|
ـ كم هي مديـنة برلـــين عاصمة المانية الأتحادية الحالية متشابهة في عــدد كبير من الصفات لمدينة بغـــداد الحبيبة والعزيزة على قلوب العراقيين جميعا، وذلك لكونهما من المدن القديمة في بناءها وتصميمها الدائري حيث الازقة والشوارع والطرق تبدا من مركز المدينة وتمتد وتتسع بصورة نجمــية الى الضواحي والمحـيط الحلقي الرئيسي والذي يلتف حـول المدينة، وهذا تخطـيط المدن المعمـول به سلفا للمـدن القديمة امثال /اثينا، روما، باريس، لندن،موسكو...الخ، خـلافا للمدن المصممة حديثا على هيـئة واشكال هندسية منتظمة كالمربعات والمستطيلات للأحــياء السكنية تقسمها الأزقــة والطرق السريعة والشوارع الفرعـية افقـيا وعمــوديا ووتريا وبصورة متوازية ومتساوية ومتناظرة تقريبا كالمدن الحديثةفي القارتين الأمريكيتين الشماليةوالجنوبية/ مونتريال، لاس فيغاس، نيويورك، ريودوجانيرو،...الخ، واليك عزيزي القاريء الكريم نبــذة ليست بالقصيرة عن هذه المدينة والتي صنفت كرابع مدينة في العالم يحجها السواح بعــد/نيويورك ولندن وباريس -:نبــذة عامـــة/ المقدمـــة تُعتبر العاصمة الألمانية إحدى أكثر العواصم الأوروبية ديناميكية وحيوية. وبرلين ليست فقط مركز اتخاذ القرار في ألمانيا وإنما مدينة المعارض والمؤتمرات والمتاحف والجامعات والمكتبات والأسواق المتنوعة كذلك. أول ما يلفت نظر زائر برلين من أجوائها وهو يحلق بطائرته المتوجهة إليها امتدادها المترامي واتساع رقعة الحدائق والأنهار والبحيرات التي تشكل ثلث مساحتها. ورغم هذه المساحة التي تبدو أحياناً كحواجز طبيعية تذكرّ ببيئة ريفية فإن العاصمة الألمانية اليوم من أكثر مدن أوروبا متعة وحيوية وديناميكية. وقد ازداد زخم ذلك بعد انهيار الجدار وإعادة اعتمادها عاصمة من جديد ومركزاً لصناع القرار فيها. والمدينة التي نشأت في الأصل من تجمع عدة قرى ومدن صغيرة توفر لزائرها ما يرضي مختلف الأذواق وعلى مدار السنة. فمن يريد حياة المدن الصاخبة عليه التوجه إلى أحد أسواقها وميادينها الكثيرة التي تزخر بفرص التسوق والمتعة ومن يريد الخلود للهدوء والراحة فهناك الحدائق والرحلات النهرية والمتاحف والمكتبات المتنوعة. وتقع أهم معالمها السياحية بين كنيسة الذاكرة بالقرب من شارع كودام التجاري الشهير وساحة الكسندربلاتس الواقعة في وسطها الشرقي مروراً بشارعي 17 حزيران واونتر دن لندن وبوابة بداندنبورغ الشهيرة. وفي جوار البوابة يقع البرلمان الألماني (بوندستاغ) ومقر المستشارية. وعلى مقربة منها هناك ميدان بوتسدامر بلاتس الذي يطلق عليه وسط برلين الجديد بعد إعادة بنائه خلال تسعينيات القرن الماضي. ويضم الميدان سوق أركادن التجاري ومتحف الفيلم البرليني وسينما آيماكس الثلاثية الأبعاد إضافة للعديد من المقاهي والمطاعم والبارات. وبرلين من المدن الزاخرة بالحياة الثقافية والأنشطة العلمية إذ يوجد فيها عشرات المسارح والمتاحف مثل متحف بيرغامون ومتحف التراث الإسلامي والمتحف المصري. وهي معروفة بجاذبيتها للشباب والطلاب ليس فقط لكونها تضم عدداً كبيراً من الجامعات والمعاهد والمؤسسات الإعلامية والفنية ومراكز التأهيل والتدريب المهني. فتكاليف العيش والسكن في المدينة أرخص بكثير من مثيلاتها في مدن ألمانية أخرى مثل ميونيخ أو فرانكفورت. ويعيش فيها 3.4 مليون نسمة بينهم نحو 440 ألفاً ينتمون إلى نحو 