|
رسالة مفتوحة الى السيد نوري المالكي .. غريبة أنا في وطني
سميرة الوردي حلم كان أن أكسرطوق الرعب كي أعود بعد غربتين الاولى داخل الوطن منذ عام 1979 الى 1999هذه الغربة الأولى التي حطمت كل مابنيناه من آمال وأحلام في حياة زاخرة بالعطاء والحب والمستقبل الواعد ، حياة بدأتها بحصولي على شهادة البكلوريوس وأحلام باكمال الدراسة العليا في الأدب المسرحي الذي يجمع بين اختصاصي وعشقي للمسرح ، وكان هذا الإندحار الأول ، أنا التي تخرجت من الجامعة بدرجة جيد جدا، فُضل ذوي الوساطات علينا نحن من لاواسطة لنا . وأصررت على تخطي الكثير من الحواجز كي أصعد على خشبة المسرح وشاركت في الكثير من الاعمال الفنية على مدى عشر سنوات مع أهم الفرق الفنية فرقة المسرح الفني الحديث والفرقة القومية للتمثيل ومسرح اليوم وما ان بدأت في المشاركة في الأعمال الفنية التلفزيونية حتى بدأ جلاوزة النظام بمحاربتي ومنعي من دخول مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بل ومنعي من ممارسة أي عمل فني ،اضطررت للإنسحاب من الوسط الفني والإكتفاء بوظيفتي بعيدا عن الأضواء . ولكن حتى هذا لم يمنع ملاحقتهم لنا، وبعد انقضاء عشرون عام في غربة داخل وطني استطعت الافلات من قبضة النظام والسفر الى الخارج والخلاص من الكابوس الذي رافقني منذ طفولتي .. منذ مطاردة نظام نوري السعيد لأبي وما أن أسقطوا ثورة تموز بشباطهم الأسود حتى بدأ النظام البعثي بمطاردته لنا من جديد ، لتتوج معاناتنا بمقتل أخي عام 1981 ، انها سنين دمار أحرقت الجسد وأيبست الروح ولم تقتصر علينا بل امتدت لتشمل أبناءنا . ما أن حصل التغيير في بغداد حتى استبشرنا خيرا .. وبالرغم مما مر فقد نهضت بغداد من جديد لتعلن احتضانها لأبنائها على لسان رئيس وزرائها واستعدادها لاعادة من تضررمن النظام السابق . صدقت الخبر وما زال في روحي ذاك العشق لبغدادي وصممت على العودة رغم تحذيري من أولادي أن تكون مغامرتي فعل لا جدوى منه . وعاندتهم شادة الرحال آملة بأن نسائم التغيير أقوى من دروس الدكتاتورية وأعتى .. فالشعارات الديمقراطية والوطنية لابد أن تسود وتتغلغل في نفوس وعقول الناس والمهيمنين في دوائر الدولة أسرع من غيرهم... ..... اربعون يوما وأنا أركض من دائرة لأخرى وأرتقي من درج لآخر حتى كلت ركبتاي ونال الألم مني ليشعرني أن جهاز القلب الذي وضعته في غربتي لم يعد يطيق مجاهدتي في تحقيق ما أملت فيه من عودة لوظيفتي واحتساب مدة خدمتي كما حصل عليها الكثيرون ممن عاشوا تحت ظل النظام السابق وتملقوه بشتى الوسائل وهم اليوم متربعون ومنعمون في ظل الديمقراطية الجديدة ومازلنا نحن وأصحاب المقابر مغيبون.. ...... استبشرت خيرا من ترحيب وزارة الثقافة وتزويدهم لي بكتاب لوزارة الهجرة والمهاجرين يطلب فيه تزويدي بكتاب يؤيد اني من المهاجرين خارج العراق من 2000ولغاية 2009م للنظر بطلب اعادتي الى الخدمة وفقا لقانون المفصولين السياسيين رقم 24لسنة 2005المعدل للتفضل والاطلاع واعلامهم . ما ان وصلت لشباك وزارة الهجرة والمهجرين حتى طُلب مني هوية أحوال مدنية جديدة فقد سقطت هذه الهوية منذعهد الكتاتورية وبعد ركضة بين المجلس البلدي والحاسوب في منطقة أُخرى واثبات حجز البطاقة التموينية عني وعائلتي أنجزت الهوية ، وبعد استحصال كتاب يثبت اضطهادي من قبل النظام السابق من المفوضية العليا للسجناء السياسيين وضحايا الحكومات/ موافقة وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني بالرقم (H 4052 . 1)/ المقرالعام. العدد ص/43بتاريخ 14 / 4 / 2009 م. ولدي كتاب آخر من حزب اضطهد على مر العصور ، واذا بموظف الهجرة والمهاجرين لايعترف بالكتابين ويطلب مني بالاضافة لتأكيد اضطهادي الى كتب اخرى تعجيزية وكتاب تأييد من المجلس المحلي بتواجدي في بيت أخي، اذا كانت وزارة الهجرة لاتعترف بهجرتي ولديها جوازي الاول استحصلته وبشق الانفس وببذل الغالي والرخيص والذي يثبت فيه خروجي بصفة ربة بيت وأنا بكلوريوس في الآداب ولم تؤشر عليه أي قنصلية أو سفارة عراقية آنذاك ومعي الجواز الذي حصلت عليه حديثا وفيه دخولي بعد السقوط عام2009 في 20من الشهر الثالث .. لقد يئست والحق يقال من سوء التعامل والتلاعب بحياتنا في كل وقت وزمان ، ماذا نفعل كي نحيا بكرامتنا دون أن نذل أنفسنا بعد هذا العمر الطويل . أهكذا يعامل ضحايا الدكتاتورية العائدين للوطن .. أيها السيد نوري المالكي؟!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |