طه باقر ) والأستاذ ( علي جواد الطاهر ) هؤلاء هم أعلام ورموز الفكر والأدب والثقافة والتأريخ والعلم العراقيين الذين تركوا بعده رحيلهم عنى كنوزا من العلم والمعرفة لخدمة البشرية ومحاربة الجهل وأصحاب الأفكار الظلامية ، حيث خرج علينا ( الصغير ) خطيب وأمام جامع براثا معلننا عن جرف ومحو أثارهم وأرثهم الأدبي والفكري والثقافي والإنساني الذي يخاف منه ( الصغير ) فعلا أنها مهزلة العقل البشري.

فأين هي الحكومة العراقية ولماذا لا تضع حدا لمثل هذه الانتهاكات التي تمارس من قبل أصحاب الأفكار الظلامية والجاهلة.

وهل هذي هي الطريقة التي يتم بها تكريم وتخليد أعلام ورموز الأدب والفكر والثقافة يا سيادة رئيس الوزراء في ظل دولة القانون؟؟؟

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com