180 قومية. ويشكل أبناء الجالية التركية غالبية المنتمين لأصول أجنبية. أما الجالية العربية فقوامها نحو 40 ألف شخص معظمهم من اللبنانيين والفلسطينيين. وبفضل ذلك تنتشر في أمكان تجمعهم لا سيما بضاحيتي نويكولن وفيدنغ العديد المحال التجارية والمطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات والمشروبات العربية. وبالنسبة لطقسها فهو معتدل في الصيف وبارد في الشتاء. -:نبــذة تاريخـــــية -:نبـــذة سياحية أثر آخر على الحرب العالمية الثانية والدمار الذي ألحقته بالعالم هو كنيسة القيصر «فيلهلم» التذكارية بالقرب من محطة القطار وعند مدخل شارع «الكودام» الشهير. إذ حافظ الألمان على الكنيسة محطمة بمثابة تذكار ضد الحرب وبنوا قربها كنيسة حديثة من الزجاج الملون. وتشكل الكنيستان مزيجا جميلا وجذابا من الحديث والقديم في قلب مدينة برلين.وهناك العديد من المعالم الأخرى التي تستحق المشاهدة مثل نصب أول دبابة روسية دخلت برلين، وساحة الكسندر، وكنيسة «مارين» ونوافير «نبتون» ودار البلدية الحمراء. وكلها معالم هامة من معالم شرق برلين تقع قرب ساحة الكسندر الشهيرة بساعتها العالمية.وتعتبر «جزيرة المتاحف» في شرق برلين من أهم مراكز السياحة في ألمانيا، فهي تشتمل على عدد كبير من متاحف المدينة التي يبلغ مجموعها 128 متحفا. ولعل متحف الشرق الأدنى أو «البيرغامون» من أهم هذه المتاحف لأن عدد زواره يزيد على 850 ألفا سنويا. وسر هذا المسرح أنه يحتوي على أهم الآثار البابلية التي نقلت في العشرينات من العراق إلى برلين. وهما بوابة عشتار وشارع الموكب اللذان يعودان إلى القرن السادس قبل ميلاد المسيح ويعتبران اعجازا في اللون والسيراميك والدقة. يضاف إلى ذلك، في نفس المتحف، آثار مدينة «بيرغامون» «الهللينية» بأعمدتها البيضاء الضخمة وتماثيلها المرمرية التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. عدا عن هذا المتحف فهناك، في «الجزيرة»، المتحف التاريخي المصري والمتحف القومي والمتحف الاثني ومتحف الفن الإسلامي والمتحف الهندي وغيرها. وليس عبثا أنه تم اختيار برلين عام 1988 مدينة للثقافة في أوربا، لأنها كانت كذلك بشكل غير رسمي طوال الوقت. وتعتبر الفعاليات الثقافية ذات النفس العالمي جزءا ثابتا من حياة برلين اليومية: بينها مهرجانات السينما الدولية التي تتمتع بسمعة عالمية، 135 مسرحا، 3 دور للأوبرا وعدد كبير من دور المنوعات والموسيقى. الاستثمار والتسوق وأدت عملية بناء وتوسيع العاصمة برلين إلى رفع سمعتها على المستوى العالمي مقارنة بالمدن الأخرى، واجتذبت المستثمرين من كافة أنحاء العالم كما حدث في بناء ساحة «بوتسدام» وشبكة ممرات شارع «فريدريش». وفيما يتعلق بتصاميم الموضة، فقد تطورت برلين إلى مركز يهتم بالشباب وموضة الرواد على وجه خاص. وأعاد هذا برلين إلى الطريق التي تؤهلها لاستعادة لقبها كمدينة للموضة. ويوثق هذه الحال العديد من معارض الموضة التي جرت في العاصمة الالمانية. وتضم مدينة المعارض والمؤتمرات في برلين «مركز المؤتمرات الدولي» ICC الذي يميزه مبنى قصر المؤتمرات المتفرد عالميا منذ اكثر من 20 سنة. ويصنف ميدان المعارض والمؤتمرات ببرلين من بين الافضل في كما يكشف ذلك بوضوح عدد المشاركين والزوار في معارضه: إذ تكشف الدراسات حول الموضوع عن إجراء 100000 فعالية على نهر فيها عام 2002شارك فيها أكثر من 6 ملايين شخص وهذا ليس كل شيء لأن برلين مدينة تسوق سريعة التطور. وتحتوي على ثلاثة مراكز للتسوق تتمثل بشارع «كورفورستندا » Kurf rstendamm وشارع «فريدريش Potsdamer Platz. ويعرض شارع «كورفورستندام» الراقي، الذي يمتد بطول 3,5 كيلومتر بين كنيسة الذاكرة Gedachtniskirche وبحيرة هالين Halensee، بضائع مناسبة لكل ذوق. وتمتد المحلات الراقية في الشارع المذكور بين سوق الغرب (KaDeWe) ومركز أوروبا Europa-Center بينها العديد من دور الموضة العالمية والمطاعم والمقاهي. وفي أيام الصيف المعتدلة تفتح محلات برلين هنا، كما هي الحال في الميادين الأخرى، أبوابها على مدى 24 ساعة. والمدينة لا تعرف تقريبا وجود ساعات حظر. وتوفر المدينة للزوار فرصة التمتع بمذاق اطعمة من كافة انحاء العالم. ويحرص على توفير ذلك نحو 6000 مطعم من كافة الأصناف. وعدا عن «الكودام»، يوفر الجزء الشرقي من المدينة، متمثلا بشارع «فريدريش»، فرصة جيدة للتنزه. وفي ميدان «بوتسدام»، تنتشر حول مبنى «دايملر ـ كرايسلر ايريال»، الذي تم تدشينه في 2 اكتوبر 1998، حوالي 130 متجرا. ومن الممكن ببرلين شراء كافة الحاجيات الراقية، التي تمتد بين الماس الصغير وسيارات «مرسيدس» الفارهة. أطلق عمدة برلين مؤخرا حملة دعائية للعاصمة الألمانية تحت شعار "كن برلينيا"، بهدف الترويج سياحيا ا للمدينة الجميلة واشهارها عالميا. "كن برلينيا" من شأنه أن يتحول إلى ماركة تجارية وعلامة مسجلة للعاصمة الألمانية. لمواكبة المنافسة المحتدمة في مجال السياحة، قامت مدينة برلين الألمانية بإطلاق حملة دعائية وتروجية تحمل شعار" كن برلينيا" ليمون علامة مميزة لها بين المدن العالمية. وسيتم وضع ملصقات تحمل هذا الشعار كما سيتم نشره في وسائل الإعلام، حتى تزداد المدينة إشعاعا وتواكب مثيلاتها من كبريات مدن العالم كلندن ونيويورك. وقام عمدة برلين كلاوس فوفيرايت يوم الثلاثائ الماضي (11 مارس/آذار) شخصيا بالإعلان عن هذا المشروع الذي تبلغ قيمته الإجمالية 10.6 مليون يورو. والغاية من هذا الشعار الترويجي هو أن يصبح لبرلين اسما وطابعا مميزا، يمكن أن يتحول إلى ماركة وعلامة تجارية خاصة بالمدينة، كما هو الحال بالنسبة لشعار "أحب نيويورك" الذي تستعمله مدينة نيويورك الأمريكية،أو شعار" زر لندن" الذي يتم الترويج من خلاله للعاصمة البريطانية. استعمال اسم تجاري أصبح شرطا للمنافسة وفي هذا السياق يرى البروفسور أندرياس ماك أحد القائمين على هذا المشروع واستاذ الإعلان والاتصال في جامعة برلين أن كل مدينة كبرى في العالم تحتاج إلى علامة تجارية تميزها. وهذا الأمر تم في الاصل اكتشافه من قبل الشركات السياحية الكبرى، التي تحاول ربط أماكان سياحية واقتصادية مهمة بشعارات وعلامات من أجل ترسيخها في أذهان الناس، وبالتالي استعمالها كماركة لها قيمتها في السوق. ويضيف إن برلين مطالبة بذلك خاصة في وقتنا هذا الذي تحتدم فيه المنافسة بين المدن العالمية الكبرى، مشيرا في هذا السياق إلى أن مثل هذه الدعايات كان لها نتائج ايجابية مثلا في القارة الأسيوية، إذ باستعمال العديد من دولها شعار "النمور الأسيوية" أصبح لهذه الدول حضورا في أذهان الأوربيين وبالتالي مكانة في السوق العالمية. الترويج سياحيا للعاصمة الألمانية
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |